ريهام سعيد وبيترا لاسو وجهان لعملة واحدة

بقلم : اسلام ابو المجد

في لفتة غيرإنسانية او مهنية بالمرة بل إنها تعبر عن الشماتة والتشفي في مواطنين لاحول لهم ولا قوة ، ظهرت علينا المذيعة والممثلة احيانا ريهام سعيد بحلقة من برنامجها المثير للجدل " صبايا الخير " تعمدت فيها اهانة اللاجئين السوريين الفارين من شبح الموت وجحيم الحياة داخل سوريا . 

بدا المشهد وكأننا امام عمل سينمائي سخيف من حيث المضمون والتصوير والمونتاج والإخراج  ، سخيف حقا ليس فقط لانه من الناحية الفنية " متواضع " الا انه ايضا من الناحية المهنية يعد تعديا سافرا علي اخلاق المهنة وأهدافها . 

سيارة مكشوفة محملة ببعض الملابس والمعونات تستلقها ريهام في مشهد يظهرها وكأنها " صاحبة الفضل والنعمة " وتقوم بتوزيعها بطريقة مفتعلة وغير لائقة تعمدت فيها علي اذلال " عبيدها " وهم في الحقيقة اسيادنا جميعا . 

قالها الإعلامي يسري فوده وأكررها من جديد نحن بلا ادني شك امام بالوعة إعلامية لابد وان تنسد حتي لا تنتشر مياهها ورائحتها الكريهتين في الحقل الإعلامي فيتحول الي صرفا اعلاميا . 

ارادت المذيعة ان تحذر الشعوب من حتي التفكير بالخروج عن الحاكم  او الثورة او الرغبة في التغيير وإلا فإن مصيرهم كمصير هؤلاء المستضعفين ، ونسيت ريهام ان مصر شهدت حراكا شعبيا هائلا في ٢٥ يناير و ٣٠ يونيه اطاح برئيسين خالفا وعودهما امام شعبهم . 

قبل أسابيع تعمدت المذيعة اللامعة او مذيعة العفاريت والشعوذة كما يلقبها بعض نشطاء الانترنت في استفزاز والد الطفل الكردي الغارق ايلان والتي هزت صورته  العالم اجمع بتوجيه أسئلة غريبة حين دخلت معه في مشادة كلامية حول جدلية هل داعش تقتل الأطفال ام لا ؟ في مشهد لم تراعي فيه مشاعر الرجل وطبيعة الحالة المزاجية التي يمر بها بعد فقدان عائلته امام عينيه . 

ليست المرة الأولي التي تضرب فيها ريهام المهنية عرض الحائط ، فعندما شاهدت قبل أشهر حلقتها في القدس المحتلة بأدائها المبالغ تيقنت انني امام سطحية وفقر شديدين ، فقط أظهرت المذيعة من خلال تعليقاتها علي المشهد في القدس ورام الله جهلا عن طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي بشكل عام وما يجري في فلسطين ، فلا عجب ان تظهر المذيعة مذهولة  ومندهشة حين وقعت اشتباكات محدودة بين شبان فلسطينين وجيش الاختلال الاسرائيلي وكأنها لم تري هذا المشهد المتكرر يوميا عبر وسائل الاعلام وفي مقدمتهم القناة التي تعمل بها . 

في مقطع مثير للجدل تصر المذيعة عل عمل لقاء مع سيدة فلسطينية بدا علي وجهها علامات الحزن والاسى وتقوم ببيع الخضار علي الرصيف ورغم رفض السيدة المكلومة عمل اللقاء او التصوير كما بدا جليا عند إذاعة الحلقة  الا ان مذيعة صبايا الخير تعمدت التصوير معها وتوجيه الأسئلة لها وإذاعة الحلقة فيما بعد وهو امر مناف تماما لكافة الأعراف  المهنية . 

من وجهة نظري فإن  ما فعلته ريهام سعيد لا يختلف من حيث المضمون عن ما فعلته المصورة المجرية بيترا لاسو حين عرقلت احد اللاجئين السوريين وهو يحمل ابنه اثناء محاولته الفرار من طوَّق أمني في روزكي جنوب المجر ، الا ان قناة n1tv قامت بطرد المصورة واعتبرت ما قامت به عملا غير مقبول ، وعلي غرار هذا اتمني من ادراة القناة التي تعمل بها المذيعة سالفة الذكر ان تضع حدا لهذا العبث الإعلامي الذي يشوه شاشة تتسم بالمهنية والحيادية .