عاجل
الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
رمضانيات
البنك الاهلي

انطلقت من مصر إلى دول العالم

عاجل.. الخيام الرمضانية من بيت الشعر إلى الفنادق الـ5 نجوم

خيام رمضانية
خيام رمضانية

تشتهر مصر بالكثير من الطقوس المميزة لشهر رمضان الكريم منها الخيام الرمضانية، وعلى الرغم من أن هناك طقوساً رمضانية مشتركة بين العديد من الدول الإسلامية لكن تظل فى مصر لها طابع خاص وفريد لذلك يحرص الكثيرون على التواجد أثناء هذا الشهر الفضيل. 



 

 

 

عُرفت الخيام الرمضانية بالقاهرة  خلال العصر الفاطمي، في القرن العاشر، وكان يطلق عليها اسم "بيت الشعر" وكانت تضم مسابقات وحلقات ذكر وتواشيح دينية بالإضافة إلى تقديم الأكلات الشعبية المصرية المرتبطة بذلك الشهر. وتعد الخيام الرمضانية مظهراً من مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان الكريم، حيث يحيي المنشدون فيها ليالي الشهر الكريم بالذكر والإبتهال والأناشيد الدينية وغيرها، وكان المصلّون بعد الإنتهاء من صلوات التراويح يقضون وقتاً كبيراً من الليل في تلك الخيام حتى حلول موعد السحور ثم صلاة الفجر.

 

 

 

وبهذا ينتهي ليل رمضان ما بين الصلاة والذكر والعبادات مع تناول السحور، غير أنه في العقود الأخيرة من القرن العشرين ظهر نوع من الخيام الرمضانية الترفيهية، بهدف الترويح عن الصائمين بتقديم الفلكلور المصري المحبب لهم، فكانوا يستمعون فيها لكبار المطربين مثل محمد عبدالمطلب أو شفيق جلال أو عمر الجيزاوي وغيرهم، في إطار روحاني محبب يخلو من الإسفاف أو الخروج عن المألوف تقديراً لحرمة الشهر الكريم. 

 

 

وإنقسمت‏ ‏ليالي‏ ‏رمضان‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏ ‏إلى ‏3‏ ‏أقسام، الأيام العشرة الأوائل من رمضان، خُصصت للشيوخ المشهورين في ذلك الوقت أمثال ‏‏الشيخ‏ صدّيق‏ ‏المنشاوي‏، كما خصصت العشرة الثانية للمغنين الشعبيين الذين تخصصوا في غناء الفلكلور والمأثورات الغنائية، أما العشرة الأواخر من رمضان فقد اعتاد الناس أن يستمعوا لكبار الفنانين المشاهير في ذلك الوقت مثل منيرة المهدية وأم كلثوم.

 

واستمرت الخيام الرمضانية على ذلك المنوال حتى تم إدخال ندوات أدبية بها، وقد شاع وقتها وجود أحد‏ ‏رموز‏ ‏الفكر‏ ‏والثقافة أو أحد الشعراء في تلك الخيام. كذلك نرى طراز الخيام بهذا الشكل من ألوان مبهجة يسيطر عليها اللون الأحمر مع الأبيض في تعشيقات بديعة إنما هي من أفضل ما اشتهر به الحرفيون العاملون في منطقة الخيّامية القريبة من حي الغورية بالقاهرة، ويسيطر على هذه الخيام عناصر الفن الإسلامي، الذي يتميز باستخدام الزخارف النباتية، والأشكال الهندسية أيضا، ومعظمها صناعة يدوية، أو باستخدام أدوات الحياكة البدائية، نظراً لسماكة الأقمشة والتي قد لا تستقيم مع الماكينات التقليدية لحياكة الملابس.

 

 

انطلقت من مصر إلى الأردن والإمارات ولندن

 

 

وخلال السنوات الأخيرة شهدت الخيمة الرمضانية  انتشارًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يُمكن العثور عليها في أي مكان توجد فيه مجتمعات مسلمة، وتوفر الخيام الرمضانية مكانًا للقاء الأصدقاء والعائلة بعد الإفطار اليومي عند غروب الشمس.

 

ويتجمع الناس هناك لتناول الإفطار وشرب الشاي،  وتعتبر الخيام الرمضانية تقليدا ذا علاقة بالعائلة أو الحي في الشرق الأوسط، وهذا وصف صحفي أردني لخيمة رمضانية نموذجية في عام 2008.

 

وتحت السقف الملون الناعم للخيمة الكبيرة، يمكنك أن تدلل نفسك وأصدقاءك بأنواع مختلفة من الحلويات ووسائل الترفيه والإلهاء حتى الساعات الأولى من الصباح، أثناء لعب لعبة بعد لعبة ورق. يمكن لفرقة موسيقية مع مطرب رائد عزف مقطوعات كلاسيكية من الموسيقى العربية.

 

يرتدي النوادل ملابس خاصة تعود للقرن التاسع عشر أو الثامن عشر بقبعة حمراء على شكل أسطواني تُعرف باسم الطربوش، يقدمون لك - بالإضافة إلى النارجيلة المشهورة - تشكيلةً غنيةً من الوجبات الخفيفة..

 

 

 المطاعم والفنادق بدأت بتشغيل الخيام الرمضانية

 

وفي السنوات الأخيرة أيضًا، بدأت المطاعم والفنادق بتشغيل الخيام الرمضانية لجذب العملاء، أقامَت معظم الفنادق الفخمة "4 أو 5 نجوم" في الأردن والإمارات ودول أخرى خيامًا رمضانيةً.

 وعادةً ما تتقاضى هذه الخيام الرمضانية الهادفة للربح رسوم دخول من 10 دولارات إلى 15 دولارًا، على الرغم من أن الخيام الأغلى ثمنًا في الفنادق الجميلة ستكلف 36 دولارًا أو أكثر.

 

 

 

غالبًا ما تحتوي الخيام الرمضانية الراقية أيضًا على الموسيقى أو غيرها من وسائل الترفيه.

 

دفعَت الطبيعة التجارية والمادية لهذه الخيام الرمضانية الكثيرين في الشرق الأوسط إلى انتقادها لتخفيض تكلفة العطلة وخاصة بسبب ربط استغلالها المادي من الشركات بالأخلاق. 

 ومع ذلك، فإن البعض لا يُشارك هذا الرأي السلبي عن الخيام الرمضانية. يكتب الصحفي الأردني المذكور أنه ربما تكون الخيمة رمزًا للفضاء المفتوح وحرية الحركة حيث تم تجريد أسلوب حياتنا الحديث في المدينة من العيش في سلام وهدوء وقريب من الطبيعة، 

 

ويجعلك تشعر أنك أقرب إلى الله والدين، وبما أنني أفتقد هذه الأشياء في حياتي الواقعية هناك، فكوْني هنا تحت هذه الخيمة يعيد جزءًا من عدم التوازن القاسي.

 

 

على عكس هذه المادية، تستضيف بعض المنظمات الخيرية والأفراد خيامًا رمضانيةً مجانيةً مفتوحةً للغرباء، وخاصةً الفقراء الذين لا يستطيعون تكلفة الذهاب إليها لتناول الإفطار.

 هذه الخيام الرمضانية الخيرية هي أندر من الخيام التجارية الفخمة، على الرغم من أنها يمكن العثور عليها في البلدان ذات السكان المسلمين في جميع أنحاء العالم.

 تستضيف إحدى هذه المنظمات مشروع الخيمة الرمضانية "RTP"، إفطارًا مجانيًّا في خيام رمضانية مفتوحة خدمت أكثر من 50000 شخص في أربع قارات.

 

تم تشغيل هذه الخيام الرمضانية المفتوحة منذ تأسيس مشروع الخيمة الرمضانية "RTP" في عام 2011 من قبل طالب دراسات عليا في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن، مآدب الإفطار المفتوحة في مشروع الخيمة الرمضانية "RTP" مفتوحة للأشخاص من جميع الأديان.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز