مصر تفتح بوابة التاريخ أمام العالم

تابع العالم باهتمام بالغ حفل افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يُعد حدثًا ثقافيًا وتاريخيًا ضخمًا، كونه منصة حضارية تفتح أبوابها لعرض التاريخ المصري القديم وتقدم رسالة عالمية تؤكد من خلالها مكانة مصر باعتبارها موطن الحضارة الإنسانية ومركزا إقليميا رائدا في مجال الثقافة والمعرفة، وهذا ما عكسه الحدث التاريخي الضخم الذي أسهم في إعادة رسم الخريطة الثقافية والسياحية للمنطقة بأكملها، كما لعب دورا مهما في وضع مصر في صدارة المشهد السياحي العالمي مرة أخرى.

يُعد المتحف المصري الكبير صرحا حضاريا ضخما، فهو أول متحف في أفريقيا والشرق الأوسط يتبنى معايير الاستدامة والطاقة النظيفة، "متحف أخضر"، وملحق بالمتحف منشأة عالمية تضم مختبرات ترميم متطورة تعمل بأحدث التقنيات المخصصة لحفظ وتوثيق وصيانة الآثار، كما يعتمد المتحف على أحدث أساليب وتقنيات العرض التفاعلية والرقمية، بهدف توفير رحلة زمنية للزائر تعبر به من العالم الحديث إلى عالم الفراعنة بطريقة مبسطة دون أي عناء أو إرهاق ذهني.

كما تم تصميم المركز الخاص بالمؤتمرات داخل المتحف ليكون منصة للتعاون الدولي من أجل تحقيق التواصل بين المتاحف والمؤسسات الثقافية العالمية، ولاستضافة الندوات والمؤتمرات والأنشطة العلمية المتخصصة.

يتمتع المتحف المصري الكبير بأهمية استثنائية على عدة مستويات منها؛ الثقافية والتاريخية، وذلك نظرًا لما يحتويه من آثار تستعرض فترات زمنية متنوعة من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر القبطي، بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية والسياحية، حيث كان موقعه الفريد على هضبة الجيزة بالقرب من الأهرامات الثلاثة عاملا مهما وأساسيا في عملية الترويج السياحي له، فضلًا عن الدور الحضاري والرسالة الدبلوماسية والثقافية التي أرسلت للعالم أجمع، والتي تؤكد على أن هذا المتحف يمزج بين عراقة الماضي وحداثة المستقبل.

لم تكن زيارة قادة العالم من ملوك ورؤساء وأمراء لأرض مصر مقتصرة على حضور الافتتاح الضخم للمتحف المصري الكبير فقط، أو مجرد مشاركة عابرة في حفل أو فعالية ثقافية، بل حملَت في طياتها دلالات سياسية ودبلوماسية عميقة منها؛ قدرة مصر على تحقيق إنجاز  ضخم وعملاق في ظل الظروف والتحديات الإقليمية، بالإضافة إلى التأكيد على أن الحضارة المصرية بوابة التاريخ وتراث الإنسانية دون تفرقة، فضلًا عن ترسيخ موقع مصر كواجهة سياحية عالمية.

وقد استغل عدد كبير من مرشحي مجلس النواب بكل المحافظات حدث افتتاح المتحف المصري الكبير في تحقيق الدعاية الانتخابية لهم، حيث قاموا بنشر شاشات عملاقة داخل مناطقهم ودوائرهم الانتخابية، وذلك من أجل مشاركة المواطنين في متابعة حفل الافتتاح الذي يتابعه شعوب العالم.

كما أطلقت محافظات مصر مبادرة وطنية شعبية من خلال تجهيز وتركيب شاشات عملاقة بالميادين والشوارع الرئيسية بالأحياء والقرى، لكي يتمكن المواطنون من متابعة الحدث الثقافي التاريخي الكبير، الذي يجسد فخر المصريين بحضارتهم العريقة، ويؤكد على تعزيز مكانة مصر الحضارية على الساحة الدولية.

ختامًا.. حمل حفل افتتاح المتحف المصري الكبير رسائل كثيرة اتفق عليها المؤيد والمعارض، ومنها أن هذا الحدث التاريخي استثمار استراتيجي للقوة الناعمة، كما أنه أداة السلام والتفاهم بين شعوب العالم، كما أنه لعب دورًا مهمًا في غرس روح الانتماء والوعي في نفوس النشء، وقام بتوعية المجتمع بالحضارة المصرية، وربط الأجيال المتلاحقة بتاريخ بلادهم العريق وإنجازاتها.

أخيرًا.. يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير من أضخم المشاريع الثقافية والسياحية على مستوى العالم، حيث جاء بمثابة تتويج لمسيرة من الإنجازات المتواصلة والمستمرة التي تشهدها الدولة في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي.