عاجل
الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
اشتباكات السودان
البنك الاهلي

منظمات المجتمع المدني السودانية: الأوضاع الإنسانية كارثية ومعاناة الخرطوم هي الأكبر

قال عادل عبد الباقي، رئيس المبادرة الوطنية لحل الأزمة السودانية وتجمع منظمات المجتمع المدني، إن الحرب في السودان قاربت على نهاية شهرها الثاني، ولا تزال معاناة المواطنين تتفاقم يوما بعد يوم، خاصة في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وشمال كردفان.



وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، أن منظمات المجتمع المدني أعدت تقريرا شاملا للأوضاع الإنسانية وعمليات النزوح واللجوء والمفقودين والجرحى، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وصلت نسبة النزوح إلى ما يقارب 5.2 مليون حالة من عدة ولايات، كما تجاوز عدد اللاجئين مليون سوداني في عدة دول مثل إثيوبيا ومصر وتشاد وعدد من الدول المجاورة.

وتابع عبد الباقي: "كما بلغ عدد المفقودين 422 شخصا وفقا لتقديرات الهلال الأحمر وتجمع منظمات المجتمع المدني، لكن الواقع يشير إلى أن العدد أكبر من ذلك".

وقال رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني، إن الأوضاع الإنسانية في الولايات التي تشهد اشتباكات مثل الخرطوم بمحلياتها الثلاث كارثية، مشيرا إلى أن هناك اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية، وهو الأمر الذي فاقم من المعاناة الإنسانية في ظل نقص حاد في كل شىء، سواء أغذية أو أدوية أو علاج، علاوة على صعوبة توصيل المساعدات الإغاثية لمن يستنجدون بنا وبالمنظمات العاملة في السودان.

وأوضح عبد الباقي أن منظمات المجتمع المدني ناشدت منذ أيام، المنظمات الإقليمية والدولية والحكومية بضرورة إيجاد طرق لإدخال المساعدات الإنسانية لولاية الخرطوم، لكن وبكل أسف لم تصل أي مساعدات حتى الآن، كما قامت منظمات المجتمع المدني بمخاطبة طرفي الصراع لفتح ممرات آمنة وتوفير الحماية لكوادر المنظمات الإنسانية والمستشفيات، التي لا تزال تقدم خدمة حتى الآن.

ولفت عادل عبد الباقي إلى أن منظمات المجتمع المدني تدرس مشروعا لإجلاء المواطنين العالقين في الخرطوم، كما أن الحرب أثرت بشكل كبير على المعاقين الذين تضرروا بصورة مفزعة جراء النزاعات الجارية في البلاد، مضيفا: "طالبنا الأطراف المتصارعة بهدنة تكون متنفسا للمواطن ومحاولة للخروج من الأزمة، كما أن المواطنين في مناطق الاشتباكات لا يجدون حتى الآن الفرص السانحة لمغادرة مناطقهم".

وقال بيان صادر عن منظمات المجتمع المدني السودانية، اليوم الثلاثاء، تلقت "سبوتنيك" نسخة منه، أن ولاية الخرطوم تعد المركز الاستراتيجي لطرفي الصراع وبؤرة الحرب التي تحتضن أكثر من 13.3 مليون نسمة في 7 محليات مختلفة.

وبعد اندلاع الحرب في 15 من إبريل الماضي، نزح نحو 5 ملايين سوداني إلى ولايات مختلفة، ولجأ أكثر من1.1 مليون فرد إلى دول إقليمية ودولية.

وأشار البيان إلى أن ولاية الخرطوم تعد منطقة محاصرة بنسبة 70 في المئة من قبل قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، بالإضافة إلى منطقة عازلة بنسبة 8 في المئة لا توجد فيها قوات الدعم السريع أو الجيش.

ولفت البيان إلى أن ولاية الخرطوم تشهد أوضاع إنسانية مزرية، لا سيما بعد التطورات الأخيرة الدامية في مناطق سوبا، ومايو، وتوتي، والشجرة، وفقا للحصر الذي أعدته اللجنة التنسيقية لتجمع منظمات المجتمع المدني في توتي، التي تشير إلى أن هناك أكثر من 26 ألف أسرة محاصرة داخل الجزيرة يعيشون أوضاعا إنسانية مزرية، من نقص تام في الخدمات الإنسانية الضرورية كالماء والغذاء والأمن، كما نزحت مئات الأسر من منطقة سوبا إلى مناطق مختلفة في الشرق والنيل وولاية الجزيرة.

وأصدرت قوات الدعم السريع السودانية بيانا حول هدنة الـ 24 ساعة، التي تم التوصل إليها في الـ 10 من يونيو الجاري، بوساطة سعودية أمريكية.

ونشرت قوات الدعم السريع البيان على صفحتها الرسمية على "تويتر"، أمس الاثنين، وقالت إن الهدنة المشار إليها في بيان فريق الوساطة السعودية الأمريكية أسهمت في توصيل مساعدات إنسانية للمواطنين.

وأكدت الدعم السريع التزامها التام بما جاء في "إعلان جدة"، الخاص بحماية المدنيين والتقيد المطلق بقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

ولفتت إلى أنها على أتم الاستعداد للدخول في مباحثات يمكن أن تقود إلى تحقيق الاستقرار في السودان، مشيرة إلى أن استئناف القتال أمر مخيب للآمال.

وانتقدت الدعم السريع قوات الجيش السوداني، التي تصفها بـ "ميليشيا البرهان الانقلابية"، زاعمة أنها استغلت وقف إطلاق النار من أجل تحقيق امتيازات على الأرض.

وفي وقت سابق من يوم أمس الاثنين، أعلن الجيش السوداني قتل المئات من عناصر "الدعم السريع" وتدمير عشرات الآليات العسكرية في عدة أحياء في العاصمة الخرطوم، وهو الأمر الذي نفته قوات الدعم السريع التي قالت إنها أوقعت خسائر فادحة في صفوف الجيش.

وتتواصل الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع دون أن تؤدي هدنات متكررة إلى التوصل إلى وقفها.

وتدور منذ 15 إبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز