د. حسني الخولي
إنه ميلاد حبيبي "2"
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد، وشق له من اسمه ليجله، فذو العرش محمود وهذا محمد. هذا من يقول أمتي أمتي، ورب العزة يقول رحمتي رحمتي. لم يطلب لآمنة التي ولدته، ولا لحليمة التي أرضعته، ولا لفاطمة ابنته.. بل قال أمتي أمتي.. اللهم لا تحرمنا شفاعته واسقنا اللهم من حوض نبيك محمد ﷺ شربة هنيئة لا نظمأ بعدها.
ربما يعجبك
تمر الأيام والسنوات وينعاد علينا ذكرى ميلاد رسول الإنسانية، ونبي الرحمة ومتمم الرسالة. ذكرى من دعا إلى مكارم الأخلاق: "وما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق"، ومساواة الناس: "الناس سواسية كأسنان المشط الواحد لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى". ما أحوجنا- في ظل المتغيرات المتسارعة- أن نقتدي بسنته ونتبع هديه، ونسير على دربه في ظل: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم".
صلوا عليه وسلموا تسليما، فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ودعا إلى الوحدانية وأنهى العصبيات وساوى بين ابن الخطاب القرشي، وصهيب الرومي، وبلال الحبشي بعد أن قضى على الانحراف الاجتماعي. ودعا إلى حقوق المرأة. لم يتوقف عند العبادات، وأوصى بالمعاملات ورسخ للرفق. وأرسى قواعد الرفق بكل ضعيف سواء كان امرأة أو طفلا أو شيخا أو أسيرًا، وصان الشجر والحجر، وأوصى بالرفق بالحيوان. واهتم بنشأة البشر.
سيدي ورسولي وسيد الكونين والثقلين، والفريقين من عرب ومن عجمِ.. لا أجد ما أقوله بعد أن زكّى الله لسانك فقال: "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى". وزكّى فؤادك فقال: "ما كذب الفؤاد ما رأى". وزكّى عقلك فقال: "ما ضل صاحبكم وما غوى". وزكّى معلمك فقال: "علمه شديد القوى". وزكّى خلقك فقال: "وإنك لعلى خلق عظيم". وزكّاك كُلك فقال: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".
سيدي ورسولي.. أخرجت الناس من ظلمات عبادة الأصنام، إلى نور عبادة التوحيد، وعَرِفت الدنيا بعدك معنى الدولة المنظمة، ووضعت دستورا للحرب والسلام، ونشرت الأخلاق الحميدة والخصال الحسنة. عَرفت الدنيا نظام الشورى، وأَرسيت العدل للحكم.. فجزاك الله عن البشرية خير الجزاء.
ويبقى الأمل.. في أن يشملنا الله برحمته وننال شفاعة الرسول الكريم، ونلقاه في الفردوس الأعلى.
خبير اقتصادي
اقرأ أيضًا
جوجل نيوز
