عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

فاز بجائزة نجمة الجونة الذهبية والاتحاد الدولي للنقاد

مخرج الفيلم الوثائقي بوابة هوليود لـ"بوابة روزاليوسف": الكاميرا كانت حاجزًا بيني وبين طالبان

فاز الفيلم الوثائقي (بوابة هوليود) للمخرج إبراهيم نشأت بجائزتي الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) والجونة الذهبية، وذلك في إطار منافسته في مسابقة الأفلام الوثائقية بالدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي حيث حظي بعرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
 
يأتي هذا بعد حصوله على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم روائي أو وثائقي بمهرجان زيورخ السينمائي، وكان الفيلم قد عُرض عالميًا لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي، حيث نال إشادات نقدية واسعة، وبدأ من هناك جولته في المهرجانات السينمائية المختلفة.
 
ويستعرض الفيلم فترة تاريخية حربية، عندما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان بعد الحرب التي استمرت 20 عامًا، سيطرت طالبان على هذه البلد المنكوبة، ليعثروا سريعًا على قاعدة عسكرية أمريكية محملة بأسلحة تتجاوز قيمتها 7 مليارات دولار أمريكي.
في هذا الفيلم، يقضي المخرج إبراهيم نشأت، بجرأة غير مسبوقة، عامًا داخل أفغانستان، يتابع فيها طالبان وهم يستولون على ما تركه الأميركيون خلفهم، ليتحولوا من ميليشيا أصولية، إلى نظام عسكري مدجج بالأسلحة، وفي حوار خاص مع بوابة روز اليوسف قال المخرج "إبراهيم نشأت" أن فترة عمله في الصحافة والتي تجاوزت الـ10 سنوات كانت سببا أساسيا في خروج الفيلم إلى النور، حيث سافر من خلال عمله إلى العديد من الدول، ساعيا إلى إيجاد فرصة لدخول عالم السينما، حتى التقى قبل 4 سنوات بالمخرج "طلال ديركي" الذي تعاون معه كمونتير في فيلم يحمل اسم (تحت سماء دمشق) وفي أثناء العمل على هذا الفيلم ولدت فكرة عمل فيلم عن طالبان وما تفعله من انتهاكات في أفغانستان بعد وصولهم للسلطة، وعندما أخبرت "دركي" بالفكرة تحمس كثيرا لا سيما أن كافة الأعمال التي تقدم عن الجماعة تصور قصة الهروب والنجاة منها، وحتى "طلال" نفسه قد قدم من قبل فيلما تناول فيه أحلام جماعة طالبان للوصول للسلطة لكني أردت من خلال فيلمي أن أعايش الجماعة نفسها، وأن أقدم حياة أفرادها على الشاشة بعد وصولهم لسدة الحكم، وهذا هو الاختلاف.
 
وعن قصة إقناعه لقادة طالبان بالظهور في فيلمه، قال: عملي بالصحافة وعلاقاتي المتشعبة ساعدتني كثيرا، كما ساعدني صديقي المصور اللبناني "محمد البنا" الذي عمل لمدة تزيد علي 25 عاما كمصور للرؤساء، والزعماء، لكن هذا لا يعني أن عملية الإقناع كانت سهلة، لكنني صارحتهم بأن العالم يهتم بأن يعرفهم عن قرب، وأن فيلمي سيساهم في إحداث ذلك، فوافقوا في بداية الأمر، ومنحوني تصريحا لمدة عام، لكنهم سرعان ما تراجعوا، لكنني أخبرتهم بضرورة استكمال مهمتي، وهو ما حدث بصعوبة، حيث قمت بتصوير مادة فيلمية وصلت إلى 220 ساعة كاملة.
وعن الطريقة التي تعامل بها أثناء تواجده بين رجال طالبان قال: أعتقد أنهم (حسبوها غلط) فقد ظنوا أن لديهم القدرة على السيطرة علي، وأنهم طالما تحكموا في وجودي في مكان معين لا أخرج منه، سأصور ما يجعلهم أبطال، وسيكون الفيلم في مصلحتهم، وهو عكس الواقع تماما، وهذا هو سحر السينما، وإذا كنت قد منعت من تصوير معاناة الشعب، فإن الفيلم قد استطاع إبراز ذلك من خلال قراراتهم التي يتخذونها والتي قطعا تنعكس على الشعب، خاصة أنهم الآن يعرفون قيمة الدعاية، وإذا كانوا قبل أعوام يقومون برجم النساء مثلا في الطريق العام، فالآن يرجمونهم في الغرف المغلقة، ولأنني أمضيت عاما كاملا معهم فقد ظهرت معادنهم الحقيقية، وقد كنت اتعجب كثيرا من أن بعض رجال طالبان لا يؤدون الصلاة، فيما أنني كنت أحزن كثيرا من وجود بعض الأشخاص وسط الجماعة لما لمست منهم من صفات حسنة، وفي إحدى المرات تحدثت مع شخص وانتقدت وجوده بينهم، فذهب وتحدث معهم، وأبلغهم ببعض الأفكار التي علموا أنني مصدرها، وهنا اكتشفت أنني ارتكبت حماقة، وأنه لا يجوز أبدا أن اتحدث مع أحد منهم، لذلك جعلت الكاميرا حاجزا بيني وبين رجال طالبان طوال مدة تواجدي بينهم.
وعن مصير الفيلم بعد عرضه في الجونة يقول: الجونة هو المهرجان الـ12 بالنسبة لنا وأمامنا عام كامل من الجولات بين المهرجانات المختلفة، وأملي كبير في مزيد من الجوائز.
وعن قلقه من رد فعل طالبان إذا ما وقعت بين إيديهم نسخة للفيلم، قال: منذ اليوم الأول لعملي في هذا الفيلم وأنا أعلم أنني في مخاطرة كبيرة، لكنها مخاطرة محسوبة، لأنني أعمل ضمن فريق محترف، وفي النهاية كل شيء يحدث بأمر الله.
 
وعن خطواته المقبلة يقول: سأكمل مشواري في مجال إخراج الأفلام الوثائقية لكن في المرة القادمة ستكون بعيدة تماما عن الصراعات والحروب.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز