انتفاضة غضب بالبرلمان ضد قانون الكونجرس بشأن أقباط مصر
كتبت - فريدة محمد
شهدت جلسة الاستماع التي تنظمها لجنتا الشؤون الخارجية، والدفاع والأمن القومي بمجلس النواب اليوم الأربعاء، جدلًا بشأن تداعيات القانون المعروض على الكونجرس الأمريكي والخاص بأوضاع الأقباط في مصر، وذلك في حضور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات وعدد من النواب.
كما شهدت انتفاضة غضب مسيحية إسلامية، شارك فيها جميع الأعضاء، معلنين رفضهم المطلق لمحاولات الكونجرس الأمريكي دق أسفين في الوحدة الوطنية بين عنصري الأمة، وألقى النواب بالكرة في ملعب الكونجرس الأمريكي ووجهوا دعوة مفتوحة إليهم لزيارة مصر ليروا الأوضاع على الطبيعة، مؤكدين رفضهم التدخل الخارجي في شؤون الأقباط المصريين شكلا وموضوعا.
فيما دعا عدد من النواب إلى عقد جلسة استماع داخل البرلمان لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة والوقوف على ما يشهده السود من تعذيب وتنكيل على يد الأمريكان البيض.
بينما أكد النواب، أقباط ومسيحين، أن مصر وشعبها نسيج واحد من قبل الفتح الإسلامي وحتى الآن، كما أكدوا أن الشعب المصري أقباط ومسلمين، محظوظين بوجود قيادة سياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحرص دائمًا في جميع خطاباته لتصحيح ثلاث مفاهيم، حول نظرة المجتمع للمرأة، والوحدة الوطنية، والشباب.
قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن المذكرة المقدمة من إحدى المنظمات إلى 6 نواب بالكونجرس الأمريكي تزعم تعرض أقباط مصر لسوء المعاملة، تأتي بناء على جلسة استماع خصصت داخل الكونجرس عن القضايا المصرية وتم خلالها الاستماع لجميع الأطراف ومنها منظمة التضامن القبطي دون وجود ممثل للجانب المصري.
وأضاف رشوان، أن المذكرة تتضمن مجموعه من المقدمات تتحدث عن وجود تمييز ضد الأقباط في مصر دون تقديم أي دليل أو واقعة محددة، مشيرا إلى أن المذكرة أدعت وجود مجتمع تمييزي في مصر وأن الأقباط اصبحوا معرضين للخطر علاوة أن ادعاءات بشأن تعرضهم لأعمال عنف.
وتابع رشوان أن يد الإرهاب ضربت المسلمين والمسيحيين دون تفرقة، فمثلما شهدت الكنائس أحداث إرهابية كذلك المساجد، وبالتالي فوجود ادعاءات عن التقصير الحكومي إزاء الأقباط فهو في غير محله.
ولفت رشوان إلى إنه إذا يجب الرد على مزاعم أن هناك تقصيرا حكوميا حسبما يزعمون تجاه الأقباط، وما يتعلق بضحايا الأقباط في العمليات الإرهابية، مشيرا إلى أن يد الإرهاب تطول الجميع وإلا كيف نفسر سقوط المئات من شهداء قوات الأمن.
وشدد رشوان، على ضرورة الإعلان رسميا عن عدد الكنائس في مصر والتي يصل عددها إلى الآلاف، علاوة عن توضيح حقيقة مواد قانون إعادة بناء وترميم الكنائس.
ونوه رشوان إلى أهمية استمرار التواصل مع الكونجرس ودعوة أعضائه، لا سيما أن المشكلة الجوهرية فيما يتعلق بهذه المذكرة أنها قامت على شهادة رئيس جمعية التضامن القبطي، فيما لم تقدم أي معلومة واحدة حول هذه المنظمة.
وقال "رشوان"، إن الممثلين للأقباط داخل مجلس النواب المصري، الذين تم تفويضهم من الشعب المصري، هم المنوط بهم التعبير عن مشكلات الأقباط، وأي كلام غير ذلك يكون ادعاء.
وشدد "رشوان"، على ضرورة توضيح من يمثل الأقباط سواء كان ذلك سياسيًا أو قانونيًا، متسائلًا: من يمثل الأقباط في الخارج، هل أقباط المهجر أم الكنيسة أم الأقباط النواب، هذا الأمر في غاية الأهمية ويجب توضيحه، وعلى النظام الأمريكي التفرقة جيدًا بين من يمثل الأقباط ومن يدعى تمثيلهم.
واستطرد: العلاقات بين الدول تقوم على أساس السيادة، والتدخل في شؤون الدول بغير ما ينظمه القانون الدولي يعد تدخلًا مرفوضًا، لا سيما أن الهدف الرئيسي للمذكرة التي تقدمت بها إحدى المنظمات القبطية للكونجرس، هو التأثير والضغط على مصر فيما يتعلق بالمعونة الأمريكية الاقتصادية والعسكرية لمصر.
وتابع: يجب أن يكون ذلك محل حوار بين مصر والإدارة الأمريكية، ومعرفة هل العلاقة بين الطرفين عبارة عن علاقات استراتيجية أم مجرد علاقة عادية تتأثر لضغوط، حتى يكون من حق مصر اتخاذ إجراءات لعدم الضغط عليها.
وأوضح أنه من الضروري إعادة النظر في المستحقات الدستورية وأبرزها قانون مكافحة التمييز الذي يعد استحقاق دستوري، وذلك بتشكيل مفوضية مكافحة التمييز، والإسراع في إقرار قانون الأحوال الشخصية الخاص بالأقباط، والذي تأخر كثيرًا، وعلى الكنائس سرعة التقدم به.
وأكد "رشوان"، أن المزاعم التي تتردد بشأن التهجير القسري، حظره الدستور المصري، ويعاقب عليه القانون، ومخالفته جريمة لا تسقط بالتقادم، مشيرًا إلى أن المادة 14 بالدستور التي تلزم بالمساواة بين الجميع في كل شيء، وتوزيع الوظائف دون وساطة.
قال النائب كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إنه لا أحد يستطيع أن يزايد على الوحدة الوطنية للمصريين في الداخل والخارج على مدار التاريخ.
وقال "عامر"، أثناء خدمتي في الجيش كان لنا قادة ومرؤوسون من الأقباط، وكنا نتبادل الدماء لبعضنا البعض، مضيفا: بعد ثورة يناير تعرضت مصر لتحديات وقال البابا شنودة مصر وطن يعيش فينا، وعندما تم استهداف الكنائس، قال البابا تواضروس، وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن.
وتابع: المحاولات الآن لاستغلال وإثارة الفتنة بين الطرفين، يريدون اللعب على هذه الناحية للضغط على مصر.
وقال "عامر"، إن مصر لديها علاقة ممتدة مع أمريكا في مختلف المجالات، ومصالح مشتركة، في إطار الندية وليس التبعية، وما يقدم ليس معونات ولكن مساعدات بقيمة 1.3 مليار دولار.
واستطرد: علاقتنا مع أمريكا استراتيجية تحقق مصالح البلدين، والجيش المصري يرتبط بصداقة مع الجيش الأمريكي، لدبنا صواريخ وطائرات ودبابات أمريكية، والشعب الأمريكي مألوف وليس له علاقة ببعض سياسات دولته.
وحذر "عامر" من وجود قوي كارهة تريد أن تضعف مصر وتؤثر على استقرارها.
وأكد النائب كريم درويش، الذي تحدث باسم ائتلاف دعم مصر قائلًا، إن مصر لا تتأثر مطلقًا بمثل هذه المحاولات الفاشلة، لكننا جئنا اليوم لنوضح ما جاء بالمذكرة المغلوطة المعروضة على الكونجرس الأمريكي، وهذا واجبنا، خاصة أن الكونجرس قد دأب على إصدار تقارير لا تخص الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أمر غير مقبول ونرفضه.
وقال " درويش"، إن أقباط مصر يتمتعون بانتمائهم لمصر وقوانينها، ويرفضون تدخل أي دولة في الشأن الداخلي لمصر، أو التعامل معهم على أنهم " أقلية"، مشيرًا إلى أن مصر وشعبها عنصر واحد، وهذا ما أكدته الكنائس المصرية الثلاث في أكثر من مناسبة.
وقال" درويش" إن المشاكل التي يعاني منها الأقباط، هي نفس المشاكل التي يعاني منها المسلمون، أو بمعنى أدق الشعب المصري، وهي مشاكل متعلقة بالتعليم والصحة والإرهاب الذي يستهدف الكنائس والمساجد.
ووجه "درويش" رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمواجهة الإرهاب، ودعم الدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب، بدلا من الاعتماد على تقارير لا تعبر عن الواقع.
وقال "درويش" إن المثير للدهشة أن من كتب تقارير عن اضطهاد الأقباط في مصر، لم يزر مصر مطلقًا، ومن هنا نحن أعضاء مجلس النواب نوجة العوة لأعضاء من الكونجرس الأمريكي لزيارة مصر ،بدلا من الاعتماد على تقارير غير موثوقة.
وأكدت مارجريت عازر وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب رفضها التدخل في الشأن الداخلي المصري من أي جهة أو دولة، وقالت نحن نفتخر في مصر، بالأزهر الشريف منارة العلم والوسطية، والكنيسة المصرية رمز الوطنية.
وأكدت "عازر"، أن المسيحيين بمصر ليسوا أقلية كما يزعم البعض ولهم جميع الحقوق وعليهم نفس الواجبات التي أقرها الدستور المصري لجميع المصريين، مؤكدة رفضها أن يكون الملف القبطي منفذ للتدخل في الشأن المصري.
وقالت عازر، إن الشعب المصري دائما وأبدًا يتصدى ويقهر جميع المحاولات والمؤامرات عبر التاريخ سعيا تفتيت مصر عن طريق وحدته الوطنية، مشيرة إلى أن هناك بعض المشاكل لكن المصريين وحدهم هم القادرون على حلها، فهم صمام الأمان؛ حيث إن بعض التيارات المتطرفة بثت أفكارها المسمومة داخل بعض فئات الشعب مستغله الجانب الديني. وأضافت عازر، إن جميع هذه الأفكار المسمومة بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي السمحة، فجميع المصريين يعيشون سويا في تسامح مستشهدة بدائرة شبرا التي تعد رمزا للوحدة الوطنية.
وأكدت عازر، قدرة مصر التصدي لما تحاول التيارات المغرضة تصديره للغرب، مشيرة إلى أن مصر هي التي تحملت فاتورة إجهاض الإرهاب في المنطقة، وكذلك المخطط الصهيوني الأمريكي في الشرق الأوسط لتفتيت المنطقة.
وقلل النائب مجدي ملك عضو مجلس النواب، من المذكرة المعروضة على الكونجرس، مشيرًا إلى أنه ليس منزعجا تلك المذكرة بشأن أوضاع الأقباط بمصر.
واضح أن كل من المصريين الأقباط لا يقبلون الحماية والوصاية من الخارج، ويحتكمون إلى الدستور المصري.
وتابع، إن المشكلات التي نتعرض لها مصر تأتي من استهداف الدولة المصرية وملف الأقباط هو أحد الملفات، وقد أكد كل من الأزهر والكنيسة موقفهما الرافض لاستغلال ذلك الملف.
وأضاف "ملك"، إن محافظة المنيا بها نحو 2688 قرية ونجع، وإنما شهدته من حوادث إرهابية ٣٧ حادثة طائفية بما يمثل 2 في المائة من محافظة المنيا، وهذه نسبة لا تمثل ظاهرة.
وقال اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب، إن المذكرة المقدمة إلى الكونجرس بشأن أوضاع الأقباط بمصر، تؤكد نجاح المشروع المصري.
وأضاف بخيت، إن جماعة الإخوان هي أكبر منظمة تدفع أموال للكونجرس الأمريكي لإثارة مثل تلك الملفات، موضحا أن الإخوان كانوا يعملون من قبل على عدة حقوق منها حقوق المرأة والتعليم والإنسان وغيرها، إلا أن ملف الأقباط هو الملف الجديد الذي يلعبون عليه. وطالب بخيت بسرعة التحرك، لمواجهة مثل تلك التحركات المشبوهة.
وطالب النائب طارق الخولي بضرورة الدعوة لعقد اجتماع لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما أن الأمريكان يحاولون التدخل في شؤوننا الداخلية ويجب معاملتهم بالمثل.
وأكد الخولي أن الولايات المتحدة تهدف إلى شق وحدة الصف الوطني وتحاول تصدير الأزمات.
فيما اتفق النائب أسامة شرشر مع مطالب النائب طارق الخولي بضرورة عقد جلسة استماع لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في أمريكا، لافتا إلى أن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عليها دور خطير في الأيام القليلة المقبلة للدفاع عن الدولة المصرية، منتقدا تقرير الكونجرس الأمريكي حول أوضاع الأقباط في مصر قائلا: "اللي متغطي بالأمريكان عريان".
وأضاف، إن ما تفعله الإدارة الأمريكية تدخل سافر في شؤوننا الخارجية، لافتا إلى ظهور تلك الادعاءات في الوقت الحالي هو الضغط على مصر لعدم مساندة القضية الفلسطينية، وهي الخطة التي أعلن عنها ترامب.