عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الفضائيات العشوائية " فيروس" في جسد الوسائل الإعلامية

الفضائيات العشوائية " فيروس" في جسد الوسائل الإعلامية

"الإعلام" هو المظلة الكبيرة التي تحتوي كافة وسائل و قنوات الاتصال الجماهيري "مرئي، مكتوب، مسموع".



يلعب الإعلام دورًا هامًا في المجتمع حيث يؤثر في تشكيل الوعي والثقافة لدى الكثيرين من خلال المعلومات التي تنشر أو تبث عبره.

رغم الدور الذي يقوم به المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي "كرم جبر"، وبالإضافة إلى جهود الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية، في محاربة المنابر الإعلامية العشوائية، خاصة القنوات الفضائية غير الرسمية التي تبث إرسالها من خارج استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي، دون تراخيص أو رقابة أو تقنين لأوضاعها القانونية.

إلّا أن هناك العشرات من القنوات الفضائية التي تعمل بشكل غير رسمي ومهني، تبث إرسالها من خارج المناطق الإعلامية المعتمدة، و تحولت تلك الفضائيات إلى أفاعي تبث سمومها في جسد الجميع من خلال ما تقدمه من برامج وإعلانات وغيرها من محتوى ليس له أي علاقة بالمادة الإعلامية لا من قريب أو بعيد.

المشكلة تكمن في أن هذه النوعية من القنوات تدخل البيوت من خلال برامج يقدمها أشخاص يدعون أنهم إعلاميين أو محللين سياسيين واستراتيجيين، وفي النهاية يقع المشاهد فريسة لهؤلاء المدعين.

الغريب في الأمر أن الغالبية العظمى من القنوات الفضائية إذا لم يكن كلها أصبحت متخصصة في نشر وتسويق والترويج لإعلانات لمنتجات جنسية بشكل فج ووقح ومتكرر على مدار الساعة.

كما أصبحت إعلانات السلع الوهمية هي السائدة، خاصة بعد استخدامهم طريقة التسويق عبر الإنترنت أو المحمول وتوصيل السلع عن طريق مندوب إلى المنازل، وفي هذه اللحظة يفاجأ المشتري بعدم جودة السلعة مقارنة بما شاهده في الإعلان بالإضافة إلى عدم جديتها.

لم ينته الأمر عند هذا الحد بل امتد لكي يشمل الإعلان عن أدوية غير تابعة لوزارة الصحة، فضلاً على ظهور منتحلي الصفة "أطباء تغذية و نحافة و سمنة" يطلقون نصائحهم الطبية وطريقة استخدام هذه المنتجات بهدف العلاج، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الأشخاص "ممثلين" يروون قصص نجاح مزيفة للمنتج، بهدف التأثير على المشاهد من أجل الشراء. 

مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا لهؤلاء النصابين الذين هدفهم الأول والأخير الدعاية والتسويق لتلك المنتجات وتحقيق المزيد من الأرباح دون النظر لما قد تسببه هذه المنتجات من أضرار على صحة من يستخدمونها.

بالإضافة إلي عرض منتجات غير موثوق بها و منتجات مقلدة "كوبي" لمنتج مشهور ومعروف. كما تم رصد عدد كبير من القنوات باسم نجوم أو أفلام أو شخصيات فنية مثل قناة "اللمبي- مافيا- حبيشة" وغيرها من أسماء لا ترتقي إلى أن تطلق على قناة فضائية، في حين يتخصص البعض منها في سرقة الأفلام من السينما وعرضها دون ترخيص، مما يضر بالمنتجين وصناعة السينما المصرية.

الجدير بالإشارة أن اللائحة التنفيذية للقانون رقم 180 لسنة 2018 لتنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، جاء بمواده حظر حيازة أو تركيب أو تشغيل أي أجهزة ثابتة أو محمولة للبث عبر الأقمار الصناعية أو شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" دون استخراج التراخيص اللازمة من المجلس الأعلى، و لا يجوز البث أو إعادة البث من خارج المناطق الإعلامية المعتمدة، وفي حالة ضبط تشغيل أو حيازة أجهزة بث غير مرخصة يعاقب الحائز بمصادرة هذه الأجهزة و الحبس و الغرامة.

أخيرًا و ليس آخرًا.. أصبح  من الضروري وضع ضوابط أخلاقية وقانونية للمحتوى الذي يعرض على كافة المنصات الإعلامية، وضرورة تقنين أوضاع الوسائل الإعلامية قانونيًا، مما يسهم في اختفاء ظاهرة الفضائيات العشوائية التي أصبحت فيروس في جسد الإعلام المصري.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز