عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حذارِ من "الغل" يا إمام

حذارِ من "الغل" يا إمام

ظهر نجم الأهلي إمام عاشور في تدريبات فريقه قبل لقاء القمة أمام الزمالك بأربعة أيام وهو يستعرض ذراعيه في ملعب مختار التتش، وكأنه يريد إرسال رسالة إلى جماهير ناديه بأنه بات سليما ومعافى تماما من إصابة الكسر التي أصابته مع المنتخب الوطني قبل عدة أسابيع، ممع اضطره إلى تعليق ذراعه وغيابه لفترة قصيرة عن المباريات.



 

 

رسالة عاشور لجماهير ناديه قد تكون مشروعة بأنه يريد أن يبلغ محبيه أنه جاهز بحالة بدنية ونفسية للمواجهات المقبلة، ولاسيما مباراة القمة المقبلة أمام الغريم التقليدي الزمالك في الدوري، لكن غير المشروع وتظهره الصور بشكل مباشر حالة الحماس الشديد التي تسيطر على اللاعب لدرجة «الغل»، فهي تتجاوز في ظاهرها مجرد حماس لمباراة قمة أمام منافس كبير، هو من صنع اللاعب نفسه من قبل أن ينتقل للأهلي.

ما نخشاه على إمام عاشور نفسه، أن يكون الاستعداد ليس لمنافس كبير في المسابقة بحجم الزمالك فحسب، وإنما لرغبة في الانتقام من رواسب قديمة عالقة في نفسية اللاعب وقت أن كان لاعبا بين جدران ميت عقبة، رواسب خلفتها إدارة سابقة غير مسؤولة عن البيت الأبيض، ربما هي من دفعت اللاعب إلى اتخاذ خطوة الالتفاف بالاحتراف في الدنمارك، تمهيدا للانتقال إلى الأهلي، ومن ثم الدخول في دوامة اللعب على مشاعر جماهير القطبين، هذا محب ومرحب، وهذا كاره وغاضب.

نغمة دخلها الكثير من اللاعبين قبل إمام عاشور وفشلوا فشلا ذريعا، بل وتاهوا ثم اختفوا تماما، رغم موهبتهم ونجوميتهم الكبيرة، بسبب التركيز في المدرجات، والآن بديلها المباشر السوشيال ميديا، دوامة نخشى على إمام عاشور منها، لأنها مدمرة، وخسارة حقا ضياع موهبة بحجم إمام عاشور، فهو لاعب نادر الوجود بين أقرانه من الناحية الفنية، يمتلك تحركات وأفكارا خلاقة داخل المستطيل الأخضر، والأهم تمتعه بسن صغيرة، وحسابيا مع الاستمرارية والتحلي بعقلية المحترف الحقيقي سينضج أكثر في الملعب.

ليس محمد صلاح ببعيد عن إمام عاشور، فهو زميله في المنتخب، وسبق وأن تعامل معه في مناسبات كثيرة ومتعددة، وأكيد لمس مدى الاحترافية والعقلية المتزنة التي يتمتع بها نجم ليفربول، أتمنى أن يقتبس منه الفكر في التعامل والتركيز لحد الانغلاق تماما على العمل داخل الملعب فقط ولا غير، ساعتها ستكسب الكرة المصرية لاعبا كبير جدا، قادرا على حمل الراية مستقبلا.

بخلاف ذلك، لن يستمر إمام عاشور كثيرا في الملاعب، لأن تفكيره سيكون معلقا بكل ما هو خارج الملعب، ومن ثم اللعب على وتر الجماهير من مغازلة وتماهي مع أي هجوم على المنافس، لتعويض النقص وحالة عدم التركيز مع مدربه كولر لإشباع الرغبة في النجومية على أطلال أهداف سابقة سجلها عاشور لـ«الشياطين الحمر» لا ينكر أحد أهميتها والتي حجزت مساحة مهمة في قلب جماهير الأهلي لعاشور، وبات أهلا لحمل قميص بحجم ووزن رقم 22 المفضل لدى الأهلاوية.

وقائع مهمة لا بد أن يدركها ويتعامل معها عاشور في الفترة المقبلة، أن الكرة غدارة، والجماهير خصوصا في الأهلي لن ترضى إلا بالنتائج والتي لا تأتي إلا بالعمل المتواصل، أيضا على عاشور إدراك أن مدربه السويسري مارسيل كولر ليس له كبير، وعقلية أجنبية لا تعرف العواطف وكثيرا مع تعامل مع لاعبيه على أنهم أوراق كوتشينة، يدفع بمن يريد ويسحب من يريد، بعيدا عن النجومية والصيت في المدرجات، وليس كهربا الصديق المقرب لعاشور ببعيد، وهذا هو الاحتراف الحقيقي الذي بالتأكيد لمس منه عاشور جانبا خلال رحلته القصيرة في الدنمارك.. أخيرا وما يجب أن يضعه عاشور في حساباته ألا يضع الزمالك ندا له في عقله، فهو النادي الذي صنعه وقدمه لاعبا دوليا كبيرا، ولا يستحق منه الجحود أو الغل نكاية في جماهيره التي هتفت يوما ما باسم عاشور.

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز