بقلم
ياسر صادق
الحق و الباطل!
12:00 ص - السبت 4 يناير 2014
بقلم : ياسر صادق
مهما بلغ الباطل فجره ومهما طغي و تكبر و تجبر وسيطر و بلغ مداه..ومهما انقلبت الحقائق و تراجع الحق..و اندهش انه وحيدا وطال الوقت و الزمن فان الحق سيظهر و يعود و يحصل كل شخص علي حقه..
يوما مشي الباطل مع الحق فقال الباطل :انا أعلي منك رأسا..فقال الحق: انا اثبت منك قدما..فقال الباطل انا اقوي منك!..فقال الحق:و انا ابقي منك..و رد الباطل انا معي الاقوياء و المترفون! قال الحق: "وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بأنفسهم و
مايشعرون"..فقال الباطل :استطيع ان اقتلك الان! فرد الحق: و لكن اولادي سيقتلونك و لو بعد حين!
اقول ذلك ونحن نعيش في زمان اختلط فيه الحق بالباطل و الكذب بالصدق و الجهل بالعلم..والمشكلة ان كل واحد يعتقد انه علي حق و يبرر لنفسه ما يفعل فلا يوجد احد يعترف بخطأه بالرغم من قناعته الداخلية بأنه علي باطل ..كما تلعب التربية و البيئة و الثقافة دوراكبيرا في تعريف مفهوم الحق و الباطل و يوجد ناس يرتكبون الخطأ و يقولون ما كل الناس بتعمل كده! كأن الناس هتنفعهم يوم يسألون عما ارتكبوه في دنياهم..
فلا تندهش عندما تجد من يقلبون الحقائق ويكذبون و يعتقدون انهم بذلك اذكياء و انهم ظفروا بما ظفروا ينظرون تحت اقدامهم ويعتقدون ان الدنيا ملك ايديهم و هم واهمون لا يعرفون انهم يسيرون في طريق الضلال وهم لا يشعرون فهل هناك افسد من فرعون بجبروته وطغيانه ثم كيف كانت نهايته!
و يقول الامام محمد الغزالي" فاذا احتدمت المعركة بين الحق و الباطل حتي بلغت ذروتها و قذف كل فريق بأخر ما لديه ليكسبها..فهناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته و يبلغ الحق فيها الحق اقصي محنته و الثبات في هذه الساعة الشديدة عندها ..فاذا ثبت تحول كل شئ عندها لمصلحته ..و هنا يبدأ الحق طريقه صاعدا ..و يبدأ البطل طريقه نازلا و تقرر باسم الله النهاية المرتقبة".. ويقول الامام علي بن ابي طالب" حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل انهم علي حق" ..و يقول الامام الشيخ محمد متولي الشعراوي " لا تطول معركة بين الحق و الباطل لان الباطل كان زهوقا"..
يجب ان نعلم ان الحياة هي مزيج بين الحق و الباطل فلولا الباطل ما عرفنا معني الحق و لولا الحق ما عرفت معني الباطل..فكيف نقيم الانسان السوي الخلوق و الانسان السئ الشرير الا بموقفهما من الحق و الباطل و يقول الامام الشيخ محمد عبده ان الصراع بين الحق و الباطل ممتد و انه سنة من سنن الاجتماع البشري وهو موضوع لن ينتهي الا مع قيام يوم القيامة!
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز