عاجل
الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
محاكمة مرسي على المحك

محاكمة مرسي على المحك

بقلم : عاطف حلمي

 



تسير موجة 30 يونيو الثورية نحو تحقيق الأهداف وإن كان ذلك لايتجاوز سرعة السلحفاة، ومن هذه الخطوات محاكمة المعزول محمد مرسي وعشيرته التي تبدأ جلساتها اليوم، وهي خطوة بحاجة إلى الكثير من الشفافية فيما يتعلق بخبايا وملابسات التحقيقات، خصوصاً ما يتردد عن تسجيلات لمرسي اجراها مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ودور حماس في أحداث العنف والفوضى خلال ثورة 25 يناير، والصفقات التي ابرمت بين تنظيم الإخوان والإدارة الأمريكية، ودور التمويل القطري والأمريكي لتنظيم الإخوان ومن على شاكلته، وغيرها الكثير من الملفات التي يجب توضيحها تفصيلياً أمام رجل الشارع العادي، ومن هنا تقف مصداقية محاكمة مرسي وفضح مخططات الإخوان على المحك فإما أن تثبت جديتها وتحترم حق المواطنين في المعرفة والحصول على المعلومات التي ترتبط بهذه المحاكمة أو سندخل في نفق جديد من الجدل السفسطائي بلا فائدة.
 
حرية الرأي
 أختلفوا أو اتفقوا كما شئتم مع برنامج "البرنامج" ومقدمه باسم يوسف، لكن أحذروا الوقوع في فخ مصادرة الرأي وحرية التعبير، ومن يغضب من "البرنامج" عليه أن يعي أن نظاماً سياسيا أي كان هذا النظام لايستطيع تحمل النقد مهما بلغ حجمه من برنامج ساخر، لايستحق مثل هذا النظام البقاء ولو للحظة واحدة، هناك طرق قانونية للتعامل مع أي تجاوزات إعلامية ليس من بينها إطلاقاً مصادرة الحق في التعبير عن الرأي.
 
موجة غضب
والمؤسف أن هناك كثيرين انجرفوا وراء موجة الغضب التي طالت "البرنامج"، وهي موجة يقف خلفها فلول مبارك وفلول الإخوان وكلا الطرفين لديه أهدافه الخاصة. فلول مبارك ممثلون في بعض رموزهم الإعلامية، شعروا بالخطر بعدما وجه لهم "البرنامج" نقداً لاذعاً وبعضهم وجد نفسه قد يصبح بديلاً لمذيع قناة 25 الإخوانية الشهير بـ "خميس"، الذي نال خلال السنة الماضية قسطاً وافراً من التهكم والسخرية على طريقته "اللوذيعة" في الأداء الإعلامي، أما فلول الإخوان فيسعون قدر جهدهم لوصم النظام الحالي بالديكتاتورية ويحاولون بشتى الطرق تشويه صورة الفريق السيسي، رغم أن قرار وقف البرنامج صدر عن إدارة قناة "سي بي سي" وليس الحكومة.
 
خيوط عنكبوتية
في المقابل كشفت تداعيات وقف البرنامج عن خيوط عنكبوتية متشابكة تثير الكثير من التساؤلات، أبرزها دفاع محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات عن باسم يوسف الليبرالي، والغريب أن الزيات هو محامي باسم منذ فترة حكم مرسي؟!!.
 
نشطاء السبوبة
يضاف إلى ذلك بعض الرموز السياسية وأيضاً من يطلق عليهم نشطاء السبوبة "حقوق الإنسان سابقاً" الذين انبروا للدفاع عن حرية الرأي ومبادىء حقوق الإنسان بينما وجدناهم "صم بكم عمي" تجاه المجازر الارهابية التي ترتكبها  بعض التيارات المتأسلمة المحسوبة على تنظيم الإخوان بأشكال مختلفة، فمع سقوط الشهداء بشكل يومي سواء في صفوف الجيش أو الشرطة أو المدنيين خصوصاً الإقباط منهم، يتوارون عن الأنظار ويلوذون بالصمت المطبق، في حين يرون في استخدام العنف واقتحام المنشآت وتعطيل الطرق وترويع الآمنين تظاهرات مشروعة.
 
حروب جانبية
وما نراه على الساحة الآن حروب جانبية بعضها يهدف إلى طمس ثورة 25 يناير بحجة أن 30 يونيو ثورة مستقلة وليست موجة ثورية بل ويشككون في ثورة 25 يناير نفسها ويعتبرونها مؤامرة، وهم بذلك يحاولون خلق فجوة في الجدار الثوري يتسرب من خلاله فلول مبارك، وهناك أيضاً من يصارعون من أجل زعزعة الاستقرار بكل السبل بهدف تعطيل أي محاولات للنهوض بالواقع المصري من كبوته، وفي مقدمة هذه التيارات تنظيم الإخوان ومن يسير في ركبهم من الأهل والعشيرة.
 
وعلينا أمام هذه الحروب الجانبية أن لاننخدع بظواهر الأمور ونحرص كل الحرص على ترسيخ دعائم المواطنة والعيش المشترك والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإلا سنعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى، وهذا ما يريدونه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز