عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يسألون عن فستان روبى وأنغام وآمال

يسألون عن فستان روبى وأنغام وآمال

 ليس لديهم سوى أنهم يطيلون النظر فى فتحة صدر الفستان،  أو  يدققون كم سنتيمتر فوق  الركبة،  وهو ما سبق أن تورط فيه نقيب الموسيقيين المستقيل هانى شاكر،  عندما بدد طاقته فى مثل هذه الأمور الشكلية  وذلك مع  بداية السنوات السبع «العجاف» التي تولى فيها رئاسة نقابة الموسيقيين،  وبعد أن تحول الأمر إلى نكتة  سخيفة،  واكتشف استحالة تطبيق هذه الأفكار «الخزعبلية» التي تخاصم الزمن والمنطق والحياة، انزلقت قدمه  أكثر  فى قضية «أغانى المهرجانات»،  مبددًا  الطاقة فى قضايا  شكلية،  وفى النهاية لم يجد أمامه سوى الاستقالة،  والحصول على الجنسية «الكاريبية» لحفظ ماء الوجه.



 

 تستطيع أن تلمح من يورطون الوطن من خلال تفاصيل متعددة،  حتى لو تدثرت بعض أفكارهم  عنوة   برداء العادات والتقاليد والمحددات الدينية،  والحلال والحرام،   إلا أنها  فى الحقيقة تسعى لما هو أبعد،  وضرب أى محاولة للإحساس بالحياة،  هم يريدونها فقط على مزاجهم وقوانينهم،  وهكذا مثلا تجد من يسأل عن فستان روبى أو أنغام أو آمال  فى الحفل، ويصبح كل هدفه المصادرة،  لأن الفستان من وجهة نظره يتعارض مع «الاستريوتايب» الذي يعتقد أنه فقط المسموح به لأنه عليه «ختم النسر»، مؤكد تذكرت سيدة «الشبشب» التي كانت تضرب فى محطة المترو كل من لا ترتدى الحجاب،  لديها قانون خاص تعتنقه وتعتقد أن كل من يخالف هذا «الناموس»  لا يستحق أن يجد لنفسه مكاناً فى الدنيا،  حتى لو كان مجرد مقعد فى «المترو».

 

كثير مما نتابعه الآن تستطيع أن تلمح فيه كل تفاصيل العدوان على حق الناس فى  الاختيار،  هم أعداء الحياة،  بينما يحاولون إيهام الناس أنهم حماة الأخلاق والفضيلة،  الوجه الآخر  لأعداء الحياة  فى كل الدنيا أنهم أعداء الجمال،  علينا أن نواجههم  بالإصرار على أن نعيش  الحياة،  هؤلاء المرضى تجدهم  هنا وهناك،  ولا يوجد لدينا سوى سلاح واحد  وهو أن نواصل الاحتفاء بالحياة، استوقفنى قبل يومين ما جرى فى بيروت،  أقيمت مسابقة لاختيار ملكة جمال لبنان،  وكانت مصر تقيمها  فى الماضى وسط حفاوة إعلامية ولكننا بسبب تلك الأصوات الزاعقة،  أصبحنا نقيمها على استحياء،  بينما فى بيروت كان حدثًا إعلاميًا من الطراز الأول، وتسابقت الفضائيات  والصحافة والمواقع لتغطيته  وغنت نانسى عجرم فى الحفل.

 

‎الشعب يعيش الحياة بكل أبعادها مهما كانت المعاناة تنتصر الرغبة فى الجمال.

 

فى الشارع اللبنانى تجد كل الأطياف والعقائد والأديان؛ بل إن النظام اللبنانى السياسى وهذا هو عمق المأساة يرسخ تلك الطائفية عندما يحدد ديانة وطائفة الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وغيرها  من المقاعد الرئيسية بحجة أنه يواجه الطائفية،   إلا أنه فى الحقيقة يواجه الطائفية بالإمعان  فى الطائفية، حتمًا مع الأيام ستذوب تلك الفوارق فى النظام السياسى، لأن الشارع اللبناني، يتوق للحرية. واجهوهم بالغناء ومسابقات الجمال،  ستجدهم مثل أى فقاعة تنقشع  فى لحظات، هم  الآن يطيلون  النظر فى فساتين روبى وأنغام وآمال،  يريدون لفت الانتباه بعيدًا عن الهدف، لا تعروهم انتباهًا  وواصلوا  الحفلات!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز