كريمة سويدان
عندما يلعب الكبار على جثث الصغار
بقلم : كريمة سويدان
تصويت مصر لصالح القرار الروسى فى مجلس الأمن بعدم توقف القصف على مدينة حلب بسوريا اقام الدنيا ولم يقعدها ، كما أنه اثار إنتقادات واسعة خاصة وان التصويت كان على قرارين متضادين فى وقت واحد احدهما من روسيا وعكسه تماماً من امريكا وهو أول مرة يحدث فى عالم السياسة ، وأعتقد أن السبب الرئيسى فى إتخاذ مصر لهذا الموقف - وعلى قدر فهمى للسياسة الدولية - إن الرئيس الروسى بوتين قرر مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا داعياً لتشكيل تحالف حقيقى " سورى ، عراقى ، إيرانى ، روسى " بعد إتهامه الولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب بتهمة تغذية الإرهاب ، وأنا على يقين بأن روسيا لم تتخذ هذا القرار من أجل عيون سوريا أو بشار الأسد ، فالتدخل الروسى فى سوريا هو تدخل إستراتيجى أولاً وأخيراً حيث أنها تريد أن تستعيد دورها فى المنطقة بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى فى أوائل تسعينات القرن الماضى ، بينما أمريكا تنظر إلى المشهد فى سوريا فى غاية التعقيد وهو ما يريحها فى ظل الجمود الحالى لمختلف أزمات المنطقة - ومنها الأزمة السورية - فى وقت تبدو فيه غير مهتمة للوصول لحلول عاجلة للأزمة السورية ، لأن هذه الدول الكبرى تعمل دائماً لمصالحها فقط دون إعتبار لأى شئ آخر ، فجميع الأطراف الدولية المتداخلة فى سوريا الآن لا تريد انفراجاً للأزمة السورية بل تريد إستمرار إشعال الحروب الأهلية ليس فى سوريا فقط ولكن فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها - ما عدا فى اسرائيل ولصالحها - وأصبحت الأراضى السورية هى ساحة التصارع والعراك الدولى قبل أن تكون ساحة عراك سياسى من أجل إرساء حلول سياسية للأزمة السورية ، حلول تأخذ بعين الإعتبار مصالح وطموحات الشعب السورى ، ومن الواضح أن الأمريكان مسرورون بالتدخل الروسى ويرون أنه فرصة لإشعال المنطقة أكثر وفى النهاية العرب - وعلى رأسهم الشعب السورى هم الذين يدفعون الثمن الأفدح لهذا الصراع لذلك لا بد من إن يفيق العرب والمسلمين فى المنطقة العربية بأسرها ، ولا بد أن يعلم الجميع أن القرار المصرى عقب ثورة 30 يونيو صار مستقلاً ولا يخضع لإملاءات أى جهة أو دولة ، وإنما يخضع قرارها وفقاً لإرادتها الحرة ومصالحها العليا ٠٠٠ وتحيا مصر ٠٠٠