عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معرض القاهرة الدولي للكتاب
البنك الاهلي

"توت عنخ آمون" .. قرن على اكتشاف أعظم مقبرة أثرية في تاريخ البشرية

مقبرة الملك توت عنخ آمون
مقبرة الملك توت عنخ آمون

في إطار احتفال معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54 بمئويات الاعلام بشتى مجالات الفنون والثقافة .. يحتفل المعرض اليوم بمئوية اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون .. ويلقي التقرير الضوء على أهم المحطات في حياته و اكتشاف مقبرته.



 

وتعد مقبرة الملك توت عنخ آمون (حوالي1336-1327 ق.م) من الأسرة الثامنة عشر، ذات شهرة عالمية لأنها المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا.. وكان اكتشاف المقبرة الذي تم في عام 1922 من قبل عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر قد احتل العناوين الرئيسية في صحف جميع أنحاء العالم، حيث صاحب ذلك ظهور التحف الذهبية وغيرها من القطع الفاخرة التي اكتشفت بالمقبرة.. وتعتبر مقبرة توت عنخ آمون وكنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الأثرية حتى الآن.

 

اكتشاف المقبرة 

 

ظلت مقبرة الملك قابعة في هدوء ، ومخبأة تحت الرمال لآلاف السنين، حتى اكتشفها عالم المصريات البريطاني ، هوارد كارتر ، الذي أمضى سنوات في التنقيب في وادي الملوك ، حتى اكتشاف مدخل المقبرة والعثور على الكنوز الذهبية الثمينة، ليسجل أعظم اكتشاف أثري بالتاريخ.

كان جثمان الملك توت قابعا بالداخل، يرتدي قناع الموت الذهبي على وجهه، ويصور الملك كإله يحمل العصا والمذبة، تم صقله من الذهب واللازورد والأحجار الكريمة بشكل مذهل من حيث دقة التصميم التي اشتهرت بها أيادي المصريين القدماء.

 

من هو توت عنخ آمون 

تولى توت عنخ آمون الحكم وهو في التاسعة من عمره واسمه باللغة المصرية القديمة يعني الصورة الحية للإله آمون، وآمون هو كبير الآلهة المصرية القديمة، وصف المؤرخون مدة حكمه القصيرة بالفترة التي أعادت الاستقرار إلى الأرض، يعتقد معظم خبراء علم الآثار أن توت عنخ آمون، إما ابن أمنحوتب الرابع المشهور باسم أخناتون أو ابن أمنحوتب الثالث، كما أن فترة حكم الملك الشاب كانت تتراوح بين 8 و10 سنوات، وتظهر المومياء الخاص به أنه كان شابًا دون العشرين من العمر، وتم الاستنتاج مؤخرًا - باستعمال وسائل حديثة - أنه كان على الأرجح في التاسعة عشرة من عمره عند وفاته.

 

شكل المقبرة

مقبرة الملك توت عنخ آمون هي المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا، وتعتبر كنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الأثرية حتى الآن.

 

وضمت المقبرة حوالي 5 آلاف قطعة أثرية عكست نمط الحياة في القصر الملكي، حيث احتوت على روائع الفنون المصرية القديمة ونفائس كنوزها من أثاث جنائزي وحلي وأدوات الحياة اليومية، بالإضافة إلى القناع الذهبي للملك (القطعة الأثرية الأشهر في العالم) والمصنوع من الذهب الخالص، ويصل ارتفاعه إلى 54 سنتيمترا، ويحتوي على أكثر من تسعة كيلو جرامات من الذهب الخالص.

 

وقناع الملك الذهبي المكون من طبقتين من الذهب تم الربط بينهما عن طريق الدق، وهو منقوش ومصقول ومُرصع بعدد من الأحجار الكريمة، ليكون أروع مثال تتجلى به مهارة الصانع المصري القديم.

 

ورغم ثروات المقبرة المهولة، إلا أن المقبرة متواضعة للغاية من ناحية الحجم والتصميم المعماري مقارنة بالمقابر الأخرى، حيث تتكون من 4 غرف صغيرة، ويقع مدخلها تحت درج مقبرة الملك رمسيس الثالث، وأرجع العلماء السبب لقصر مدة حكمه، لأن المقبرة الملكية يتم بدء بنائها عقب تنصيب الملك، وتحتاج إلى حوالي 10 سنوات على الأقل لإنهاء النقوش والرسوم على الجدران.

 

لكن بهذه المقبرة جدران حجرة الدفن فقط هي التي تحمل بعض المناظر، عكس معظم المقابر الملكية السابقة واللاحقة والتي تم تزيينها بشكل ثري بنصوص جنائزية، والتي يكون الغرض منها مساعدة الملك المتوفى في الوصول إلى العالم الآخر.

 

ولم يكن هناك سوى القليل من التوثيق داخل القبر عن حياة الملك، وهذا ما جعله أشهر الملوك بمقتنياته الجنائزية وليس بتاريخه.

 

فترة حكمه 

عاش "توت عنخ آمون" في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد.

وقد أطلق عليه الكهنة اسم "توت عنخ آمون" ، بعد أن أعادهم الملك للواجهة وأعاد العبادة للإله القديم "آمون".

 

وفاة توت عنخ آمون

في 8 مارس 2005، ونتيجة لاستخدام التصوير الحاسوبي الشريحي ثلاثي الأبعاد على مومياء توت عنخ آمون، أعلن عالم الآثار المصري زاهي حواس، أنه لا توجد أية أدلة على أن الملك الذهبي «توت عنخ آمون» قد تعرض إلى عملية اغتيال.

 

وصرح آنذاك بأن الفتحة الموجودة في جمجمة مومياء توت عنخ آمون، لا تعود لتلقيه ضربة على الرأس كما كان يُعتقد في السابق، وإنما تم إحداث هذه الفتحة بعد الموت لغرض التحنيط، كما علل "حواس" الكسر في عظم الفخذ اليسرى في المومياء الذي طالما تم ربطه بنظرية الاغتيال بأنه نتيجة كسر في عظم الفخذ تعرض له الملك الشاب قبل موته، وربما يكون الالتهاب الناتج من هذا الكسر قد تسبب في وفاته.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز