عاجل
السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
سخط الإخوان على القيادات

سخط الإخوان على القيادات

بقلم : طارق رضوان

طارق رضوان



طارق رضوان

أصدق ما قاله الإخوان خلال العام والنصف الماضيين، هو ما قالوه بعد خلع مبارك بأنهم لا ينتوون الترشح للرئاسة ولا يريدون التكويش على السلطة وستكون نسبتهم فى البرلمان لا تتعدى 53 فى المائة، مشاركة لا مغالبة وهم صادقون فى ذلك وقتها، وكان هناك انقسام داخل الجماعة حول هذه التصريحات، كان من أشد المعارضين للتكويش والتقدم للترشح للرئاسة هو خيرت الشاطر نفسه، وقد يتعجب كثيرون من ذلك لكنها الحقيقة، فى حين أن التيار المتشدد داخل الجماعة من فقيه الجماعة إلى مفتيها كانوا شديدى التحمس فى الاستحواذ على الحكم وينظرون أن الفرصة مواتية ولن تتكرر،

 

 كانوا يروجون لذلك فى دروسهم الأسبوعية. وكان الاتفاق النهائى عدم الترشح، ونجح الشاطر فى إقناع الجماعة بعدم التورط فى وحل حكم مصر، لكن ترشح عمر سليمان وأحمد شفيق هو مربط الفرس فى تراجع الإخوان والتقدم للترشح بجانب الضغط الأمريكى المستمر على ترشح الإخوان للرئاسة من أجل أغراض أمريكية بحتة فى المنطقة محمد مرسى هو رئيس مصر وتم اختياره منذ عام 5002 على وجه التحديد، الإخوان لم يكونوا مستعدين بالمرة لحكم مصر من أعلى، بل كان كل التفكير هو التوغل داخل مفاصل الدولة والسيطرة الكاملة عليها، وهم يعانون الآن من التخبط فى السيطرة على الدولة، وغير مدربين على قيادة دولة بحجم مصر مشاكلها كبيرة ومتراكمة ومعقدة،

 

والقواعد فى الشعب الإخوانية يعانون أشد المعاناة فى محافظاتهم وقراهم بعدم التدرب على إقناع الناس بما يفعله الإخوان فى الحكم، كما أن التواجد الإخوانى فى السلطة لم يحقق شيئا يستطيعون من خلاله إقناع الناس بمزايا الإخوان فى الحكم، حتى محاربة الفلول أصبحت موضة قديمة زهق منها الناس ولم تعد مجدية، هناك حالة من السخط العام بين شباب الإخوان كما ذكروا لى بأنفسهم بأن الجماعة تخسر كل يوم وشعبيتها تتضاءل، الجماعة تخسر كل يوم، تخسر الشارع بالقرارات الخاطئة آخرها قرار إقالة النائب العام، وبداية بقرار عودة مجلس الشعب بعد حكم الدستورية بحله، الإخوان لم يفعلوا شيئا ولن يفعلوا إلا للمصالح الأمريكية فى المنطقة، أما الشعب فلن يقدموا له الحلول ولن يفعلوا شيئا من أجل سعادته،

 

 فجميع سياسات الإخوان الاقتصادية هى رأسمالية شرسة وحشية ستسحق الفقراء سحقا، فمن شروط القرض الذى وافقوا عليه أخيرا هو رفع الدعم وعدم التعيين نهائيا فى الدولة ورفع الدعم عن البنزين، وهو ما ينذر بارتفاع الأسعار بشكل جنونى، وبرغم المساعدات المالية التى ستدخل مصر من دول خليجية وهى بالمليارات، إلا أنها لن تخصص لمشاريع صناعية، بل إلى سد العجز المالى الرهيب الذى تعانى منه الدولة، الإخوان فى ورطة لم يخططوا لها وأجبروا على الخوض فيها دون تفكير ودون تخطيط إخوانى معتاد وكل من ينظر على أن الإخوان تنظيم خطير ونادر الوجود فهو لا يعرف سوى القشور عنهم، الإخوان فصيل مصرى بحت يمتازون فقط بالترابط الإيديولوجى.

 

 لكن التعليم مصرى والبيئة مصرية والبلادة والجهل وقلة الثقافة وقلة الحيلة وفقر الفكر مثلهم مثل العامة من المصريين، الإخوان حافظين مش فاهمين - وما يفعلونه الآن ما هو إلا بداية النهاية وخسارة تعاطف الشعب معهم، وذلك فى ثلاثة شهور فقط، الأيام القادمة صعبة على الإخوان لكنها أشد صعوبة وأشد قسوة على مصر.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز