عاجل
الجمعة 20 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

أمين "البحوث الإسلامية": الحوار مع الآخر ينطلق من الثوابت المشتركة بين الطرفين

نظير عياد
نظير عياد

قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نظير عياد، إن الإسلام ينظر إلى التعددية الدينية على أنها ضرورة حتمية لا مناص عنها، وأنها سنة كونية، فالإسلام يعترف بالآخر أيًّا كان معتقده، وينظر إليه على أنه أخ له في الإنسانية.



 

وأضاف عياد - في كلمته التي ألقاها في مؤتمر "التسامح والسلام والتنمية المُستدامة في الوطن العربي"، والذي تنظمه جامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس العالمي للتسامح والسلام - أن ديننا الحنيف أقر مبدأ الحوار بين الأديان، الذي يهدف إلى الوحدة ونبذ الخلاف؛ حيث لم يكتف الإسلام بإرساء مبدأ الحوار بين الأديان؛ وإنما أكد على مراعاة ما يناسب الآخر، وأن يكون بالتي هي أحسن وإلا فلا، كما بين أن الحوار لابد وأن ينطلق من الثوابت المشتركة بين الطرفين، لتكون أساسا بينهما في تحاورهما.

وأوضح عياد أن المتأمل لسيرة النبي -ﷺ- وحياته يجد أنه مارس هذا الحوار قولًا وعملًا، فكان ﷺ يحاور كثيرًا من غير المسلمين، ويستقبلهم في مسجده صلى الله عليه وسلم، كما كانت وثيقة المدينة المنورة خير مثال على الحوار بين الأديان، والتي أسست مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات.

وأشار إلى أن الأزهر الشريف يدرك أهمية الحوار بين الأديان، منطلقًا في ذلك من الثوابت المشتركة التي أكد عليها القرآن الكريم في إقامة الحوار، والحرص على تعزيز قيمه؛ حيث كان للأزهر الشريف – ولا يزال- دور كبير في تعزيز قيم الحوار والتعايش في العالم، منطلقا في ذلك من إيمانه الراسخ بعدد من المبادئ والقيم التي تمثل الرؤية الإسلامية الصحيحة. 

وأوضح أن رؤية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر تتمثل في أن الحوار بين بني الإنسان ضرورة يقتضيها التنوع والاختلاف في الألسنة والألوان، كما يكون الحوار بين بني الإنسان فيما اتفقوا عليه من مشتركات، وما أكثرها بينهم، والإقرار بأن وحي السماء ما نزل إلا ليرسم للإنسان طريق السعادة في الدنيا والآخرة، ويعلمه قيم الرحمة والحق والخير، ويحفظ دمه وماله وعرضه.

وأشار إلى أن الإسلام ليس دينًا منفصلًا عن رسالات السماء السابقة عليه؛ بل إن الدين الإلهي دين واحد هو الإسلام، والدعوة إلى الله إنما تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادئ الذي لا يجرح الآخر ولا يسيء إليه أو إلى عقيدته، وإن هذا الإسلام بريء من كل دعوة إلى عقيدة بقوة السلاح أو الإكراه أو استغلال الناس فقرا ومرضا، وأن فلسفة القرآن الكريم لا مكان فيها لعلاقات الصراع وقتال المسالمين. 

ولفت عياد إلى أنه انطلاقًا من تلك الرؤية سعى الأزهر الشريف إلى تعزيز قيم الحوار والتعايش في العالم وذلك من خلال العديد من الأمور أهمها: إقامة المؤتمرات والندوات الدولية التي تهدف إلى إنشاء حوار هادف بين المسلمين وغيرهم، وبيان حقيقة الدين الإسلامي ونظرته للآخر، والتأكيد على أن الإسلام يحمل رسالة سلام للغير ولا يصادر على معتقد أو فكر.

وقال إن الأزهر الشريف يحرص في مؤتمراته على توجيه دعوات الحضور لممثلي القيادات الدينية المتعددة، والتي منها "المؤتمر العالمي لمواجهة التطرف والإرهاب في ديسمبر عام 2014"، ومؤتمر "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل"، في فبراير عام 2017، كما عقد الأزهر الشريف مؤتمرا عالميا دوليا للسلام، في شهر إبريل من عام 2017، ومؤتمر "الإسلام والغرب.. التنوع والتكامل" في أكتوبر عام 2018؛ واستطاع الأزهر الشريف من خلال مؤتمراته إقامة حوار مع العالم كافة، وتصحيح صورة الإسلام، وتعزيز قيم الحوار والعيش المشترك بين الجميع.

وأوضح أن الأزهر الشريف أنشأ مجلسًا لحكماء المسلمين يهدف إلى تعزيز السلم في المجتمعات، إضافة إلى "حوار الشرق والغرب"، بالانفتاح على الآخر ومد جسور التعاون، والتعايش السلمي ونشر ثقافة السلام في العالم، من خلال لقاءات دورية مع المؤسسات الدينية الكبرى في العالم والتحاور معها، وتدشين وثيقة الأخوة الإنسانية.

وأكد أن الإمام الأكبر حرص على التواصل مع أتباع الديانات والطوائف المختلفة من خلال جولاته الخارجية؛ للتعريف بحقيقة الإسلام ونبذ العنف والتعصب والكراهية، ومحاربة الإرهاب ونشر السلام العالمي، والتأكيد على أن الإسلام يحترم التعددية والاختلاف؛ حيث كان لتلك الجولات – ولا يزال- الأثر الأكبر في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين، ومعالجة ما أفسده بعض المنتسبين إليه من خلال ممارساتهم الخاطئة باسم الدين، وعليه حرص الإمام الأكبر على التواصل مع الرموز الدينية في العالم وحمل رسالة سلام لهم. 

وشدد على أن دور الأزهر الشريف في تعزيز قيم الحوار والعيش المشترك في العالم كله لا يمكن حصره، ورسالته السامية هي الحوار والسلام والتسامح التي يسعى لإرسائها على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، وثمن مثل هذه اللقاءات التي تجمع المهتمين بقضايا الحوار، ونشر السلام، وتعزيز التعايش بين جميع فئات المجتمع، مشيرًا إلى استعداد الأزهر الشريف كأقدم جامعة إسلامية وأكبرها على مستوى العالم لمد يد العون لكل من يسهم في بناء جسور الحوار بين المؤسسات الدينية والمنظمات المجتمعية.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز