أُسرة أَقيِت: أشهر الأسر العلمية في تاريخ أفريقيا جنوب الصحراء
د. إسماعيل حامد
هي واحدةٌ من أهم الأُسرات العلمية المهمة التي برز دورها في مناطق غرب أفريقيا، أو بلاد جنوب الصحراء بصفة عامة، أو ما تعرف باسم: بلاد السودان، لاسيما وأن العديد من أفراد أسرة أقيت صاروا من أشهر العلماء، والقضاة، والفقهاء في بلاد غرب أفريقيا، ومن ثم نال علماء أسرة أقيت أعلى المناصب العلمية، والفقهية في هذه البلاد في ذلك الوقت.
ولقد صار الكثيرون من فقهاء تلك الأسرة العلمية في المناصب العليا في الدولة، لاسيما في أيام حكام سلطنة صنغي الإسلامية، حيث تبوأ الكثيرون منهم منصب قاضي القضاة في السلطنة، وكذلك عينوا في منصب القضاء بمدينة تنبكت (تمبكتو).
وهذه الأسرة في الغالب من أصول بربرية، فهم من بربر صنهاجة في الأصل. وتنتسب هذه الأسرة إلى شخصية علمية معروفة في بلاد السودان، وهو قاضي تنبكت: عمر بن أقيت.
واسم القاضي عمر بن محمد أقيت، وهو جد تلك الأسرة، ونسبه كاملاً بحسب ما ورد في المصادر السودانية، هو: (عمر بن محمد أقيت بن عمر بن علي بن يحيى الصنهاجي)، وهو الموصوف في المصادر السودانية بأنه: "قاضي تنبكت". ومن نسل القاضي عمر أقيت، خرج جم كبير من العلماء والفقهاء.
وكان من أبرز علماء وقضاة هذه الأسرة: القاضي أحمد بن عمر أقيت، والقاضي محمود بن عمر أقيت، وكذلك الفقيه الأشهر أحمد بابا التنبكتي..الخ.
ويقول المؤرخُ السعدي عن أبناء عمر بن محمد أقيت الجد، وهم الأبناء الثلاثة المعروفين من كبار الفقهاء والعلماء في بلاد السودان الغربي، وفي مدينة تنبكت بالتحديد: "ومشى فيهم الفقيه عمر بن محمد أقيت، وأولاده الثلاثة المباركون، والفقيه عبدالله والفقيه أحمد، وهو أكبرهم، والفقيه محمود، وهو أصغرهم".
ولقد ارتبطت هذه الأسرة العلمية بمدينة تمبكتو، وكذلك بمساجدها الكبرى لاسيما مسجد سنكُري (سانكوري) أكثر من غيرهم. وكان أكثر السلاطين يعملون حساب للعلماء والفقهاء من أسرة قيت، وكانوا يحرصون على أن يستشيروهم في اتخاذ القرارات الكبرى والمصيرية التي ترتبط بأمور البلاد وشؤون الحكم فيها.