رشاد كامل
التابعى يكشف اقتراح مد امتياز قناة السويس!
كان من عادة السيدة «روزاليوسف» أن تطمئن بنفسها على وجود مجلتها بين أيدى الباعة وتسعد بسماع صوتهم وهم ينادون عليها: «روزاليوسف»!!
وتكرر نفس الشىء عندما أصدرت مجلة «الصرخة» بعد أن أغلق إسماعيل صدقى باشا مجلة «روزاليوسف» وحدث ما لم تتوقعه «روزاليوسف»، فقد فوجئت بالباعة ينادون على مجلة «روزاليوسف» واندهشت من هذا الأمر، وسرعان ما عرفت أن بعض ضعاف النفوس استغلوا عدم صدور مجلتها وأصدروا نسخة مزيفة ومزورة منها ليكسبوا من ورائها.
ونشرت السيدة روزاليوسف تحذيرًا فى عدد مجلة الصرخة بتاريخ 18 نوفمبر سنة 1930 جاء فيه: إلى القراء.. كَثُر نداء بعض باعة الصحف على بعض المجلات باسم «روزاليوسف» وهيئة تحرير «روزاليوسف»، تعلن أن المجلة الوحيدة التي تشترك فى تحريرها هى هذه المجلة «الصرخة».
وبعد أسبوع من نشر هذا التحذير والبيان نشرت توضيحًا آخر بعنوان «مسألة ذوق» ولا نقول كرامة جاء فيه: دأب بعض الرسامين على تقليدنا فى طريقة كتابة اسم المجلة على الغلاف الخارجى، والغرض من ذلك هو إيهام الجمهور أن المجلة التي يعرضها عليه البائع هى مجلة «روزاليوسف» أو إحدى المجلات التي تشترك فى تحريرها هيئة تحرير «روزاليوسف».
ومن هنا كانت مناداة الباعة وكان الالتباس الذي يقع فيه الجمهور فى كل أسبوع، وكنا كلما ابتكرنا طريقة جديدة لكتابة اسم المجلة على الغلاف تمييزًا لها عن باقى المجلات لحق بنا حضرات الرسامين المذكورين وأحكموا التقليد!
وينسى حضراتهم أن هناك شيئًا اسمه الذوق وشيئًا اسمه الكرامة الصحفية، وأنه ليس من الكرامة فى شىء أن تستعير أفكار غيرك وأن تتقدم إلى الجمهور فى ثوب مسروق.
وفى عدد الأسبوع المقبل سوف نكتب اسم المجلة بطريقة جديدة، وكلنا رجاء أن يعتقنا الرسام «رخا» فى هذه المرة إكرامًا لوجه الله.
ولم تكتف السيدة «روزاليوسف» بذلك بل حرصت أن تكتب فى كل عدد من المجلة هذه السطور «الصرخة جريدة سياسية انتقادية مسرحية مصورة، صاحب الامتياز عبدالرحمن العيسوى، يشترك فى تحريرها «روزاليوسف» ومحمد التابعى ومحمد حماد.
وكان الأستاذ محمد التابعى يتولى كتابة باب «الجوالسياسى» الذي يتناول فيه بقلمه الساحر والساخر أحداث الأسبوع سواء السياسية والحزبية، ويهاجم المندوب السامى البريطانى، ويهاجم حزب الشعب الذي قام بتأليفه إسماعيل صدقى باشا.
وينفرد التابعى بكتابة تفاصيل خبر عن «قناة السويس» فيقول: خبر نرويه بكل تحفظ حتى يجيئنا ما يثبته أو ينفيه.
يقال: إن شركة قناة السويس التي ينتهى أجل امتيازها فى سنة 1968- أى بعد 38 سنة - قد تقدمت إلى الحكومة تقترح عليها مد أجل الامتياز 40 عامًا أخرى أى إلى سنة 2008 على أن تدفع الشركة فورًا مبلغ 15 مليونًا من الجنيهات وعلى أن يكون للحكومة نصيب فى الأرباح، ويقال: إن بين أعضاء الحكومة من يميل إلى قبول هذا الاقتراح ويرى فى هذه الخمسة عشر مليونًا من الجنيهات سبيلًا إلى تخفيف الأزمة المالية الحاضرة والمضى فى المشروعات العديدة التي أُوقفت بسبب قلة المال.
ويصدر العدد 53 من الصرخة وبه مقال التابعى الأسبوعى «الجو السياسى» وبداخله برواز من عدة سطور تحت عنوان «روزاليوسف» جاء فيه: بين يدى القراء الآن آخر عدد يشترك فى تحريره محررو مجلة «روزاليوسف»، وسوف تصدر “روزاليوسف” يوم الأحد 30 أغسطس كما عهدها القراء ثابتة على عقيدتها أمينة لمبادئ الوفد لا يخيفها بطش ولا يرهبها تنكيل.
وأخيرًا يشترك معنا القراء ولا شك فى شكر صاحب الصرخة الأديب «عبدالرحمن أفندى العيسوى» على ما أتاحه لنا من دفاع عن قضية البلاد على صفحات مجلته والتي نرجو لها فى عهدها المقبل كل نجاح وتوفيق.
وللذكريات بقية!