عاجل
الإثنين 13 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
لمصر موقع جغرافي.. لكنها لا تقع أبدًا

لمصر موقع جغرافي.. لكنها لا تقع أبدًا

نعم مصر لها موقع جغرافي، يتمثل في حدودها وفي موقعها ضمن القارة الإفريقية، ولها سهولها ووديانها وأنهارها، وتحيط بها البحار، وتلك طبيعة وسنة كونية،  وحباها الله تعالى بموقع متميز ساحر خلاب.



 

لها تاريخ وحضارة سبعة آلاف سنة تضم العديد والعديد من الأسر المالكة من الحضارة الفرعونية القديمة، أي تحمل ما تحمله من شتى الفنون والآداب والثقافات، والعلوم سواء العلوم النظرية والعلوم العملية.

وإذا أردتم أن تسألوا عن ذلك فاسألوا هيرودوت القائل مصر هبة النيل، والنيل هبة الله، إذن مصر هبة الله تعالى للأمة العربية والإسلامية. اسألوا إن شئتم سقراط، صولون المشرع اليوناني، اسألوا فيثاغورث الذي أخذ عقيدة التوحيد من مصر.

نعم اسألوا من كتب عنها، فهل أتاكم نبأ بريستيد وكتابه فجر الضمير وحديثه الماتع عن مصر الحضارة.

مصر لا ولن تقع أبدا بشعبها الطيب العريق الأصل والأنساب، شعبها المحب لها الكادح المكافح الذي يستمد كفاحه من عشقه لها. المحب لها لذاتها لا لأشخاص ولا لمناصب، ولا لجاه أو سلطان، فالمناصب تهذب وتبقى هي شامخة.

 شعب إذا ما خير بين حياته وحياتها سيختار لها الحياة والبقاء وهي لا ولن تنسى أبدا تضحيات أبنائها المخلصين.

مصر مهما حدث لها من كبوات ستعود كما كانت، مهما حدث لها ومعها من أزمات اقتصادية ستنهض بربي ستنهض بفضل الله تعالى وبفضل جهود رجالاتها المخلصين، بفضل مساجدها وكنائسها وأديرتها.

بفضل أزهرها، بفضل قيادتها التي تواصل الليل بالنهار من أجل بقائها شامخة، نعم سنتعافى وكلنا يقين بذلك مستمدين ثقتنا من ثقتنا بالله تعالى الذي كرمها في القرآن الكريم.

كم مر عليها من محن، هل أتاكم نبأ الاستعمار الفرنسي، الإنجليزي، العدوان الثلاثي، العدوان الإسرائيلي، جميعهم ذهبوا وبقيت هي، نعم وستبقى.

مصر لا ولن تقع بفضل القرآن الكريم الذي يتلى في الصلوات وحلقات ومجالس القرآن متعبدين به متقربين لله جل وعلا (أدخلوا مصر)، فكيف ببلد جعلها الله تعالى مدخلا للجميع بأمره (إن شاء الله آمنين)، إذن هي بلد الأمن والأمان والاستقرار، الجسد قد يمرض لكنه سيتعافى وسيشرق من جديد، نثق في وعد الله تعالى.

كيف ببلد قال عنه الله (اجعلني على خزائن الأرض)، تمر بضائقة اقتصادية، هي فترة وستمر وستصبح ذكرى.

 نثق في إخبار الرسول الأعظم ﷺ الذي أخبر بفتحها وأخبر عن شعبها الذي اتخذ منهم صهرا ونسبا، وأخبر عن جندها، نعم لا ولن تقع أبدا بأولياء الله الصالحين متحصنين.

لكن لابد من تضافر كل الجهود، والوقوف صفا واحدا متشابكي الأيدي، متكاتفين كل في مجاله ومكانه، تاركين خلفنا الأنا واللامبالاة مؤثرين مصلحتها قبل كل شيء، حتى ننهض ونكمل مسيرتنا مسيرة البناء والتنمية الشاملة المستدامة.

خانك التعبير يا هذا، تأدب وأنت تطرح سؤالك فقل ولا تقل، قل أين موقع مصر الجغرافي؟!، ولا تقل أين تقع مصر؟!، فمصر لن تقع أبدا بإذن الله تعالى.

وموقعها في القلوب، لا وألف لا بل في أعماق أعماق القلوب، محفورة بأحرف من نور، فالميم محبة ومودة ومعزة، والصاد إصرار وعزم على مواصلة المسير والراء رحمة من الله لها ورجاءنا منه تعالى أن يصلح أحوالها.

 

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز