عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عاجل.. 46 عامًا على رحيل نجم لا "يغيب"

ارشيفية
ارشيفية

49 عامًا تمر اليوم على ذكرى وفاة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم 30 مارس 1977، المطرب المصري، ذائع الصيت واسمه الحقيقي عبد الحليم علي شبانة.



 

عبدالحليم حافظ وأسطورة لن تتكرر

 

كان العندليب الأسمر، قد ولد في قرية الحلوات التابع لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية، توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة.

 

ومنذ دخول العندليب الأسمر المدرسة تجلّى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسًا لفرقة الأناشيد في مدرسته ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به.

 

التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، حيث التقى بالفنان كمال الطويل، الذي التحق بقسم الغناء والأصوات، وقد درسا معًا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج ولكن ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرسًا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرًا بالقاهرة، ثم قدّم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفًا على آلة الأوبوا عام 1950.

 

والتقى مع مجدي العمروسي عام 1951 في بيت الإذاعي فهمي عمر، مدير الإذاعة في ذلك الوقت واكتشف عبد الحليم شبانة الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي منحه اسمه "حافظ" بدلًا من شبانة.

 

اجيز فى الإذاعة ثم غنى "صافيني مرة" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952 ورفضها الجمهور من أول وهلة حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقّي هذا النوع من الغناء الجديد، ولكنه اعاد غناءها في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحًا كبيرًا، تلاها تقديمه أغنية "على قد الشوق" كلمات محمد علي أحمد، وألحان كمال الطويل في يوليو عام 1954.

 

وحققت الأغنية نجاحًا ساحقًا، ثم اعاد تقديمها في فيلم "لحن الوفاء" عام 1955، ومع تعاظم نجاحه لُقّب بالعندليب الأسمر.

 

 

تعاون مع الملحن العبقري محمد الموجي وكمال الطويل ثم بليغ حمدي، وله أغانٍ شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مثل "أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا" ثم أكمل الثنائي "حليم و بليغ" بالاشتراك مع الشاعر المصري المعروف محمد حمزة أفضل الأغاني العربية منها "زي الهوا، سواح، حاول تفتكرني” وغيرها.

 

وقد غنى للشاعر الكبير نزار قباني أغنية قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء والتي لحّنها الموسيقار محمد عبد الوهاب.

بعد حرب 1967 غنى في حفله التاريخي أمام 8 آلاف شخص في قاعة ألبرت هول في لندن لصالح المجهود الحربي لإزالة آثار العدوان، وقدّم في هذا الحفل من كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي أغنية عدى النهار، وهي واحدة من أبرز أغاني حفلات عبد الحليم على مدار تاريخه الطويل.

قدم للسينما ستة عشر فيلمًا سينمائيًا منها أيام وليالي ولحن الوفاء وشارع الحب وآخرها أبي فوق الشجرة.

وكان عبد الحليم يحلم بتقديم قصة "لا" للكاتب الكبير مصطفى أمين على شاشة السينما ورشح نجلاء فتحي لبطولتها ولكن القدر لم يمهله.

قدم 3 برامج غنائية هي: "فتاة النيل" للشاعر أحمد مخيمر وألحان محمد الموجي وإخراج كامل يوسف و"معروف الإسكافي" للشاعر إبراهيم رجب وألحان عبد الحليم علي وإخراج عثمان أباظة، و"وفاء" للشاعر مصطفى عبد الرحمن وألحان حسين جنيد وإخراج إسماعيل عبد المجيد.

رغم الشهرة الكبيرة التي تمتع بها عبد الحليم حافظ، لكن هناك عددًا كبيرًا من أغانيه لا يعرفها الكثير، والسبب أن هذا الإنتاج الإذاعي لا يتم إذاعته، فهو مملوك للإذاعة المصرية مثل باقي إنتاجه وهذا السبب نتج عنه شيء من الندرة ولكنه يبقى معلوما لكثير من المؤرخين والإذاعيين المصريين المخضرمين وقد قدمت الإذاعة بعضًا منها من خلال برنامج منتهى الطرب مع إبراهيم حفني وساعة طرب إعداد وإخراج سيد عبد العزيز علي موجات إذاعة الأغاني.

أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد سببه مرض البلهارسيا، وكان هذا التليف سببًا في وفاته عام 1977 وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956 عندما أصيب بأول نزيف في المعدة وكان وقتها مدعوًا على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.

توفي يوم الأربعاء في 30 مارس 1977في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاماً، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملاً معه التهابا كبديا فيروسيا "فيروس سي" الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر، كما أوضح فحصه في لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي أوصل لأمعائه ما أدى إلى النزيف، فتوفي عبد الحليم وحزن الجمهور حزناً شديداً.

وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والفنانة الراحلة أم كلثوم سواء في عدد المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز