عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
من حكايات المصريين القدماء.. كوم أمبو "الذهبية"

من حكايات المصريين القدماء.. كوم أمبو "الذهبية"

الطريق إلى كوم أمبو من أسوان تتجه نحو الشمال الطريق أشبه بلوحة فنية، في البداية المرور بأبو الريش والبيت، التي يحتضنها الجبل متراصة ومتعايشة فوق بعضها بلون الجبل منازل تحدثت عنها تحية حليم في لوحاتها ورمسيس يونان من وحي الجبل وسيف وانلى سجلها في لوحاته، لا تشعر أبدا بالملل يستهويك كل مكان تمر بيه وصولاً إلى مدينة كوم أمبو.



      

بالطريق نمر على عدد من المدن العريقة التي تحمل تاريخ مصر وعراقة أهلها بداية من الجعافرة ودراو، وصولاً إلى قرية الشطب للوصول إلى الطريق المؤدى للمعبد.      تأخذك قدمك مسرعاً بطريق مستقيم لتصل إلى بوابة المعبد لتشاهد الأعمدة الشامخة ونهر النيل المحتضن للمعبد، نأخذكم في رحلة إلى عالم المعبد والبداية سأتحدث عن أصل كلمة كوم أمبو.

   يقع سهل كوم أمبو إلى الشمال من بلدة دراو في محافظة أسوان، عن أصل معنى كوم أمبو، هي أصل قديم تعني الذهبية وذكرت في النصوص القديمة "نى" و"نيبة"، وفي القبطية انبو وامبو، إضافة كلمة تل، كوم لقدمها.

      كانت كوم أمبو تتمتع بموقع استراتيجي ممتاز، كانت هناك مساحات زراعية على ضفتي النيل وعلى شرقها طريق يؤدي إلى مناجم الذهب الموجودة في الصحراء الشرقية.   

  يعد معبد كوم أمبو من أعرق المعابد، قام كل من تحتمس الثالث وأمونفيس الأول بعمل إصلاحات في المعبد الذي كان موجودا من تاريخ سابق، وأضاف رمسيس الثاني بعض الإضافات إليه، بلغ المعبد ذروته في عصر البطالمة، يضم المعبد عبادة مزدوجة للمعبود حورس والمعبود سوبك، المعبد مثال جيد للعمارة المصرية القديمة والفن البطلمي.

  

 يرجع للبناء المزدوج للمعبد أسطورة ما بين حورس وسوبك، حيث تزعم سوبك النزعة الشريرة، وهي القصة طرد سوبك لحورس الطيب من البلدة الى المنفى وتبعه الأهالي ولما وجد سوبك نفسه وحيداً، استدعى الأموات ليساعدوه في الزراعة فبذروا الأموال بدلا من الحبوب، حتى أصبحت الأرض صحراء، تخوف الأهالي قديماً في منطقة كوم أمبو من التمساح، فقاموا بتكريمه في المعبد والجدير بالذكر ان اسم المعبد قديما في الأسرة الثامنة عشرة كان بر سوبك أي منزل سوبك.

     الزائر للمعبد يلاحظ أنه مقسم إلى نصفين بالتساوي من فناء وبهو أعمدة خارجي وداخلي وثلاثة دهاليز.      على الزاوية الجنوبية الشرقية للمعبد يوجد السلم الذي يؤدى الى السد النهري، والذي يوصل الى برج بطليموس نيوس ديو نيزوس.

     تصميم المعبد يتكون من صرح – صحن – بهو أعمدة – هيكل، يتكون الصرح من كتلتين شاهقتين على شكل شبه منحرف بهما عدة طبقات من الغرف، وعلى جانبي باب الصرح يوضع تمثالان للملك، والصحن يحاط على جانبية بأعمدة، وفي نهاية الصرح الفناء، وبعرضة تمتد الغرفة ذات الأعمدة، وفى نهاية البهو أبواب تؤدى إلى غرف الآلهة، ثم غرفة السفينة المقدسة.

     المعبد ظل باقيا بمعماره الرائع على مر الزمان، ولكن موقع المعبد في ظل مواجهة الرمال وخطر جرف النيل، ولكن مصلحة الآثار قامت بعمل سد حجري ليحد من جرف النيل، على الرغم من توقع مارييت من ابتلاع نهر النيل للمعبد على مر الزمان إلى أنه شامخ ومستمر مع الزمن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز