
المعالم الرئيسية للاستراتيجية العسكرية "
12:00 ص - السبت 26 أبريل 2014
بقلم : الفريق / أشرف محمد رفعت
لقد عرف الإنسان الصراعات و الحروب منذ القدم , والتاريخ ملئ بمثل هذه الأحداث التى هى دون شك من طبيعة الإنسان وكانت هذه الصراعات فى أول الأمر عبارة عن صراعات صغيرة يشترك فيها أعداد قليلة , وتكون فى الغالب ناتجة عن خلافات بين قبيلتين متجاوزتين على أحد مصادر المياه أو على ارض صالحة للزراعة أو المراعى أو ما شابه ذلك . وبالطبع كانت الأسلحة المستخدمة بسيطة ولا تخرج عن الحراب و السيوف والقوص والسهم .
ولقد تطور الأمر تدريجياً مع مرور الزمن وأصبحت هذه الخلافات ينتج عنها حروب استخدمت فيها أعداد كبيرة من الأفراد و الدخول فى معارك متعددة لإنهاء الخلافات بين الدول القديمة .
وفى واقع الأمر انه منذ عدة قرون قبل الميلاد ظهرت الجيوش والمعارك العسكرية وكان يتم ذلك تحت سيطرة قائد يتمتع بصفات فريدة إذ لم يكن فى هذا الوقت أى نوع من الدراسات العسكرية على مستوى التخطيط ولكن هؤلاء القادة أظهروا مقدرة فائقة لا تتمشى مع درجة العلم والمعرفة التى كانوا يتمتعون بها .
بل كان هذا الأمر عبارة عن قدرات شخصية لا تتوافر فى القائد العادى علماً بأن هؤلاء القادة العظام كانوا لديهم قدرة على فرض السيطرة التامة على جنودهم وبث الروح القتالية فيهم واقناعهم بالتفانى و التضحية فى سبيل تحقيق النصر .
أهم القادة العسكريين المشهورين فى العصر القديم :-
لقد ظهر عبر التاريخ قادة عسكريين استطاعوا ان يكونوا جيوش جرارة لها قدرة على خوض المعارك وتحقيق الانتصارات بالرغم من عدم دراستهم لأسس الاستراتيجية العسكرية ومنهم على سبيل المثال الآتى :-
الملك رمسيس الثانى (1304 – 1237 ق.م) RAMSES THE SECOND :-
أحد ملوك مصر الفرعونية وكان يمتاز بمقدرة عسكرية بارزة واستطاع ان يهزم الحيثيين , وكانت له معارك كثيرة أخرى واستطاع ان يحقق لمصر فترة طويلة من السلام وتميز عهده بالازدهار .
الاسكندر الأكبر (356 – 323 ق.م) ALEXANDER THE GREAT :-
وهو ملك مقدونيا الذى استطاع ان يكون جيش لديه قدرة قتالية فائقة وتمكن من الوصول بغزواته إلى بلاد الفرس حيث هزم ملك الفرس (داريوس) " DARIUS " وتمكن من احتلال مصر ايضاً .
جنكيز خان (1162 – 1227) GENGHIS KHAN :-
وهو مؤسس الإمبراطورية المغولية بعد ان كون جيش كبير من الفرسان الذين جندهم من القبائل المغولية واستطاع ان يدمر قوات التتار وقد وصلت جيوشه التى اتسمت بالشراسة و الوحشية إلى الصين وأخترقت حائط الصين العظيم واستمر فى الزحف حتى وصل إلى مشارف أوروبا علماً ان جيوش المغول كانت تثير الرعب فى القوات المعادية قبل بدء القتال .
ويلاحظ ان بمرور الومن اعتباراً من سنة 500 قبل الميلاد بدأت تظهر مبادئ أولية لتنظيم موضوع القتال , ووضع أسس له ويعتبر ذلك بداية لوضع فكر استراتيجى , كما كانت اول خطوة فى هذا الاتجاه إعداد بعض الأسس أطلق عليها " مبادئ الحرب " "
PRINCIPLES OF WAR " وهذه المبادئ كانت تلخص القواعد الأساسية التى يجب أن يلتزم بها القائد عند الإعداد للحرب وسوف نوضح فيما يلى أهم هذه الأسس .
مبادئ الحرب :-
يعتبر الفكر الاستراتيجى صان تزو الصينى : "SUN TZU " من أول المفكرين العسكريين الذين قاموا بوضع بيان بمبادئ الحرب وكان ذلك فى عام 500 ق.م ويمكن تلخيص هذه المبادئ فى الآتى :-
• ضرورة تحديد الهدف من الحرب بصورة واضحة ومحددة "OBJECTIVE " .
• ضرورة الأعتماد على العمل الهجومى وليس الدفاع فقط "OFFENSIVE " .
• أهمية التعاون بين القوات المشتركة فى الحرب : " CO.OPERATION " .
• ضرورة حشد القوات قبل الحرب بحيث يتوافر العدد اللازم من القوات والأسلحة والمؤن قبل اندلاع القتال : " CONCENTRATION OF FORCES " .
• الاقتصاد فى القوة بمعنى التوزيع السليم للقوة طبقاً للاتجاه الأهم مع عدم إضاعة مجهود فى اتجاهات ثانوية ويطلق عليها الاقتصاد فى القوة " ECONOMY " .
• خفة الحركة و المناورة بالقوات : " MANOEUVRE " .
• المفاجأة أى ضرورة مفاجأة العدو سواء بالوقت أو الفكرة أو فى الأسلحة والمعدات أو فى اتجاه الهجوم ويطلق على هذا الإجراء كلمة : " SURRISE " .
• السرية و المحافظة على المعلومات والتأمين : " SECURITY " .
• من النقاط الهامة فى التخطيط للحرب ان تكون الخطط واضحة وسهلة التنفيذ : " SIMPLICITY " .
• الخداع والتمويه : " DECEPTION " .
يجب الذكر ان نابليون وضع 115 نقطة هامة ضمن فكرته عن مبادئ الحرب ويجب ملاحظة ان معظم هذه المبادئ لازالت سارية ويجب الالتزام بها ولكن مع ضرورة تطوير اسلوب استخدامها طبقاً لتطور الأسلحة و المعدات .
بدء ظهور مبادئ مفهوم الاستراتيجية العسكرية :-
ان كلمة الاستارتيجية كلمة مأخوذة من الأصل اليونانى " STRATEGOS " وهى كلمة " STRATEGY " بالانجليزية أى فن الجنرال : " THE ART OF THE GENERAL " وقد بحث هذا الموضوع أى الاستراتيجية العسكرية من كافة جوانبه بواسطة المفكرين والقادة العسكريين لفترة طويلة ويوجد ثلاثة من المفكرين العظام الذين تعمقوا فى هذا الموضوع ولهم مؤلفات فى اصول الاستراتيجية العسكرية مازالت موضوع دراسة ونذكر فيما يلى بعد اهمهم .
1) المفكر العسكرى الصينى : صن تزو " SUN TZU " :-
وهو مؤلف المرجع الذى يعتبر الأول فى موضوع الاستراتيجية تحت اسم فن الحرب " THE ART OF WAR " ومازال هذا المرجع موضع دراسة من العسكريين .
2) ظهر مفكر جديد فى مجال الاستراتيجية العسكرية وذلك بعد مئات السنوات من كتاب صن تزو " SUN TZU " وهو كارل فون كلاوزويتز " CARL VON CLAUSEWITZ " وهو قائد عسكرى محنك من الجيش البروسى علماً بأن ألمانيا كانت جزء من البروسية " PRUSSIA " فى هذا الوقت (1780 – 1851) ويعتبر كارل فون كلاوزوتيز من المفكرين العسكريين المحترفين وكان له كتاب عن اصول القتال تحت اسم : " عن الحرب " " VOM KRIEGE " باللغة الألمانية .
3) من المؤلفين العسكريين المشهورين أيضاً مؤلف انجليزى اسمه : " ليدل هارت " " SIR BASIL HENRY LIDDELL HART " وكان للكتاب الذى قام بتأليفه تأثير كبير على تطور الاستراتيجية فى القرن العشرين علماً أن الكتاب يركز على استخدام المدرعات فى الحرب كما وضع بعض النظريات الجديدة فى مجال الاستراتيجية العسكرية .
تعريف الاستراتيجية العسكرية :-
تجرى محاولات عديدة لوضع تعريف مختصر لمفهوم الاستراتيجية العسكرية ولكن لازالت هناك العديد من الأفكار حول هذا الموضوع وممكن ذكر التعريف الآتى كمثال لهذه المحاولات :-
الاستراتيجية العسكرية :-
هى الاجراءات التى تتم فى نطاق التخطيط للعمليات الحربية وتحريك القوات وانتشارها وتجميعها قبل المعركة . كذلك تشمل الاستراتيجية الإجراءات التى تتخذ لخداع العدو ومفاجأته ويجب فى جميع الأحوال مراعاة ان الاستراتيجية العسكرية يجب ان تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية معينة بما يضمن أمن وسلامة الوطن وتحقيق الازدهار والتقدم ويجب ان تكون الأهداف السياسية لها أسبقية عن مجرد تحقيق الانتصارات العسكرية .
الاستراتيجية البحرية :-
لقد انبثقت من المؤلفات فى مجال الاستراتيجية العسكرية أفكار حول أعداد استراتيجية فى مجال الاستخدام للقوة البحرية أولاً ثم بالنسبة لاستخدام القوة الجوية فى الحرب الحديثة ومن الواضح أن المبادئ الاستراتيجية تكون بصفة عامة ثابتة إلا انه يجب تطوير استخدامها بما يتماشى مع الاختراعات والتطورات العسكرية الحديثة وخصائص الوحدات المستخدمة فى القتال سواء السفن أو الطائرات وبالنسبة للاستراتيجية البحرية فإنها لم تتطور إلا بعد تطور وسائل دفع السفن البحرية بحيث أصبحت تستخدم البخار لتشغيل السفن وليس بالاعتماد على الريح كما سبق . وكانت هذه الخطوة الأولى فى وضع المبادئ الاستراتيجية البحرية الحديثة .
ويعتبر الأدميرال " ماهان " " ALFRED MAHAN " (1840 – 1914) أول من كتب فى موضوع الاستراتيجية البحرية وهو من ضباط البحرية الأمريكية وبدأ فى هذا النشاط وهو برتبة كابتن وله كتاب شهير فى موضوع الاستراتيجية البحرية تحت اسم " THE INFLUENCE OF SEA POWER ON HISTORY " أى تأثير القوة البحرية على تطور التاريخ .
مبادئ الاستراتيجية البحرية :-
تعتبر الاستراتيجية البحرية امتداداً للاستراتيجية العسكرية عموماً ومعظم المبادئ الاستراتيجية العسكرية تنطبق على الاستراتيجية البحرية والاختلاف الرئيسى هو ان القوة البحرية تعمل فى مجال آخر أى البحار وليس على الأرض وبالتالى ظهرت النظريات الجديدة فى مبادئ الاستراتيجية البحرية ونلخصها فى الآتى :-
إن المهمة الرئيسية للقوة البحرية هى إحراز السيطرة على البحار وذلك يعنى حرمان العدو من استخدام البحار سواء للنقل البحرى التجارى أو للتحركات العسكرية وفى نفس الوقت يجب ان توفر القوة البحرية حرية وأمن الإبحار لوحداتنا الحربية ولسفن الأسطول التجارى بما يخدم أعمال القتال وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة ومعاونة أعمال قتال القوات البرية .
طرق تحقيق السيطرة البحرية :-
توجد عدة طرق يمكن استخدامها لتحقيق السيطرة البحرية ويتم اختيار الأسلوب طبقاً لمقارنة القوات وطبيعة مسرح العمليات وسهولة التنفيذ ونلخص ذلك فى الآتى :-
1- أول اسلوب هو تدمير العدو البحرى لمنعه من التدخل ضد التحركات البحرية والأمر يبدو بسيطاً عند كتابته بهذا الشكل لكنه يحتاج لمعارك متكررة ويمكن أن يكون من الصعب تحقيق هذا الهدف بصورة متكاملة .
2- الحصار البحرى بمعنى حصار ماونئ وقواعد العدو البحرية لمنع خروج وحداته منها وذلك يتطلب درجة عالية من التفوق ويصعب تنفيذه مع وجود تدخل جوى معادى ومع ذلك يمكن تحقيق هذا الهدف باستخدام الألغام البحرية والاعتماد على الغواصات .
3- يمكن تحقيق هذا الهدف ببناء وتكوين قوة بحرية متفوقة ذات قدرات قتالية متميزة قد تجبر العدو على عدم المجازفة بالخروج للبحر لملاقاة هذه القوة المتفوقة و بالتالى يتحقق الهدف الرئيسى وهو إحراز السيطرة البحرية .
هذا ويجب ملاحظة ان جميع أعمال القتال البحرى أصبحت فى حاجة إلى تعاون وثيق مع القوة الجوية تحت ظروف الحرب الحديثة .
استراتيجية القوة البحرية :-
تنطبق على استراتيجية القوة الجوية نفس مبادئ الاستراتيجية العسكرية ويكون الأختلاف الأساسى فى الاستخدام التكتيكى نظراً لأختلاف مجال العمل واختلاف الوحدات أى الطائرات المستخدمة فى القتال الجوى .
الخلاصة
إن موضوع الاستراتيجية موضوع متفرع ومتشعب ويتطلب المزيد من الوقت لعرض جوانبه المختلفة ويجب وضع نصب أعيننا ان الاستراتيجية بمفردها لا تكفى للإعداد للحرب وممارسة القتال بل يجب ضم اجراءات أخرى مثل الفن التعبوى والتكتيك لأستكمال العناصر اللازمة للإعداد للحرب وممارسة القتال .
فريق بحرى أشرف محمد رفعت
قائد القوات البحرية الاسبق
لقد عرف الإنسان الصراعات و الحروب منذ القدم , والتاريخ ملئ بمثل هذه الأحداث التى هى دون شك من طبيعة الإنسان وكانت هذه الصراعات فى أول الأمر عبارة عن صراعات صغيرة يشترك فيها أعداد قليلة , وتكون فى الغالب ناتجة عن خلافات بين قبيلتين متجاوزتين على أحد مصادر المياه أو على ارض صالحة للزراعة أو المراعى أو ما شابه ذلك . وبالطبع كانت الأسلحة المستخدمة بسيطة ولا تخرج عن الحراب و السيوف والقوص والسهم .
ولقد تطور الأمر تدريجياً مع مرور الزمن وأصبحت هذه الخلافات ينتج عنها حروب استخدمت فيها أعداد كبيرة من الأفراد و الدخول فى معارك متعددة لإنهاء الخلافات بين الدول القديمة .
وفى واقع الأمر انه منذ عدة قرون قبل الميلاد ظهرت الجيوش والمعارك العسكرية وكان يتم ذلك تحت سيطرة قائد يتمتع بصفات فريدة إذ لم يكن فى هذا الوقت أى نوع من الدراسات العسكرية على مستوى التخطيط ولكن هؤلاء القادة أظهروا مقدرة فائقة لا تتمشى مع درجة العلم والمعرفة التى كانوا يتمتعون بها .
بل كان هذا الأمر عبارة عن قدرات شخصية لا تتوافر فى القائد العادى علماً بأن هؤلاء القادة العظام كانوا لديهم قدرة على فرض السيطرة التامة على جنودهم وبث الروح القتالية فيهم واقناعهم بالتفانى و التضحية فى سبيل تحقيق النصر .
أهم القادة العسكريين المشهورين فى العصر القديم :-
لقد ظهر عبر التاريخ قادة عسكريين استطاعوا ان يكونوا جيوش جرارة لها قدرة على خوض المعارك وتحقيق الانتصارات بالرغم من عدم دراستهم لأسس الاستراتيجية العسكرية ومنهم على سبيل المثال الآتى :-
الملك رمسيس الثانى (1304 – 1237 ق.م) RAMSES THE SECOND :-
أحد ملوك مصر الفرعونية وكان يمتاز بمقدرة عسكرية بارزة واستطاع ان يهزم الحيثيين , وكانت له معارك كثيرة أخرى واستطاع ان يحقق لمصر فترة طويلة من السلام وتميز عهده بالازدهار .
الاسكندر الأكبر (356 – 323 ق.م) ALEXANDER THE GREAT :-
وهو ملك مقدونيا الذى استطاع ان يكون جيش لديه قدرة قتالية فائقة وتمكن من الوصول بغزواته إلى بلاد الفرس حيث هزم ملك الفرس (داريوس) " DARIUS " وتمكن من احتلال مصر ايضاً .
جنكيز خان (1162 – 1227) GENGHIS KHAN :-
وهو مؤسس الإمبراطورية المغولية بعد ان كون جيش كبير من الفرسان الذين جندهم من القبائل المغولية واستطاع ان يدمر قوات التتار وقد وصلت جيوشه التى اتسمت بالشراسة و الوحشية إلى الصين وأخترقت حائط الصين العظيم واستمر فى الزحف حتى وصل إلى مشارف أوروبا علماً ان جيوش المغول كانت تثير الرعب فى القوات المعادية قبل بدء القتال .
ويلاحظ ان بمرور الومن اعتباراً من سنة 500 قبل الميلاد بدأت تظهر مبادئ أولية لتنظيم موضوع القتال , ووضع أسس له ويعتبر ذلك بداية لوضع فكر استراتيجى , كما كانت اول خطوة فى هذا الاتجاه إعداد بعض الأسس أطلق عليها " مبادئ الحرب " "
PRINCIPLES OF WAR " وهذه المبادئ كانت تلخص القواعد الأساسية التى يجب أن يلتزم بها القائد عند الإعداد للحرب وسوف نوضح فيما يلى أهم هذه الأسس .
مبادئ الحرب :-
يعتبر الفكر الاستراتيجى صان تزو الصينى : "SUN TZU " من أول المفكرين العسكريين الذين قاموا بوضع بيان بمبادئ الحرب وكان ذلك فى عام 500 ق.م ويمكن تلخيص هذه المبادئ فى الآتى :-
• ضرورة تحديد الهدف من الحرب بصورة واضحة ومحددة "OBJECTIVE " .
• ضرورة الأعتماد على العمل الهجومى وليس الدفاع فقط "OFFENSIVE " .
• أهمية التعاون بين القوات المشتركة فى الحرب : " CO.OPERATION " .
• ضرورة حشد القوات قبل الحرب بحيث يتوافر العدد اللازم من القوات والأسلحة والمؤن قبل اندلاع القتال : " CONCENTRATION OF FORCES " .
• الاقتصاد فى القوة بمعنى التوزيع السليم للقوة طبقاً للاتجاه الأهم مع عدم إضاعة مجهود فى اتجاهات ثانوية ويطلق عليها الاقتصاد فى القوة " ECONOMY " .
• خفة الحركة و المناورة بالقوات : " MANOEUVRE " .
• المفاجأة أى ضرورة مفاجأة العدو سواء بالوقت أو الفكرة أو فى الأسلحة والمعدات أو فى اتجاه الهجوم ويطلق على هذا الإجراء كلمة : " SURRISE " .
• السرية و المحافظة على المعلومات والتأمين : " SECURITY " .
• من النقاط الهامة فى التخطيط للحرب ان تكون الخطط واضحة وسهلة التنفيذ : " SIMPLICITY " .
• الخداع والتمويه : " DECEPTION " .
يجب الذكر ان نابليون وضع 115 نقطة هامة ضمن فكرته عن مبادئ الحرب ويجب ملاحظة ان معظم هذه المبادئ لازالت سارية ويجب الالتزام بها ولكن مع ضرورة تطوير اسلوب استخدامها طبقاً لتطور الأسلحة و المعدات .
بدء ظهور مبادئ مفهوم الاستراتيجية العسكرية :-
ان كلمة الاستارتيجية كلمة مأخوذة من الأصل اليونانى " STRATEGOS " وهى كلمة " STRATEGY " بالانجليزية أى فن الجنرال : " THE ART OF THE GENERAL " وقد بحث هذا الموضوع أى الاستراتيجية العسكرية من كافة جوانبه بواسطة المفكرين والقادة العسكريين لفترة طويلة ويوجد ثلاثة من المفكرين العظام الذين تعمقوا فى هذا الموضوع ولهم مؤلفات فى اصول الاستراتيجية العسكرية مازالت موضوع دراسة ونذكر فيما يلى بعد اهمهم .
1) المفكر العسكرى الصينى : صن تزو " SUN TZU " :-
وهو مؤلف المرجع الذى يعتبر الأول فى موضوع الاستراتيجية تحت اسم فن الحرب " THE ART OF WAR " ومازال هذا المرجع موضع دراسة من العسكريين .
2) ظهر مفكر جديد فى مجال الاستراتيجية العسكرية وذلك بعد مئات السنوات من كتاب صن تزو " SUN TZU " وهو كارل فون كلاوزويتز " CARL VON CLAUSEWITZ " وهو قائد عسكرى محنك من الجيش البروسى علماً بأن ألمانيا كانت جزء من البروسية " PRUSSIA " فى هذا الوقت (1780 – 1851) ويعتبر كارل فون كلاوزوتيز من المفكرين العسكريين المحترفين وكان له كتاب عن اصول القتال تحت اسم : " عن الحرب " " VOM KRIEGE " باللغة الألمانية .
3) من المؤلفين العسكريين المشهورين أيضاً مؤلف انجليزى اسمه : " ليدل هارت " " SIR BASIL HENRY LIDDELL HART " وكان للكتاب الذى قام بتأليفه تأثير كبير على تطور الاستراتيجية فى القرن العشرين علماً أن الكتاب يركز على استخدام المدرعات فى الحرب كما وضع بعض النظريات الجديدة فى مجال الاستراتيجية العسكرية .
تعريف الاستراتيجية العسكرية :-
تجرى محاولات عديدة لوضع تعريف مختصر لمفهوم الاستراتيجية العسكرية ولكن لازالت هناك العديد من الأفكار حول هذا الموضوع وممكن ذكر التعريف الآتى كمثال لهذه المحاولات :-
الاستراتيجية العسكرية :-
هى الاجراءات التى تتم فى نطاق التخطيط للعمليات الحربية وتحريك القوات وانتشارها وتجميعها قبل المعركة . كذلك تشمل الاستراتيجية الإجراءات التى تتخذ لخداع العدو ومفاجأته ويجب فى جميع الأحوال مراعاة ان الاستراتيجية العسكرية يجب ان تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية معينة بما يضمن أمن وسلامة الوطن وتحقيق الازدهار والتقدم ويجب ان تكون الأهداف السياسية لها أسبقية عن مجرد تحقيق الانتصارات العسكرية .
الاستراتيجية البحرية :-
لقد انبثقت من المؤلفات فى مجال الاستراتيجية العسكرية أفكار حول أعداد استراتيجية فى مجال الاستخدام للقوة البحرية أولاً ثم بالنسبة لاستخدام القوة الجوية فى الحرب الحديثة ومن الواضح أن المبادئ الاستراتيجية تكون بصفة عامة ثابتة إلا انه يجب تطوير استخدامها بما يتماشى مع الاختراعات والتطورات العسكرية الحديثة وخصائص الوحدات المستخدمة فى القتال سواء السفن أو الطائرات وبالنسبة للاستراتيجية البحرية فإنها لم تتطور إلا بعد تطور وسائل دفع السفن البحرية بحيث أصبحت تستخدم البخار لتشغيل السفن وليس بالاعتماد على الريح كما سبق . وكانت هذه الخطوة الأولى فى وضع المبادئ الاستراتيجية البحرية الحديثة .
ويعتبر الأدميرال " ماهان " " ALFRED MAHAN " (1840 – 1914) أول من كتب فى موضوع الاستراتيجية البحرية وهو من ضباط البحرية الأمريكية وبدأ فى هذا النشاط وهو برتبة كابتن وله كتاب شهير فى موضوع الاستراتيجية البحرية تحت اسم " THE INFLUENCE OF SEA POWER ON HISTORY " أى تأثير القوة البحرية على تطور التاريخ .
مبادئ الاستراتيجية البحرية :-
تعتبر الاستراتيجية البحرية امتداداً للاستراتيجية العسكرية عموماً ومعظم المبادئ الاستراتيجية العسكرية تنطبق على الاستراتيجية البحرية والاختلاف الرئيسى هو ان القوة البحرية تعمل فى مجال آخر أى البحار وليس على الأرض وبالتالى ظهرت النظريات الجديدة فى مبادئ الاستراتيجية البحرية ونلخصها فى الآتى :-
إن المهمة الرئيسية للقوة البحرية هى إحراز السيطرة على البحار وذلك يعنى حرمان العدو من استخدام البحار سواء للنقل البحرى التجارى أو للتحركات العسكرية وفى نفس الوقت يجب ان توفر القوة البحرية حرية وأمن الإبحار لوحداتنا الحربية ولسفن الأسطول التجارى بما يخدم أعمال القتال وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة ومعاونة أعمال قتال القوات البرية .
طرق تحقيق السيطرة البحرية :-
توجد عدة طرق يمكن استخدامها لتحقيق السيطرة البحرية ويتم اختيار الأسلوب طبقاً لمقارنة القوات وطبيعة مسرح العمليات وسهولة التنفيذ ونلخص ذلك فى الآتى :-
1- أول اسلوب هو تدمير العدو البحرى لمنعه من التدخل ضد التحركات البحرية والأمر يبدو بسيطاً عند كتابته بهذا الشكل لكنه يحتاج لمعارك متكررة ويمكن أن يكون من الصعب تحقيق هذا الهدف بصورة متكاملة .
2- الحصار البحرى بمعنى حصار ماونئ وقواعد العدو البحرية لمنع خروج وحداته منها وذلك يتطلب درجة عالية من التفوق ويصعب تنفيذه مع وجود تدخل جوى معادى ومع ذلك يمكن تحقيق هذا الهدف باستخدام الألغام البحرية والاعتماد على الغواصات .
3- يمكن تحقيق هذا الهدف ببناء وتكوين قوة بحرية متفوقة ذات قدرات قتالية متميزة قد تجبر العدو على عدم المجازفة بالخروج للبحر لملاقاة هذه القوة المتفوقة و بالتالى يتحقق الهدف الرئيسى وهو إحراز السيطرة البحرية .
هذا ويجب ملاحظة ان جميع أعمال القتال البحرى أصبحت فى حاجة إلى تعاون وثيق مع القوة الجوية تحت ظروف الحرب الحديثة .
استراتيجية القوة البحرية :-
تنطبق على استراتيجية القوة الجوية نفس مبادئ الاستراتيجية العسكرية ويكون الأختلاف الأساسى فى الاستخدام التكتيكى نظراً لأختلاف مجال العمل واختلاف الوحدات أى الطائرات المستخدمة فى القتال الجوى .
الخلاصة
إن موضوع الاستراتيجية موضوع متفرع ومتشعب ويتطلب المزيد من الوقت لعرض جوانبه المختلفة ويجب وضع نصب أعيننا ان الاستراتيجية بمفردها لا تكفى للإعداد للحرب وممارسة القتال بل يجب ضم اجراءات أخرى مثل الفن التعبوى والتكتيك لأستكمال العناصر اللازمة للإعداد للحرب وممارسة القتال .
فريق بحرى أشرف محمد رفعت
قائد القوات البحرية الاسبق
تابع بوابة روزا اليوسف علي