بشأن نقل الصواريخ إلى أوكرانيا
عاجل.. وول ستريت جورنال تكشف تفاصيل اجتماع خاص مسرب للجيش الألماني
عادل عبدالمحسن
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تفاصيل اجتماع خاص مسرب وموقف ألمانيا من نقل الصواريخ إلى أوكرانيا.
ربما يعجبك
ونقلت وول ستريت جورنال عن محللين قولهم: إن التسريب سيقلل من إمكانية نقل ألمانيا للأسلحة، حيث جمعت قيادة القوات الجوية الألمانية كبار المسؤولين وعقدت اجتماعا مغلقا الشهر الماضي لمناقشة إمكانية نقل أقوى الصواريخ الموجهة الألمانية إلى أوكرانيا.
ويمكن استخدام هذه الأسلحة بعيدة المدى لمهاجمة جسر كيرتش، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وما لم يتوقعوه هو أن يتم الكشف عن هذه الاجتماع، بالإضافة إلى معلومات سرية حول مستوى التورط الغربي في أوكرانيا.
وتم إصدار التسجيل الذي تبلغ مدته 38 دقيقة من قبل رئيسة تحرير RT مارجريتا سيمونيان يوم 1 مارس الجاري.
وأكد مسؤولون ألمان كبار صحة التسجيل لـ "WSJ " وقالوا إن الاجتماع تم عقده على منصة" "WebEx غير المشفرة، وهي أداة اجتماع عبر الإنترنت، وفيه شارك مسؤول في الاجتماع عبر الهاتف المحمول من إحدى غرف فندق في سنغافورة.
وركز الاجتماع على الأساليب التي يمكن أن تطبقها ألمانيا لتنظيم نقل وتشغيل صواريخ توروس بعيدة المدى في حال جلب هذه الصواريخ إلى أوكرانيا.
وناقش المجتمعون كيفية الانتقال دون التورط في الصراع وفي التسجيل، طلب رئيس أركان القوات الجوية الألمانية، الجنرال إنجو جيرهارتز، من كبار المستشارين إعداد عرض تقديمي لوزير الدفاع الألماني حول خطة نقل صواريخ توروس إلى أوكرانيا. . وكيف يمكن لكييف استخدامها لتدمير الأهداف، بما في ذلك الذخيرة؟
وحتى هذه اللحظة، تستخدم أوكرانيا صواريخ غربية مماثلة -بما في ذلك صاروخ كروز البريطاني بعيد المدى ستورم شادو، وصاروخ SCALP الفرنسي، واستخدمتها كييف لمهاجمة جسر كيرتش لكنها لم تسبب أضرارًا كبيرة.
ويقول الخبراء إن صاروخ توروس -وهو صاروخ أطول مدى وأكثر قوة -سيكون قادرا على إسقاط الجسر.
وأكد المسؤولون الألمان في التسجيل أنهم قاموا بتحليل تفاصيل محددة حول كيفية مهاجمة مشروع البنية التحتية الرئيسي هذا، وقالوا إن الأمر سيستغرق ما بين 10 إلى 20 صاروخًا من طراز توروس لتجنب أنظمة الدفاع الجوي الروسية لتدمير الجسر.
ألمانيا تعترف بتسريب اجتماع الجنرال بشأن أوكرانيا ألمانيا
من جانبها، اعترفت ألمانيا بتسريب اجتماع الجنرال بشأن أوكرانيا، وقال الجنرال جيرهارتز في التسجيل: "لا يوجد سبب حقيقي يمنعنا من القيام بذلك؛ كل هذا يتوقف على الخطوط الحمراء".
وأضاف أن بريطانيا وفرنسا تضغطان على ألمانيا لنقل صواريخ كروز لأن مخزونها نفاد، حيث تمتلك ألمانيا حاليًا نحو 600 صاروخ توروس، منها حوالي 500 تعتبر جاهزة للعمل.
وبحسب التسجيل، قال الجنرال جيرهارتز إن ألمانيا يمكن أن تزود أوكرانيا بـ 100 صاروخ، مقسمة إلى دفعتين.
ومع ذلك، فهو يعتقد أن نقل أكثر من 100 صاروخ إلى أوكرانيا ليس له أي معنى، لأن هذه الأسلحة غير قادرة على إحداث تأثير خاص في ساحة المعركة، عندما تفتقر أوكرانيا إلى الجنود لاحتلال الأراضي، قد يكون تدمير الجسر الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم أمرًا مهمًا سياسيًا واستراتيجيًا، لكن من المرجح أن أوكرانيا لا تستطيع مواكبة النشاط الهجومي على البر الرئيسي.
وقال الجنرال جيرهارتز: "هذا لن يغير مسار الحرب، يجب أن نفهم ذلك بوضوح، مشيرًا إلى أن الأمر سيستغرق من أوكرانيا ست ساعات لإطلاق صاروخ بعد تلقي معلومات استخباراتية حول هدف جديد إذا تم تدريب الجنود بشكل كامل وتمكنوا من الوصول إلى جميع البيانات اللازمة.
وقامت القوات الجوية الألمانية بمحاكاة التضاريس المحيطة بساحة المعركة لصالح صاروخ توروس ويمكنها بسهولة مساعدة الجنود الأوكرانيين على تجنب أنظمة الدفاع الجوي حول الأهداف الرئيسية، بما في ذلك جسر كيرتش.
ومع ذلك، قال مسؤول إن بيانات الموقع هذه توصف بأنها "للاستخدام الألماني فقط" وأن مشاركة البيانات يمكن أن تنتهك الحدود التي وضعتها الحكومة الألمانية بشأن مشاركتها في الصراع، وسيستغرق تدريب الأوكرانيين على تشغيل الصاروخ ""Taurus من أسبوعين إلى 4 أشهر، اعتمادًا على دقة وتعقيد المهمة التي يواجهونها.
وبحسب الجنرال جيرهارتز، أكد المستشار الألماني أن أي صواريخ يتم تسليمها يجب أن تعمل دون مشاركة القوات المسلحة الألمانية.
ورفض المستشار الألماني أولاف شولتز تسليم صواريخ توروس، على الرغم من مناشدات كييف والضغوط داخل الحكومة الألمانية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن شولتز أنه من المستحيل نقل صواريخ توروس إلى كييف لأن هذه الصواريخ تتطلب دعمًا تشغيليًا من الجنود الألمان.
ولفترة طويلة، تعرض شولتز لضغوط من الداخل والخارج بشأن مسألة نقل الأسلحة، حتى أن بريطانيا عرضت تولي النظام ونقله لمساعدة الزعيم الألماني في الحفاظ على سياسته المتمثلة في عدم التورط بشكل مباشر في الأنشطة العسكرية.
وقال مسؤول مشارك في الاجتماع إنه يمكن بسهولة تجهيز هذه الصواريخ بالطائرات المقاتلة الأوكرانية من طراز Su-24 أو طائرات F-16 التي من المتوقع أن تتسلمها كييف من الناتو هذا العام.
وقال الجنرال جيرهارتز إن الجنود الأمريكيين يمكنهم دعم الجيش الأوكراني في عملية صواريخ توروس.
وقال مسؤولون في التسجيل إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أرسلت قوات إلى أوكرانيا لدعم تشغيل أنظمة الأسلحة الغربية المعقدة، وهذا ما نفته هذه الدول.
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن تسريب التسجيل يعد انتصارا للكرملين، مما أثار موجة من السخط في ألمانيا ويمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقات بين ألمانيا وحلفائها في الناتو.
وقالت الصحيفة الأمريكية أيضًا إن هذا هو الأحدث في سلسلة حوادث تظهر ضعف ألمانيا أمام المخابرات الروسية. ألقي القبض مؤخرا على مسؤول رفيع المستوى من وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية "BND" بتهمة التجسس لصالح موسكو.
كشف مصدر رسمي ألماني في وول ستريت جورنال أن WebEx يستخدم على نطاق واسع من قبل الجيش والوكالات الحساسة الأخرى في الحكومة الألمانية. وعلق مسؤول ألماني كبير قائلًا: "يجب أن يكون هذا الحادث بمثابة دعوة للاستيقاظ".
جوجل نيوز
