عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
2016 عملت علينا سينما

2016 عملت علينا سينما

بقلم : هناء فتحى

يقيناً كنت تعرف مسبقاً  أن الخيوط الأخيرة من ليل 2016 ستشتبك مع خيوط الدم ليصنعا قماش ستارة سينما 2016 التى لم ولن تنسدل بعد كىّ ينتهى هذا الفيلم السايكو .. فالذى هاجم وقتل رواد ملهى «رينا» التركى قبل فجر الأحد الماضى لم يكن يرتدى الزى الداعشى المعروف: جلبابا وذقنا وزبيبة،  ثم يكبر تكبيرا وهو يفتح رشاشه علىٰ الجموع .. هذهِ المرة استبدل الذقن العربى بذقن بابا نويل بتاع الغرب والطاقية البيضاء بالطرطور الأحمر واستبدل الجلباب الأبيض بالسترة الحمراء.. وحمل الهدايا رصاصا قاتلاً فى الأحشاء.. فهل أنت  تعرف  دينه؟ لا.. لكننا نعرف أن عام 2016 هو سينما صناعة مخرج عبقرى يستبدل أبطاله بأبطال آخرين. .ولديه مصمم أزياء  ظريف شوية لطيف حبتين..  وطبعاً صار العالم كله لوكيشن مفتوح لأهوائه.



ربما احتاطت كل دول أوروبا وفرشت جيوشها لتحمى شعوبها ومنشآتها من هجوم دموى متوقع ليلة رأس ذاك العام المنصرم بصعوبة.. ربما لم تأخذ تركيا الهشة حيطتها.. فالبلاد جيشها نصفه فى السجون وشعبها ربعه هارب من  رئيسه.. ومن ثمّ كان الصيد سهلاً فى اسطنبول ومات فى الملهى مسلمون وعرب وايضا من ديانات وجنسيات أخرى.. ولم يمسكوا بالفاعل.. ولا تنسى فعل الأقدار العادلة بدولة الخليفة إردو.. ولا يغرنك بعد الآن أجواء مسلسلاته التركية الفاشلة.

ولأن 2016 سينما عالمية ضخمة الإنتاج فلسوف ترى أن ممثلين هامشيين وثانويين قد أخذوا أدوارا شديدة الجاذبية والتأثير  فى المشاهدين .. ممثلين ساقوا أحداثا إنسانية مغزولة بالوجع الصافى أضفت على الفيلم الردئ بعضاً من قيمه.. ربما كان بعض هؤلاء الممثلين حيوانات.. وبعضهم الآخر من  نسل بنى آدم وحواء.

كلبان من أوكرانيا صنعا أحداثا أروع وأجمل وأرحب وأكثر إنسانية وضربا مثلا فى الأخلاق والفضيلة وصلة الرحم لم يعد يعرفها الإنسان.. فقد كانت كل وكالات الأنباء العالمية والصحف ومواقع التواصل تنقل على مدار الأسبوع الماضى حكاية كلبة مصابة وأخيها المكلوم فى جرحها وهى بين قضبان سكة حديد مملوءة بثلج أوروبا المعروف، تمر من فوقها القطارات كل ساعتين ولا تفرمها لأن أخاها كان يخفض رأسها أسفل القطار السريع وينبطحا حتى يمر.. هكذا ليلتان حتى عرفت السلطات  وأجلتهما إلى أحد المستشفيات  وتم التوصل لصاحبهما المفجوع فى اختفائهما.. سبحان الله.. سوف تسأل عن الأمانة التى أبت الجبال أن تحملها فحملها الإنسان الظالم؟ أقول لك  ليت الكلاب حملتها بدلاً منا.

لم ينته العام الكئيب هذا بفيلمه السايكو إلا ليعرض لنا مشاهد لأبطال هامشيين من  الهند  حيث نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» آخر أيام السنة صورة وقصة فتاة مراهقة 13 عاما اغتصبها والدها.. يحدث هذا كثيراً فى الهند.. لم تخف  وذهبت للسلطات لتعترف.. وعلشان عندهم البنت المغتصبة  سافلة وحقيرة وتستحق العقاب الجمعى  حتى ولو كان المغتصب والدها أو أخوها  .، فقد جاءوا بها فى مكان مترب  فسيح والبسوها خمارا أحمر - بلون الدم المسكوب على شاشة السينما - وقاموا بجلدها واحداً واحداً بالسوط  والعصى، حتى يصيح أحدهم كفى كفى.. يتوقفون عن الجلد فقد تعبوا  وأرادوا استراحة.. والفتاة ملقاة بين عارها ووجعها  ووالدها لا يزال يمارس  أبوته.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز