عاجل
الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بطل من ورق

بطل من ورق

بقلم : اسلام ابو المجد
كان المشهد قاسيا حينما توجهت الى مستفشى النيل بشبرا الخمية والتى يرقد بداخلها  جرحى  التفجير الارهابى الذى  استهدف مقر للامن الوطنى , جميع الطرق المؤيدة الى المستشفى مفروشة بالزجاج المحطم  واهلها يقفون خارج منازلهم لحصر التلفيات التى وقعت فى الابنية المجاورة للمبنى الامنى , حالة من العبث بدا عليها المشهد ,فأناس غارقون فى النوم يستيقظون بشكل مفاجئ على صوت انفجار هائل انهارت معم قلوبهم ومنازلهم ,ولما لا فقد ارعب صوت الانفجار سكان القاهرة والجيزة من اقصاها الى ادناها .
وفى الدور السادس فى المستشفى لاصوت يعلو فوق صوت  البكاء والدعاء,  حسبى الله ونعم الوكيل فى كل ظالم هذا هو سلاح اهالى الجرحى  فلا يملك هؤلاء الا الدعاء , بينما داخل الغرفة  التى يوجد بها المصابون لا فرق بين مدنى او عسكرى فالجيمع  هنا اكتوى بنار الارهاب التى باتت تستهدف الاخضر واليابس ,فالفاشلون لايرغبون فى استقرار امنى حتى ولو نسبى ,فالمعركة السياسية بينهم وبين السلطة مازالت مستمرة طالما الدعم الاقليمى والمادى مازال  هو الاخر قائما .
 
واثناء تجولى فى غرفة المصابين وقعت عينى على مشهد لايمكن ان  يمحى من ذاكرتى , مشهد دفع جميع عدسات الكاميرات الى التقاطه, مجندان لم يتعدا العقد الثالث من العمر وكل منهما على سريره ,ممسكين بايديهما متشبثين  فى الحياة تجمعها رابطة واحدة  هى الدفاع عن هذا الوطن ,  فقد وقفا معا ليلا فى مواجهة الارهاب فاصيبا معا , احدهما حالته خطرة واصابته فى الوجه والرقبة وغير مدرك  بما يجرى من حوله  والاخر اصابته فى القدم والبطن  وغير قادر على الحركة لكنه يحاول جاهدا ان يخفف من الام زميله , يبكى لان زميله لا يجاوبه  بينما ايديهما تعانق بعضها بعضا, لعلى فى هذا الاتصال الجسدى ما يجعل شريكه فى الوطن يعود الى الحياة من جديد .
 
 دخل قانون مكافحة الارهاب  الذى يعول عليه فى الحد من الجرائم الارهابية حيز التنفذ هذا صحيح لكن الرد من التنظيمات الارهابية كان سريعا وقاسيا  ما يستوجب ردا رسيما اكثر قوة وسرعة , رد لايقتصر على  صياغة قانون جديد فحسب او اتباع نفس السياسات الامنية المتكررة  فقد اثنيت  فى بعض الاحيان  فشلها ومحدوديتها فى مواجهة مثل هذه العمليات , نظرا لما تشهده الاعمال الارهابية من تطور نوعى .
 
الحل يكمن من وجهة نظرى  فى الاستماع الى صوت العقل ووضع خطط امنية فعالة وحاسمة , اضف الى ذلك الاهتمام بجميع الاصوات والاقلام الحرة المؤيدة والمعارضة للسياسات الامنية طالما انها جميعا تصب فى مصلحة الوطن , فالعجب كل العجب ان يحذر الكاتب الصحفى الاستاذ محمد طعمية فى مقاله بصحيفة الاهرام منذ اكثر من شهر تحت عنوان "شرطة مهنية لمواجهة الإرهاب"  مما وصفها بثغرات امنيةخطيرة فى المنطقة التى وقع فيها التفجير  شبيهة  بظروف محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق  شارحا  فى مقاله هذه الثغرات بالتحديد  دون ان يتحرك احد من المسؤولين,  اظن فقط  من استفاد بهذا  المقال هو من دبر هذه العملية وكأن السيناريو اُقتبس من  الفليم السينمائى الشهير " بطل من ورق " , الذى جسده الفنان ممدوح عبد العليم الذى يعمل روائيا قام بتأليف رواية تحوى عدد  من الجرائم سرقها مجهول ليقوم بتنفيذها حرفيا فى غفلة عن اجهزة الامن التى كانت تستيقظ دوما  فى احداث الفيلم متأخرة , وكأننا نتعمد فى مجتمعنا ان نصنع بطلا من ورق .
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز