عاجل
الثلاثاء 13 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
اقتصاديات الطاقة المتجددة.. الهيدروجين الأخضر (1)

اقتصاديات الطاقة المتجددة.. الهيدروجين الأخضر (1)

تستضيف مصر، منذ أيام، بمدينة شرم الشيخ مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين COP 27. المؤتمر يمثل حدثا عالميا شارك فيه قرابة الـ 200 دولة، وما يزيد على 130 رئيس دولة أو رئيس وزراء، وقرابة الـ40 ألف ناشط بيئي. ويهدف المؤتمر إلى مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية الضارة كالفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، وجفاف الأمطار.    



 

وذلك بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، والوصول في عام 2060 إلى الصفر الحيادي وبما يحافظ على بيئة ومناخ نظيف. 

 

 المؤتمر يهتم بمواجهة الجفاف، والهجرة والتغيرات التي تهدد البشر الذي أكمل تعدادهم الـ8 مليارات نسمة، خلال انعقاد المؤتمر.

 

يشار إلى أن تلوث المناخ تسببت فيه الدول المتقدمة صناعياً بنسبة تفوق الـ90% نتيجة عوامل كثيرة من أهمها التغول في استخدام الطاقة الأحفورية مثل النفط والغاز، وبالتالي من أفسد شيئا فعليه إصلاحه.

 

جدير بالذكر، أن الدول الصناعية الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية، سبق أن وعدت بالمساهمة في تغيير استخدام مزيج الطاقة للوصول إلى استخدام الطاقات المتجددة مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، وطاقة الهيدروجين الأخضر.

 

 

إلا أن تلك الدول يتوقف الحال عند الوعود دون تنفيذ تلك الوعود. لذا ينتظر العالم من مؤتمر شرم الشيخ الكثير، ولن يتحقق ذلك إلا بوفاء الدول المتقدمة والصناعية بوعودها، والتوسع في استخدام الطاقات المتجددة والنظيفة مثل الطاقة المولدة من الرياح أو الشمس أو الهيدروجين الأخضر. ودعم دول الجنوب الفقيرة التي تدفع فاتورة وتبعات الاستهلاك المفرط للدول الصناعية من مصادر الطاقة غير النظيفة.

 

لعل معظمنا يعرف ما الطاقة المولدة من الرياح أو الطاقة الشمسية، لكن أيضاً معظمنا يجهل ماهية الهيدروجين الأخضر.

 

وهو وقود خفيف وفعال ومتوافر طالما توافر الماء. لكنه يحتاج إلى عمليات كيميائية معقدة بهدف فصل الهيدروجين عن الأكسجين من الماء، واستخدامه ينتج طاقة خالية من الانبعاثات الكربونية. ويمكن استخدامه في السيارات وسفن الحاويات والمصافي وتوربينات الكهرباء. بالإضافة إلى الاستخدام المنزلي.

لكن الأمر ليس بهذه السهولة فهناك تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة تواجه تلك الصناعة. وهذا ما سنتطرق إليه في الجزء الثاني من المقال. حتى يكتمل الهدف (للحديث بقية).. أما عن مصر .. حقاً كانت سباقة في هذا المجال، بالرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، وبالرغم من ذلك أعدت استراتيجية 2035 للطاقة والتي تستهدف منها للوصول إلى ما نسبته 40% من الطاقة المتجددة والنظيفة في عام 2035.

 

والجميل في الموضوع أن ما تحقق حتى الآن يفوق النسب والأهداف المخطط لها.

 

 ويبقى الأمل.. في أن نجاح مؤتمر شرم الشيخ في تحقيق أهداف المؤتمر. وأن يكون نقطة فارقة وحاسمة في إعادة النظر في مزيج الطاقة المستخدمة عالمياً، وصولاً لحياة وبيئة نظيفة غير ملوثة تليق بالإنسان الذي كرمه الله.

 

خبير اقتصادي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز