عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"الفتنة الكروية".. فيروس في جسد الملاعب المصرية

"الفتنة الكروية".. فيروس في جسد الملاعب المصرية

كل فرد يعيش في أى مجتمع له حقوق وعليه واجبات، من هذه الحقوق حرية اختيارك للفريق الذي تريد أن تشجعه، وتربطك به علاقة انتماء كروي، حيث تداوم على متابعة أخباره أولا بأول وتشاهد مبارياته، والسعادة تغمر قلبك في حال فوزه وحصده البطولات سواء في الداخل أو الخارج، وتحزن عندما يخفق في مباراة أو يتعثر في بطولة، كل هذا أمر طبيعي ويحدث في أرجاء العالم بأكمله.



 

المعتاد والمألوف أن دعمك ومساندتك لفريقك في المسابقات المحلية يجعلك تتمنى له الفوز على كل الفرق المنافسة له، ولكن عندما تشارك إحدى الفرق المحلية المنافسة لفريقك في البطولات الدولية أو الإفريقية، الأمر هنا يختلف بكونها تلعب باسم الدولة "مصر" .

"التعصب" في التشجيع الكروي موجود في كل البلدان بأشكاله المختلفة، ولكن عندما يصل هذا التشجيع إلى مساندة الفرق الأجنبية في حال اللعب مع الفريق المنافس لفريقك المحلي الذي يلعب باسم الوطن، فهذا يعتبر خطأ كبيرا ومرفوض جملة  وتفصيلا، من الواجب والضروري أن ننحي انتماءاتنا الكروية جانبا ويطغى الانتماء الأكبر للوطن.

هناك أسباب عديدة ساهمت في حقن الجماهير وزيادة مساحة التعصب بينها، منها المحللون الذين يطلقون التصريحات العدائية عبر استوديوهات التحليل أو القنوات الخاصة للأندية أو البرامج الرياضية، بالإضافة إلى الأقلام التي تكتب وتنشر الأخبار نقلا عن مواقع التواصل الاجتماعي دون التحري من صحة المعلومة أو الخبر .

المدهش والمثير في الموضوع تحول عدد كبير من الجماهير إلى محللين رياضيين على المنصات الرقمية "اليوتيوب، والتيك توك" يطلقون الشائعات ويوجهون الاتهامات دون رادع أو رقيب، وأحيانا تفاجأ بمعلق المباراة هو الآخر يخرج عن النص ويظهر انحيازه  وانتماءه لفريق ما، مما يسفر عن حالة غضب وشحن بين الجماهير.

هناك الكثيرون الذين ينساقون خلف الشائعات التي تطلق بهدف شحن وإثارة الفتن بين الجماهير "المشجعين"، خاصة فريقي "الزمالك والأهلي"، مما أسفر عن ظهور جيل من المشجعين الشباب المتأثرين بشكل قوي بالرسائل السلبية التي تنتشر حولهم في صورة فتن كروية، أدى ذلك إلى أن تحولت مباراة كرة القدم إلى موقعة حربية وأصبح الفريق المنافس لفريقه هو العدو اللدود.

رغم تلك الأمور التي تعكس الصورة  الخاطئة للتشجيع الكروي التي وصل إليها الغالبية العظمى من مشجعي كرة القدم، إلّا أن هناك العديد من اللاعبين تربطهم علاقة طيبة  وصداقة ببعضهم البعض، تظهر عندما يجتمعون في المناسبات وفى معسكرات المنتخب، وهنا الكل يلعب باسم الوطن ولا  يوجد لاعب زملكاوي أو أهلاوي أو اسمعلاوي أو اتحاداوي، الكل يلعب باسم مصر.

أتعجب جدا عندما أتابع كرة "الصالات" وأجد العلاقة الطيبة بين الفرق المتنافسة، بالإضافة إلى ثقافة الجمهور المشجع لتلك الألعاب، حيث تجد أن بطولات هذه الألعاب تمر بهدوء وبشكل حضاري.

المنتصر يشد من أزر المهزوم ويسانده، والمهزوم يهنئ الفائز، وفي النهاية لا نسمع أي أخبار عدائية أو مشاحنات بين اللاعبين أو الجمهور مثل ما يحدث في لعبة كرة القدم، ربما يرجع ذلك إلى عدم تسليط الضوء عليها مقارنة بكرة القدم.

الآن لم يعد الأمر يتوقف عند فوز فريق على الآخر بل ظهرت نغمة أخرى وهى السخرية  والتنمر "التحفيل"، بالإضافة إلى انتشار الكراهية بين جماهير الفريقين المتنافسين، خاصة قبل وبعد مباراة القطبين "الدربي"، و لم تعد الروح الرياضية موجودة وغابت ثقافة تقبل الهزيمة والفرحة بالفوز .

أخيرا وليس آخرا عندما زادت مساحة التعصب بشكل فاق الحد وانتشرت الفتن الكروية، أصبح التشجيع الكروي خطأ كبيرا، وللأسف تحول هذا الخطأ إلى خطيئة عندما انحرف التشجيع عن مساره ومفهومه الحقيقي، وابتعد البعض عن الهدف المنشود من الرياضة، وغابت الروح و الأخلاق الرياضية، وظهر  سلوك التنافس غير الشريف،  وطغى انتماء الفريق على انتماء الوطن..! .

الأمر الذي وصل إلى أن أصبحت الفتنة الكروية  فيروسا في جسد الملاعب المصرية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز