د. نرمين الحوطي
عندما تسقط الأقنعة!
بقلم : د. نرمين الحوطي
هي ليست بعنوان مسرحية قديمة ولا جديدة قمت بمشاهدتها أخيرا، ولا هي عنوان لكتاب أو رواية أو قصة قمت بقراءتها من جديد، لا هذا ولا ذاك بل هو الواقع المعيش الذي نعيشه مع أناس أغلبيتهم يمتلكون العديد من الأقنعة الخادعة التي نخدع من خلالها عندما يرتدونها ويخفون حقيقتهم ومن ثم نصدم عند تساقطها والكشف عن حقيقتهمتلك هي الأقنعة التي يوجد العديد منها وبصور متنوعة ومتعددة فكل من يريد خداع الآخر يقوم بارتداء ما يريد به خداع الآخر، فعلى سبيل المثال لا للحصر من الأقنعة المزيفة المنافق والكذاب والأراجوز الذي يضحك المسؤولين واصحاب القرار لينال من ذلك التهريج مصلحته الشخصية، وكم من الأقنعة الزائفة التي نراها على مدار يومنا ولا نكتشفها إلا عند الحاجة ممن يرتدونها الله لا يعزينا لهم ويبعدنا عن الحاجة لهم «اللهم آمينتلك الأقنعة لا تظهر حقيقة الآخر بل تستخدم لتخفي مكنون صاحبها، فالمنافق يرتدى قناع الصدق والفضيلة، والمخادع والكاذب يقوم باختيار قناع الصراحة والدفاع عن الحق، والكاذب يرتدي قناع الصدق، وكم من أقنعة تخفي العديد من الوجوه والنفسيات ولكن نكتشف حقيقتهم عندما نوضع في أزمة أو تحدث مشكلة أو عندما نلازمهم ونقترب منهم عندها نجد أن ما يرتدونه من ماسكات لا تمت بصلة لما يقوموا من تصرفات ومثال لذلكالعمل وكم من الأقنعة الزائفة نصادفها في الهيئات الحكومية ودوائرها، وتكثر تلك الأقنعة عند أصحاب القرار فكم من قناع نجده يتكلم عن الشفافية والحرام والحلال وإخلاصه للعمل ووفائه لمرؤوسه وعندما ينقل أو يتقاعد مرؤوسه تسقط الأقنعة ويتبين لنا الوجه الحقيقي لتلك الشخصية، فهو اليوم لايمتلك إلا القذف والتجريح فيمن كان يرأسه بالأمس ليمجد من هو جديد للبقاء، ذلك كان مثالا بسيطا للأقنعة الزائفة ولا يقتصر على العمل فكم من صديق كنا نظن أن الوفاء يمكث في قلبه لنا ومع مرور الأيام نجد عكس هذا، وكم من زميل دراسة كنا نعتقد أن الوفاء والحب شعور متبادل بينه وبيننا ولكن ما ان تنتهى الدراسة نجد ما كنا نشعر به من حب ما هو إلا مصالح شخصية ودراسية، وكم وكم من قناع زائف عشنا وما زلنا نعيش معهم ولا ندرك حقيقتهم إلا عندما تسقط الأقنعة!
مسك الختام: الناس كالكتب هناك من يخدعك بغلافه وآخر يذهلك بمحتواه.