عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دربي الزيارة التاريخية

دربي الزيارة التاريخية

يُعد نادي الزمالك الذي تأسس عام ١٩١١م والنادي الأهلي الذي تأسس عام ١٩٠٧م من أشهر وأعرق الأندية المصرية في إفريقيا والوطن العربي، حيث يمتلكان تاريخًا طويلًا وعريقًا وحافلاً بالإنجازات والبطولات، وذلك من خلال حصولهما على ألقاب رياضية بارزة سواء على المستوى المحلي أو القاري أو الدولي، كما أنهما يتمتعان بقاعدة جماهيرية عريضة بجميع أنحاء مدن العالم.



 

ورغم وجود صلات طيبة وعلاقات وطيدة تربط قطبي الرياضة المصرية منذ زمن بعيد سواء على مستوى اللاعبين أو مجالس الإدارات، فإن علاقتهما يغلب عليها الطابع والصفة التنافسية، وذلك بسبب المباريات الحاسمة "الدربي" التي تجمعهما معًا في الدوري المصري وكأس مصر ودوري أبطال إفريقيا.

شهد الوسط الرياضي خلال الأيام الماضية حدثا تاريخيا غاب عن الساحة الرياضية لسنوات طويلة، حيث قام وفد من النادي الأهلي يضم أعضاء مجلس إدارته وعلى رأسهم الكابتن محمود الخطيب، بزيارة نادي الزمالك لتقديم التهنئة للكابتن حسين لبيب ومجلس إدارته، نظرًا لفوزهم في الانتخابات الأخيرة للنادي الملكي، وكانت الزيارة بمثابة حدث مهم تناقلته العديد من القنوات الإعلامية المختلفة، لما تضمنته هذه الزيارة من رسائل ودلالات مهمة منها: حرص الناديين على تعزيز العلاقات بينهما، ونبذ أي خلافات أو صراعات سواء على مستوى اللاعبين أو مجالس الإدارات أو الجماهير، وإعلاء قيمة التنافس الشريف والروح الرياضية بين القطبين.

علمًا بأن هذه الزيارة هي رسالة موجهة إلى الجماهير والإعلام، خاصة أن تلك الزيارة أصبحت تاريخية، وذلك نظرًا لمرور ١٥ عامًا على آخر زيارة قام بها النادي الأهلي لنادي الزمالك، والتي كانت برئاسة مجلس الكابتن حسن حمدي لتقديم التهنئة  للمهندس ممدوح عباس عقب فوزه بانتخابات رئاسة النادي الأبيض عام ٢٠٠٩م.

مما لا شك فيه أن كرة القدم أخلاق وروح رياضية قبل أي شيء، من منا لا يأمل في تحسين سلوكيات بعض المشجعين الذين يخرجون عن السياق الطبيعي، من منا لا يرغب في عودة العلاقات الطيبة والاحترام المتبادل بين مجالس إدارات الأندية وجماهيرها، لذا من الضروري على الجهات المسؤولة عن المنظومة الرياضية أن تقوم بنشر الوعي بين الجماهير، بالإضافة إلى التشديد على أهمية التحلي بالروح الرياضية، وتبني مبادرة نبذ العنف والتعصب الكروي بين الجماهير.   في النهاية لا يسعني سوى أن أقدم الشكر والتقدير لأصحاب تلك المبادرة الأخلاقية، التي كان الوسط الرياضي في انتظارها منذ عدة سنوات، وذلك بهدف رأب الصدع ونشر الوئام وسد الفجوة بين الأبيض والأحمر، حيث لاقت هذه الزيارة استحسانًا وتفاعلاً كبيرًا من قبل جماهير الناديين الذين يتمنون عودة الروح الرياضية من أجل التمتع بجو رياضي صحي مستقر، خالٍ من الخلافات والصراعات والتعصب الكروي بين الجماهير. 

أخيرًا وليس آخرًا، استقرار الوضع الكروي لن يتم إلا من خلال تحقيق التواصل والانسجام بين الأندية المصرية، وتخفيف حدة التعصب  الكروي خاصة بين الأندية الجماهيرية، لأن هذا سيكون في صالح تطوير وتحديث منظومة كرة القدم خاصة والرياضة عامة، وبالتالي سيصب في صالح المنتخبات الوطنية بكل الألعاب، حيث سيمكنها من استعادة ريادتها إقليمياً وإفريقياً، ومن ثم تتوالى الآثار والردود الإيجابية الأخرى، والتي على رأسها عودة الجماهير  إلى الملاعب، من أجل إعادة الروح للمدرجات، مع ضرورة الالتزام بعدم الخروج عن النص وإمتاع الملايين أمام الشاشات.

ﺧﺗﺎما.. من الضروري على قطبي الكرة المصرية التغاضي عن السلبيات التي شهدتها الساحة الرياضية خلال السنوات السابقة، كما أتمنى عدم الانسياق وراء ما يتم نشره وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لأن تلك الصفحات والمواقع، مجهولة المصدر.. كما أرغب في أن تتقاسم الجماهير المدرجات بشكل حضاري، وأن يُشجع كل جمهور فريقه بالطريقة التي تناسبه بأسلوب راقٍ متحضر وبعيد عن استفزاز  مشاعر الآخرين. كما أود أن ينعكس صدى الزيارة التاريخية على دربي نهائي كأس مصر، والذي سيقام ٨ مارس الجاري بالسعودية وهو محط أنظار العالم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز