عاجل
الثلاثاء 11 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الأمن المعلوماتي وتهديد الأمن القومي

الأمن المعلوماتي وتهديد الأمن القومي

بقلم : د. فتحي شمس الدين
برزت في الفترة الأخيرة أهمية الأمن المعلوماتي, خاصة مع التحول إلى الطبيعة الرقمية في الاتصالات والتعاملات بين الأفراد والجهات, حيث أصبح العالم بحق أشبه بقرية صغيره, يستطيع أي شخص بها أن يصل للأخر مهما كانت المسافة بعيده بينهم, وسبب بروز قضية  الأمن المعلوماتي أن المعلومات والأمن يمثلان وجهان لعملة واحده, حيث تترافق الخطورة على الأشخاص أو المؤسسات أو حتى الدول على ما يملكه الخصوم والأعداء من معلومات حيوية من الممكن أن تستخدم في الأغراض التدميريه, ومع تطور مفهوم الأمن على مدار التاريخ ليصبح مجموعة من النظريات, وعدد من القضايا المتعددة والشائكة, تطور مفهوم المعلومات هو الأخر ليتخذ شكلا رقميا تناغما مع البيئة الاتصالية الجديدة التي جعلت قضية الأمن المعلوماتي من أكثر القضايا خطورة في الواقع الحديث.
 
وأكاديميا يعرف الأمن المعلوماتي على أنه: استخدام العلم الذي يبحث في نظريات واستراتيجيات توفير الحماية للمعلومات من مخاطر الأعداء التي تهددها, ومن الجانب التكنولوجي والفني يعرف الأمن المعلوماتي على أنه: الوسائل والأدوات والإجراءات المطلوب توفيرها لضمان حرية المعلومات من المخاطر التي تهددها.
 
 ومع تطور المجتمعات بشكل عام والاتجاه نحو التحول إلى مجتمع المعلومات والمعرفة ظهرت إشكالية وخطورة أمن المعلومات, خاصة مع اتجاه الدول لإنشاء قواعد البيانات القومية الضخمة, وتطوير شبكات الاتصال, والاعتماد على شبكة الانترنت كبيئة أساسية للعمل, ما يعني أن التعرض لمخاطر الأمن المعلوماتي يعني تعريض الأمن القومي لمخاطر كبيرة قد تهدد استقرار الدولة وتماسكها. ويعتمد تهديد الأمن المعلوماتي على جمع وتعقب المعلومات والبيانات وهو الأمر الذي يقوم بشكل كبير على الجواسيس والعملاء إضافة إلى الوسائل التقنية الحديثة مثل الأقمار الصناعية ومعدات التتبع ورصد المكالمات وغيرها, كما أن تهديد الأمن المعلوماتي يعمل من جهة أخرى على أفساد وتعطيل المعلومات من خلال الفيروسات والاختراق الالكتروني وغيرها.
 
والمتأمل لواقع الأمن المعلوماتي يجد أن تحقيق تقدم في هذه القضية لن يتم إلا من خلال تغيير النظرة الحالية التي تنظر إليها على أنها قضية تقنيه بحته تقع ضمن نطاق تخصص التقنيين والمختصين في المجال الالكتروني, والانتقال بتلك النظرة إلى اعتبار الأمن المعلوماتي من ركائز الأمن القومي الشامل بحيث يرتفع مستوى التعامل معها إلى مستوى التعامل السياسي والاستراتيجي.
 
  ويجب أن تشمل منظومة التعامل مع مخاطر الأمن المعلوماتي وانعكاساتها على الأمن القومي البدء في تنفيذ برنامج شامل على مستوى مؤسسات وهيئات الدولة ( الحكومية - الخاصة) يستهدف التدريب على صد الهجمات الالكترونية الشاملة وتنويعاتها المختلفة سواء بالفيروسات, أو عمليات القرصنة والتلصص والتجسس الاقتصادي والتخريب الالكتروني, وهو الأمر الذي لن يتم إلا من خلال استراتيجيه شاملة على مستوي الدولة الواحدة إضافة إلى منظومة عالمية تتكاتف فيما بينها لمواجهه ذلك الأمر والتصدي إلية, لأن قضية الأمن المعلوماتي من شأنها في حال عدم القدرة على التغلب عليها أن تفتت الدول وتتيح المجال لما يطلق عليهم " الطابور الخامس" لتدمير الدول من الداخل تحت مسمى الوطنية الزائفة والخادعة, إن تغير طرق تهديد الدول خاصة من خلال تهديد الأمن المعلوماتي يتطلب تغيير الطرق والآليات التي يتم من خلالها مواجهه هذا الخطر لضمان الحفاظ على تماسك الدولة ووجودها من الأساس. 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز