عاجل
الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
معرض القاهرة الدولي للكتاب
البنك الاهلي

"50 عامًا على حرب أكتوبر".. ندوة للمركز المصري للفكر بمعرض الكتاب

ندوة المركز المصري للفكر بمعرض الكتاب
ندوة المركز المصري للفكر بمعرض الكتاب

عقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اليوم الثلاثاء 30 يناير 2024 ندوة بعنوان "50 عامًا على حرب أكتوبر 1973" ضمن فعالياته بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وذلك بمشاركة وفد من الأمانة العامة لوزارة الدفاع.



ويأتي ذلك في إطار مشاركة المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بفاعليات الدورة 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

ناقشت الندوة موسوعة "حرب أكتوبر 1973: كيف حققت مصر الانتصار؟"، الصادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر، والمكونة من ثلاثة أجزاء تتناول مرحلة الاستنزاف إعادة بناء القوات المسلحة استعدادًا لمعركة التحرير، مرورًا بالمعارك الجوية والبحرية والبرية ودور قوات الدفاع الجوي خلال أيام حرب أكتوبر المجيدة، وانتهاءًا بمسار المفاوضات السياسية الذي أسفر عن توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام عام 1979، ومفاوضات تحرير واسترداد طابا. 

أدار الندوة الأستاذ محمد مصطفى شردي، الكاتب الصحفي والإعلامي، وبمشاركة كلٍ من الدكتور خالد عكاشة مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، واللواء د. محمد قشقوش عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، واللواء أ.ح.م. مجدي حجازي المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، والدكتورة دلال محمود عضو الهيئة الاستشارية ومدير برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية كمتحدثين رئيسيين، إلى جانب حضور مجموعة من الخبراء والمتخصصين والسادة الإعلاميين.

وأوضح الأستاذ محمد مصطفى شردي، أن المركز المصري يقدم للمكتبة المصرية والعربية تأريخ لنصر أكتوبر المجيد من منظور مصري وليس نقلًا عن شهادات أجنبية، مؤكدًا أن وجود الموسوعة في مكتبة القراء ستكون إضافة قيمة. لافتًا إلى أن أهم ما يميز الموسوعة الصادرة عن المركز أنها غطت 3 أركان أساسية لحرب أكتوبر بدأت قبلها منذ لحظة الهزيمة مرورًا بمعركة التحرير، وانتهاءًا باستعادة الأرض وتحقيق السلام.

ومن جهته، أكد الدكتور خالد عكاشة أن الموسوعة صدرت بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر، لالقاء الدور على تجربة إنسانية وثقافية من انصع الصفحات في التاريخ المصري، وقد امتدت حتى تحرير مدينة طابا كأخر محطة من محطات الانتصار في هذه المعركة الكبرى.

واعتبر عكاشة أنه بمجرد أن استشعر المصريون الهزيمة، خرج هذا الجيل الذهبي إلى شوارع القاهرة ليعلن أنه سيحارب وينتصر، بينما كانت وحدات الجيش المصري تخوض معركة عسكرية بامتياز هي معركة "رأس العش"، التي تحقق فيها انتصار جزئي لكنه يدل على ما سيتحقق خلال أكتوبر 1973.

وتطرق عكاشة إلى عملية تحديث وتطوير القوات المسلحة المصرية، مؤكدًا أنه لم يكن هناك بيت أو أسرة مصرية دون أن يكون لها "مندوب" داخل القوات المسلحة. مشيرًا إلى أن حرب الاستنزاف "حرب منسية" لكنها كانت المقدمة الرئيسية لانتصار أكتوبر.

وأكد عكاشة أن البُعد الوطني كان هو الدافع الرئيسي لإخراج هذه الموسوعة التي تساهم في خلق وعي وطني لدى الأسر المصرية، موضحًا أن المكتبة المصرية لازالت خالية من العديد من زوايا تناول هذه الحرب بالقدر الذي تستحقه، بينما حاولت أطراف أخرى محاربة الرواية المصرية بحرب الأفكار والسرديات، ومحاولة تزييف هذه الحرب من أجل تمرير بعض الأمور غير الحقيقة التي تحاول نزع العديد من مشاهد الانتصار المضيئة، لذلك سعى المركز المصري إلى سد هذا الفراغ من خلال إنتاج موسوعة "حرب أكتوبر 1973: كيف حققت مصر الانتصار" لمساعدة الأجيال الجديدة للوقوف على التجربة المصرية.

وأكد عكاشة أن حوالي 50 خبيرًا ساهموا في إعداد الموسوعة يضمون عسكريين ودبلوماسيين على رأسهم الوزير أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، إضافة إلى متخصصين في علمي الاقتصاد والاجتماع ومفكريين استراتيجيين.

فيما أكد اللواء دكتور محمد قشقوش، أن المركز أراد إخراج موسوعة مميزة لحرب أكتوبر بدأت منذ نتائج هزيمة 1967 لتضمن مسار الانتصار العسكري والسياسي حتى استرداد طابا.

وخلال استعراض مضمون الكتاب الأول من الموسوعة، أكد اللواء قشقوش أن هزيمة 1967 هي هزيمة بلا حرب، لذلك خرج الشعب عن بكرة أبيه رافضًا لهذه الهزيمة ولتنحي عبد الناصر مُصرًا على تحويل الهزيمة إلى نصر، وحينها أكد عبد الناصر أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وهو ما حدث بالفعل، كما عملت الدولة خلال تلك الفترة على كسر الحاجز النفسي الذي تشكل لدى الشعب والقوات المسلحة.

وخلال الحديث عن الجزء الثاني، أكد قشقوش أن القوات المسلحة تغلبت على عدو قوي يحظى بمكانة متقدمة على مستوى العالم، مؤكدًا أن الرئيس السادات كان له بُعد نظر كونه يجمع بين الرؤية العسكرية والسياسية.

أما خلال الحديث عن الجزء الثالث، أوضح قشقوش أن مصر حققت إنجاز عسكري وسياسي، وفق مبدأ أن الأرض المصرية أرض مقدسة لا يتم التفاوض بشأنها، مؤكدًا أنه إذا شارك العرب والفلسطينيين في اجتماعي ميناهاوس وكامب ديفيد لكان تم استرداد الأراضي العربية بالكامل.

ومن ناحيته، أكد اللواء مهندس مجدي حجازي أنه لم يكن هناك قوات للدفاع الجوي قبل حرب أكتوبر 1973، وما كان موجودًا حينها وحدات صغيرة موزعة تحت قيادة عدد من الأسلحة المختلفة، لذلك كان الدرس الرئيسي لهزيمة 1967 يتعلق بضرورة إنشاء قوات دفاع جوي ذات قيادة موحدة، وقد بذلت القيادة السياسية مجهودًا كبيرًا لتسليح قوات الدفاع الجوي بالصواريخ.

وأوضح اللواء حجازي أن هناك إشكالية ظهرت بشأن كيفية نقل وحدات الدفاع الجوي على خط الجبهة، وقد تم الاتفاق على نشرها بطريقة "الاحتلال بالانساق المتتالية" ونجحت القوات المسلحة في نشرها تحت وطأة الضربات الجوية للعدو، حتى اكتمل تركيب وحدات الدفاع الجوي بالكامل في 30 يونيو 1970، وقد سُمي الأسبوع التالي لهذا التاريخ بأسبوع إسقاط الطائرات حيث نجحت قوات الدفاع الجوي في إسقاط عشرات الطائرات الفانتوم الإسرائيلية، موضحًا أنه كان هناك تنسيق تام بين قوات الدفاع الجوي والقوات الجوية وكافة أجهزة القوات المسلحة.

ومن جانبها، أشارت الدكتورة دلال محمود إلى أن المتعمق في فهم العقلية الإسرائيلية يدرك أنها تتسم بعدة خصائص منها الاستعلاء على الآخر، والسعي للقضاء على صاحب الحق كونها تدرك أن صاحب الحق لا يتنازل عن حقه، لذلك فإن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، كما أنها تمتلك صورة شديدة السلبية عن العرب مفادها أنهم غير قادرين على التخطيط والفعل، لكن مصر عام 1973 أثبتت قدرتها على التخطيط واسترداد الحق بالقوة وتطويع الإمكانيات المحدودة لتحقيق انتصار كبير، وهو ما أدى إلى كسر الغطرسة الإسرائيلية وتحقيق الصدمة لإسرائيل وتغيير الصورة الذهنية لديها بشأن مصر، لذلك سعت إلى عدم تكرار حرب أكتوبر مع استمرار احتلال بعض الأراضي العربية وتحقيق سلام يحقق مصالحها الأمنية والسياسية.

ويشارك المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية للسنة الرابعة على التوالي في فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في نسخته الـ 55، المنعقد بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية خلال الفترة من 25 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024، بمجموعة من الكتب والإصدارات الخاصة والدوريات الجديدة التي تلقي الضوء على أبرز التحولات التي يشهدها العالم والإقليم وتعالج مختلف القضايا السياسية والاقتصادية.

وتأتي مشاركة المركز المصري تأكيدًا على دوره الفكري الرائد خلال السنوات الماضية، وفي ظل مساهماته البحثية التي تتضمن أبرز القضايا المثارة حاليًا على الساحة العالمية كالحرب في غزة، والدور المصري في القضية الفلسطينية، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والأزمة السودانية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز