عاجل
الأحد 17 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مصر و العزل الدولي!

مصر و العزل الدولي!

بقلم : ياسر صادق



هل تواجه مصر العزل الدولي؟ بعد فض اعتصامي الاخوان المسلحون في ميداني النهضة و رابعة العدوية و مقتل 587 شخص وفق ارقام وزارة الصحة و اصابة 4201 اخر و قيام كلا من بريطانيا والمانيا وفرنسا والاكوادور باستدعاء سفرائها وإعلان باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية الغاء المناورات العسكرية المشتركة حتي و لو كانت ليست ذات قيمة..بينما اعتبرت لبنان ما حدث يوم 14 اغسطس هو الاكثر دموية في مصر منذ رحيل الرئيس الاسبق مبارك ..و حذرت ايران من وقوع مصر في حرب اهلية ..و وصفته تركيا بالمجزرة ..بينما اعلنت مشيخة الازهر برئاسة الدكتور احمد الطيب شيخ الازهرفي بيان لها بأنها لم تكن علي علم بموعد فض الاعتصامين بالقوة وانها ضد اراقة الدم و يعلم شيخ الازهر بصفته رجل دين معتدل معني حرمة الدم وفق حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم " كل المسلم علي المسلم حرام دمه و ماله و عرضه"و ان "لزوال الدنيا اهون علي الله من قتل مؤمن" و انه- أي شيخ الازهر- كان يتبني وجهة نظر مزيد من المفاوضات للوصول لحل سلمي و هو ما اتفق مع ما جاء في استقالة الدكتور محمد البرادعي بأعطاء الفرصة للحلول الدبلوماسية..

هل كان يجب علينا الانتظار أكثر من ذلك بالرغم من أن الدول الاجنبية و علي رأسها امريكا و بريطانيا و المانيا و فرنسا و تركيا عندما تتعرض لنفس الموقف من مظاهرات و اعتصامات تقوم بفضها بعنف و قوة و لا تتحدث عن حقوق الانسان و لا حتي الحيوان! هل كانت امريكا تقبل او تسمح باعتصام مسلح يستمر لمدة 60 يوما و يعربد الاخوان المسلمون يمينا و يسارا من قطع طرق و اعتداءات و وقف حال لدولة بأكملها ..هل كان من الممكن ان تظل مصر اسيرة لجماعة لا تدافع عن الاسلام و انما عن كرسي الحكم!

لكن يجب في نفس الوقت ان نعلم جيدا انه لا توجد دولة علي وجه الارض بما فيها الولايات المتحدة الامريكية الدولة الاكبر و الاقوي علي مستوي العالم اقتصاديا و عسكريا تستطيع ان تعيش بمعزل عن العالم الخارجي.. فما بالك بدولة مثل مصر لا تملك الاكتفاء الذاتي غذائيا- نستورد نصف القمح من امريكا و اوروبا- و لا ايضا من حيث التسليح و لا نريد ان نكون اسودا و رجالة "بفردة الصدر" و" العنطزة" الفارغة و "الجعجعة" التي ليس لها لازمة ونعمل مثل ما فعل جمال عبد الناصر عندما قال سأحارب اسرائيل و ما وراء اسرائيل-يقصد امريكا- و كانت النتيجة هزيمة منكرة في 67 يدفع الوطن العربي بأكمله ثمنها حتي هذه اللحظة..لا سيما ان من لا يملك قوته لا يملك قراره.. و يجب ايضا الا نعتقد ان روسيا ستقف بجانبنا و تساندنا ضد امريكا حتي لو كانت هناك خلافات بينهما يري البعض أنها سحابة صيف و انه من الوارد ان تتخلي روسيا عنا في أي وقت اذا ما عادت علاقاتها بأمريكا و ان تستخدمنا روسيا كورقة ضغط علي الامريكان لحل خلافتهما بطريقة"سيب و انا سيب"!

..علينا ان نتعامل مع واقعنا بما لا يمس السيادة الوطنية اولا مع التوازن في العلاقات الدولية حتي لا تضر مصالحنا و لا ننسي اننا وجهنا " قلم " قاسي لامريكا عندما احبط الفريق اول عبد الفتاح السيسي مخطط الامريكان بالتعاون مع "الخونة" الاخوان بتقسيم مصر..و من ثم فأنه لابد في هذا التوقيت الحرج و الصعب التعامل بحنكة و حكمة شديدين  حتي نستطيع الخروج من هذا المأزق!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز