السيسي .. والخطأ الكبير !

بقلم : ياسر صادق

ماذا لو لم يترشح الفريق اول عبد الفتاح السيسي للانتخابات القادمة علي رئاسة مصر ..هل سنترك الوطن يدخل في تجربة جديدة يقوم بها بعض الحالمين بالسلطة لكي يجربوا علينا و يعبثوا بمصر....هل نتركها لحمدين صباحي الذي فشل في ادارة مشروعه الخاص والذي يريد ان يكرر و يقلد التجربة الناصرية رغم الفارق الكبير و الشاسع بينه و بين عبد الناصر برغم اختلافي مع سياسات الاخير ..فقد يصلح مشروع عبد الناصر لزمانه بظروفه و قد لا يصلح لزماننا بظروفنا..أو ان يقفز علينا بالبراشوت احمد شفيق او نسلم مصر للاخواني عبد المنعم ابو الفتوح ..لا نريد ان ندخل في تجربة نندم عليها بعد ذلك..ان مصر ليست حقل تجارب ..ان مصر تحتاج في الفترة القادمة المعقدة والتي يحيط بها الاخطار من كل جانب سواء من الداخل او الخارج ..الي رجل دولة ..رجل علي قدر المسئولية و علي قدر المخاطر و الشدائد التي نواجهها ..رجل له فكر و رؤية و يجيد التخطيط.. رجل حازم و حاسم ..رجل يخشي علينا و يخشي المولي عز وجل بجد و ليست بطريقة الاخوان ..رجل يخطو بمصر خطوات اقتصادية واسعة بمساعدة و معاونة الشعب.. فهل تنطبق هذه الصفات علي حمدين او شفيق ؟!..

ان التخبط الذي ساد مصر منذ ثورة يناير والذي ادي الي ركوب الاخوان حكم مصر لمدة عام كامل هو عدم وجود قائد لهذه الثورة ..ثم من الذي يحتاج من ؟ هل يحتاج السيسي الي رئاسة الجمهورية ام تحتاج رئاسة الجمهورية الي السيسي في ظل المخاطر التي تحيط  بنا ..في اعتقادي أنها الاخيرة ..فالرجل الذي خلص الشعب من حكم الاخوان الكاذبون المسلحون الذين كانوا يريدون تقسيم البلاد و العباد و تحويل مصر الي حرب اهلية و بيع ارض سيناء واخونة الدولة ..الرجل الذي افشل مخطط الامريكان و كشف تعاونهم مع الاخوان لصالح اليهود ..الرجل الذي طهر سيناء من بؤر الارهاب ..فالذي حقق كل ذلك نحن الذي نحتاجه اكثر مما يحتاجنا لاسيما ان منصب الرئيس اصبح عبء اكثر من ترف والدليل ما الت له نهاية كلا من مبارك و مرسي..

اعلم جيدا ان احد اسباب عزوف السيسي عن الترشح هو الا يقول الغرب ان ثورة 30 يونيه كانت انقلاب عسكري ولكني اقول دع الكلاب تعوي حتي تسير القافلة ..فلا تنظر لاحد و انظر لمصر فقط ..ان حكم الاخوان بالرغم من مساوئه و عيوبه فقد كان له بعض المميزات اهمها انه كشف لنا حجم و ضالة كلا من حمدين صباحي و احمد شفيق فلم يكن لاي منهما أي دور يذكر طوال العام الماضي ..فهل من المعقول ان نسلم ذقوننا لاي منهما ..من الممكن ان يلعبوا دورا يتناسب مع امكانياتهم في الحكومات القادمة لكن ان يتولوا شأن مصر ومقدراتنا فهذا امر مرفوض بكل الاحوال ..في حين ان حكم الاخوان اظهر لنا شخص بقيمة و مكانة السيسي ..

ان الخطأ الكبير و الجسيم الذي سيرتكبه السيسي في حق هذا الشعب هو رفضه الترشح للانتخابات القادمة ..ترشح يا اخي فهذا مطلب شعبي!