عاجل
السبت 14 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

"ذا ديبلومات": احترار المناخ يضر باقتصاد الصين وسلاسل التوريد العالمية

أكدت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية أن تعرض الصين للتغيرات المناخية وظاهرة ارتفاع الحرارة من شأنه أن يضر باقتصاد البلاد المرتبط بسلاسل التوريد العالمية .



 

وذكر تقرير دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية المتخصصة في الشؤون الآسيوية أن ظاهرة الإحترار التي تتعرض لها الصين (والعالم) تزامنت مع تعرضها لنقص الطاقة بسبب عدم كفاية إمدادات الكهرباء لتلبية الطلب المتزايد، إذ أقدمت العديد من المصانع على تقليل ساعات عملها أو حتى إغلاقها بالكامل امتثالًا لقيود استهلاك الطاقة لذلك تأثر ما يقرب من نصف النشاط الصناعي في الصين سلبًا، مما أدى إلى انخفاض في النمو الاقتصادي بنسبة 1 في المائة أو أكثر ، كما امتد التأثير إلى سلاسل التوريد العالمية .

ورأى التقرير انه مع اشتعال موجات الحر في جميع أنحاء البلاد، ستعاني الصين من الآثار الاقتصادية للحرارة الشديدة، من خلال تقنين الطاقة، وخفض انتاج المحاصيل، مشيراً إلى أن ارتفاع الحرارة يمثل إزعاجاً للصين إذ تتحدى هذه الظاهرة الأفراد والشركات في القيام بالأنشطة اليومية، وسط تأثر أكثر من 600 مليون شخص، حيث أبلغت بعض المدن عن وفيات جراء الحرارة، كما تأثرت البنية التحتية مثل السدود، والتي ستواجه ضغوطًا لأن الحرارة تذيب الأنهار الجليدية .

ونوه التقرير إلى تعرض شبكة الكهرباء لضغوط بسبب زيادة الطلب على أجهزة تكييف الهواء في المنازل والمكاتب، حيث طلبت مقاطعة تشجيانج بالفعل من المنازل والشركات توفير الطاقة وقامت بترشيد إمدادات الطاقة للشركات كثيفة الاستهلاك، بما في ذلك منتجي المنسوجات، وسجل استهلاك الكهرباء مستويات قياسية في مقاطعتي شاندونج وخنان بسبب زيادة استخدام أجهزة التكييف .

ورصد التقرير ما أصدرته أحد مؤسسات الاستشارات العالمية عن تأثر قطاع الزراعة في الصين بارتفاع الحرارة حيث يؤدي تغير المناخ لتقليل محاصيل القمح والذرة والأرز بنسبة 10 في المائة كل عام، كما تنتج الصين ربع الحبوب في العالم ، لذا فإن انخفاض القدرة المتزايدة على الانتاج الزراعي في الصين سيؤدي إلى انخفاض الأمن الغذائي المحلي والعالمي .

وأكد التقرير أن ارتفاع درجات الحرارة أسهم في انخفاض إنتاجية العاملين سواء العاملين خارج المكاتب أو داخلها، حيث تسمح بعض أماكن العمل بارتفاع درجات الحرارة إلى حد ما لتعويض تكاليف التبريد المرتفعة في الداخل، وأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في أستراليا (على سبيل المثال) على كل من العاملين في الداخل والخارج أن الحرارة الشديدة أدت إلى خسارة 1.2 في المائة من الدخل الإنتاجي سنويًا. وتوقع التقرير أن تتواصل موجات الحر الشديد في المستقبل، مع زيادة متوسط درجات الحرارة العالمية، ومن المرجح أن تكون المناطق الشمالية الشرقية والشرقية من الصين هي الأكثر تأثراً، حيث من المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة بأكثر من 5 درجات مئوية كما ترتفع معدلات الرطوبة.

وذكر أن تقييم المصادر المختلفة للخسائر الاقتصادية بسبب الحرارة الشديدة في الصين يعد أمرًا صعبًا للغاية نظرًا لوجود العديد من العوامل التي يجب قياسها في وقت واحد، وتؤثر الإنتاجية الضعيفة أيضًا على بقية العالم ، نظرًا لأن الصين مندمجة في سلاسل التوريد العالمية، وهناك استنتاج رئيسي واحد من دراسة الآثار الاقتصادية للحرارة الشديدة، حيث "يجب على الدول أن تسعى جاهدة لإبطاء أو إيقاف تقدم تغير المناخ ، المسؤول عن ظاهرة الحرارة الشديدة".  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز