
اليوم.. الذكرى 49 لاستشهاد "أمير الشهداء"

أميرة عبدالفتاح
في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر 1973 م الموافق 23 رمضان 1393هـ، وفي ليلة وتريه ويوم جمعة، استشهاد البطل ابراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال، الملقب بـ “أمير الشهداء”.
كان البطل الشهيد قائدًا للمجموعة 39 قتال، والتي أطلق عليها الإسرائيليون “مجموعة الأشباح” عند منطقة الدفرسوار أثناء تصديه للثغرة الإسرائيلية.
شارك منذ تخرجه من الكلية الحربية عام 1954 في كل معارك الوطن بداية من العدوان الثلاثي وحرب اليمن ثم حرب الاستنزاف إلى أن أستشهد أثناء حرب أكتوبر 1973.
ومنذ البداية أظهر الرفاعي حنكة وذكاء ومهارة وشجاعة كبيرة في القتال واتضح ذلك خلال حرب اليمن والتي كان يتولى خلالها قائد كتيبة صاعقة، وأجمعت تقارير قادته أعقب الحرب أن الرفاعي ضابط مقاتل من طراز فريد، وحصل على ترقية استثنائية تقديرًا للأعمال البطولية التي قام بها.
وبعد نكسة عام 1967 كلف إبراهيم الرفاعي بتشكيل فرقة من القوات الخاصة للعمل خلف خطوط العدو في سيناء والتي عرفت باسم المجموعة 39 قتال، والتي أصبحت عملياتها مصدرًا لإثارة الرعب والفزع لدى العدو الصهيوني، كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق في سيناء بعد نكسة 1967.
وكانت أولى عملياتها في 4 يوليو 67 نسف قطار للعدو عند منطقة الشيخ زويد كان يحمل نحو مليون صندوق ذخيرة من تلك التي تركتها قواتنا عند أنسحابها من سيناء، وتدمير 3 لورى محمل وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذي يبذله في قيادة المجموعة.
وفي مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ “أرض – أرض” لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية، وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة في إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع.. إلا أن وحدات الاستطلاع كشفت العديد منها علي طول خط المواجهة، فطلب الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض،”رئيس الأركان” من الشهيد إبراهيم الرفاعي إحضار واحد منها قائلًا:”إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية.. عايزين منها صاروخ يا رفاعي بأي ثمن لمعرفة مدي تأثيرها على الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد جنودنا .
ونفذ الرفاعي ورجاله المهمة بنجاح ، وبدلا من أن بعود بصاروخ واحد عاد بثلاثة وتم أسر الملازم “داني شمعون” بطل الجيش الإسرائيلي في المصارعة وأحدث ذلك دويا ً هائلا ً في الأوساط الإسرائيلية، إذ تم عزل القائد الإسرائيلي المسؤول عن قواعد الصواريخ
وتتوالى عمليات الرفاعي الناجحة والتي كان لها أثر مهم في رفع الروح المعنوية لدى الشعب والجيش معا ، وفي نفس الوقت بثت الرعب في نفوس الجنود الاسرائيليين الذين أطلقوا على الرفاعي ورجاله “مجموعة الأشباح”
لمحة عن الحياة الشخصية لأمير الشهداء
تحكي "ليلي إبراهيم الرفاعي" أثناء مشاركتها في برنامج مباشر على قناة “DMC”، منذ عامين عن علاقتها بوالدها الشهيد الراحل "إبراهيم الرفاعي" وأنها كانت علاقة مقربة جدا رغم صغر سنها إلا أن والدها كان يصحبها دائما في وحدته، ومن هنا جاء حبها للرماية وكان حلم حياتها أن تكون مثله في المستقبل وأن تنضم للمؤسسة العسكرية.
وتكمل "ليلي" أن والدها لم يفرق بينها وبين شقيقها فعلم كلا منهما استخدام البندقية ولعب كرة القدم، وأنها طلبت من والدها أن تركب "الهليكوبتر" فور نجاحها فحقق لها ذلك.
الرفاعي يثأر لـ"عبدالمنعم رياض"
لم تمر عملية قتل الصهاينة للفريق أول "عبد المنعم رياض" رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى يوم 9 مارس 1969 بدون رد من القوات المسلحة المصرية.
فور انتهاء الجنازة الشعبية الحاشدة للشهيد عبد المنعم رياض، طلب الرئيس جمال عبد الناصر من وزير الحربية الفريق أول " محمد فوزى " وضع خطة للثأر من قتلة الشهيد عبد المنعم رياض.
كلف الفريق أول محمد فوزي البطل الأسطورى " إبراهيم الرفاعي " قائد المجموعة 39 قتال بوضع خطة الثأر للشهيد عبد المنعم رياض.
وفي يوم 19 إبريل 1969،والذي وافق ذكرى مرور 40 يومًا على استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، عبر إبراهيم الرفاعي ومجموعة من أعضاء مجموعته قناة السويس نحو سيناء ليدمروا النقطة الحصينة لموقع لسان التمساح، شرق بحيرة التمساح، وهو الموقع الذي أطلقت منه القذيفة التي قتلت الشهيد عبد المنعم رياض، ذبح الرفاعى ورفاقه أفراد الموقع الإسرائيلي بسونكي الكلاشينكوف، ثم حولوا دشم الموقع الثلاثة إلى كتلة من النيران المتأججة ، ثم عبروا عائدين لموقعهم بغرب القناة بعد أن دمروا الموقع بالكامل و قتلوا جميع أفراده والبالغ عددهم 44 فردًا.
بعد العملية تقدمت إسرائيل بشكوى للأمم المتحدة بحجة أن أسلوب الذبح بالسونكي يعتبر تمثيلاً بجثث جنودها.
وعندما التقى الرئيس "جمال عبد الناصر" بالبطل "إبراهيم الرفاعي" ورفاقه من أبطال العملية من المجموعة 39 قتال لتكريمهم على بطولاتهم، قال الرفاعى للرئيس عبد الناصر: بمناسبة لسان التمساح، احنا آسفين يا ريس لو كنا سببنا مشكلة في الأمم المتحدة.
فكان رد الرئيس عليه: ادبح الصهاينة براحتك يا إبراهيم، وسيب الأمم المتحدة عليا أنا.