ياسر صادق
سألاحقهم حتي المراحيض!
بقلم : ياسر صادق
"سألاحقهم حتي المراحيض و لاحوار مع من يرفع السلاح في وجه الدولة" قالها فلاديمير بوتين رئيس روسيا عام 1999 عندما قام الانفصاليين الشيشان بغزو داغستان المجاورة لحدود روسيا من اجل اقامة دولة الخلافة في القوقاز..و نجح بوتين بالفعل في القضاء عليهم و لم يعير اهتماما لضغوط الامريكان و الغرب و لم يتراجع حتي اعترفوا بشرعية ما يفعله..
بوتين يفهم جيدا عقلية الاخوان المسلمين ليس لانهم متاخمين لحدوده و لكن ايضا بحكم انه كان رئيسا للمخابرات الروسية و لذلك كان موقفه واضحا عندما قام عصام الحداد مسئول العلاقات الخارجية في جماعة الاخوان خلال عهد محمد مرسي بزيارة روسيا و طلب مقابلة الكسندر الكسندر رئيس المخابرات الروسية وهو ما رفضه الاخير و سمح لاحد مساعديه بمقابلة الحداد و الذي كان يريد رفع جماعة الاخوان المسلمين من قائمة المنظمات الارهابية في روسيا حيث قامت المحكمة العليا في روسيا عام 2003 بوضعها ضمن القائمة و قوبل طلب الحداد بالرفض..الامر لم ينتهي عند هذا الحد فخلال مؤتمر اقتصادي تم عقده في جنوب افريقيا وكان من بين الحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومحمد مرسي و الاخير طلب مقابلة الاول الا ان بوتين رفض ذلك في البداية و بعد تدخل الوسطاء وافق رئيس روسيا علي مقابلة مرسي الا انه اشترط ان يكون اللقاء لمدة 20 دقيقة فقط !..و برغم ذلك فقد امتد الاجتماع لمدة ساعة ونصف تكلم مرسي عن العلاقات المصرية الروسية من ايام جمال عبد الناصر وامكانية وجود مشروعات استثمارية خلال الفترة القادمة ..و كان بوتين يدرك جيدا ان الهدف من الاجتماع هو رفع جماعة الاخوان من المنظمات الارهابية في روسيا ..و لذلك فاجئ بوتين محمد مرسي قبل نهاية اللقاء بسؤال مباغت عن الوضع الامني في سيناء ..ثم اعقبه بسؤال اخر و مرسي في حالة ذهول عن الذين قتلوا الجنود ال 16 في رفح ثم قام بوتين تاركا مرسي! ..رئيس روسيا كان مستاء من موقف رئيس مصر المعاد لسوريا بالاضافة الي ما تقوم به جماعة الاخوان من اثارة القلاقل و الفوضي علي الحدود الروسية بايعاز من الامريكان ..هذا موقف بوتين الواضح و الحاسم تجاه جماعة الاخوان ..و هكذا يجب ان يكون مع جماعة تنتقل حاليا من دائرة المظاهرات و الاعتصامات الي الاغتيالات السياسية والتي كان اخرها ما حدث مع وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم و لن تكون الاخيرة وهو نفس ما كانوا يفعلونه في تسعينات القرن الماضي و لكن الان سيكون بشكل اكثر احترافية و اخطر و هي طريقة و اسلوب محمود عزت مرشد الاخوان و المتواجد حاليا بمدينة خان يونس بقطاع غزة في حماية حركة حماس يقوم بتدريب 1500 اخواني بتمويل من تركيا و قطر..
يخطئ من يظن ان جماعة الاخوان قد انتهت فمن الوارد ان يحدث تراجع لمدة عام او اثنين تغير خلالهما اسلوبها و تكتيكها.. لذلك يجب ان نكون علي حذر دائم و لا نعتقد أنها انتهت لان هذه الجماعة تسير باسلوب توريث الفكر الاخواني من الاباء الي الابناء عبر الاجيال..