مسيرات حاشدة في باريس ضد مشروع إصلاح التقاعد

انطلقت منذ قليل اليوم الثلاثاء مسيرات في العاصمة الفرنسية باريس، في ثاني يوم من الإضراب الشامل والاحتجاجات ضد مشروع إصلاح نظام التقاعد والذي ينص على رفع سن التقاعد إلى 64 عاما بحلول 2030.

وبدأت المسيرة الحاشدة من ميدان "إيطاليا" في الدائرة 13 في باريس والذي اكتظ بكثير من المتظاهرين، من بينهم كبار سن وكثير من الشباب. ومن المقرر أن تتجه إلى ميدان "الانفاليد" للوصول إلى ميدان "فوبان" وسط العاصمة في الدائرة السابعة ومن المقرر انتهاء المظاهرة في السابعة مساء ، بحسب شرطة باريس.

وأعلن وزير الداخلية، جيرالد دارمانين، أنه تم نشر 11 ألفا من قوات الأمن والدرك، من بينهم 4 آلاف في باريس.

ومنذ الصباح الباكر، شهدت عدة مدن فرنسية مسيرات ومظاهرات حاشدة. ففي مدينة تولوز (جنوب غرب فرنسا)، بدأ ما لا يقل عن 30 ألف شخص في التظاهر(وهو عدد أولي قابل للزيادة وفقا لإحصاءات للاتحاد العام للعمل)، وهو رقم يعادل على الأقل الرقم الذي تم تسجيله في الإضراب الأول في 19 يناير. 

وفي تارب (في إقليم الإيفلين في منطقة إيل دو فرانس) كانت التعبئة قوية ضد مشروع إصلاح المعاشات التقاعدية، فمنذ الصباح الباكر، بناء على دعوة من الاتحاد الفرنسي الديمقراطي للعمل، بدأ نحو 8 آلاف شخص في التظاهر في شوارع وسط مدينة تارب.  وفي مرسيليا (على الساحل الجنوبي لفرنسا) ، تم غلق بعض المدارس الثانوية هذا الصباح في "سانت تشارلز" و"مونتجراند"، وتزايد عدد المتظاهرين حيث انطلقت المسيرات من ميناء مرسيليا القديم بحضور عدة آلاف من الأشخاص.

وفي مدينة نيس، انطلقت مسيرات جمعت عشرات الالاف من الاشخاص. ومن المتوقع أن يتزايد عدد المتظاهرين على مدار اليوم في عدد كبير من المدن الفرنسية.

وتزامنا مع هذه المظاهرات، تشهد عدة قطاعات في الدولة كالنقل العام والمدارس وقطاع الكهرباء والمصافي النفطية شللا بعد إقرار الثلاثاء "يوم ثان من التعبئة الشعبية" ضد مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي يقضي برفع سن التقاعد إلى 64 عاما عوضا عن 62 عاما. ووصفت وسائل إعلام فرنسية هذا اليوم ب"الثلاثاء الأسود" نظرا لحجم التعبئة الحاشدة والذي سببت اضطرابا شديدا في حركة القطارات والنقل العام، وفقا لما أكدته هيئة السكك الحديدية الفرنسية وهيئة وسائل النقل في باريس. 

وتأمل النقابات العمالية التي دعت إلى الإضراب، في أن يتكرر الإقبال الكبير على المشاركة على غرار الاحتجاج الأول في 19 يناير الذي شارك فيه أكثر من مليوني شخص وفقا للنقابات، ونحو 1,12 مليون شخص ،80 ألفا منهم خرجوا للشوارع في باريس، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية، في مسيرات وتظاهرات عارمة في جميع أنحاء البلاد. وسيرفق هذا المشروع بتسريع تمديد فترة المساهمات التي سترفع إلى 43 عاما قبل 2035 الذي حدده إصلاح سابق. وتأمل الحكومة بهذا الاصلاح خفض النفقات بحلول عام 2030. وقد تكون مستعدة لرفع الحد الأدنى لرواتب التقاعد إلى 1200 يورو لكل المتقاعدين