عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شهامة المصريين

همس الكلمات..

شهامة المصريين

جدعنة المصريين ليس لها مثيل، وهناك مواقف بطولية لا تعد ولا تحصى كانت دائمًا مثالًا للتفاخر وترديد: "هما دولا المصريين".



 

فالمصري تميز بالشهامة والجدعنة والنخوة والاحترام، والكرم ومساعدة الغير، ويظهر معدنه الطيب الأصيل وقت الشدة والأزمات.

 

 

ولكن للأسف، وسط تلك الجدعنة والشهامة دار في ذهني سؤال صعب، أين ذهبت تلك الشهامة وقت حدوث جريمة قتل "نيرة أشرف" طالبة المنصورة التي هزت قلوبنا جميعًا وأصبحت قضية رأي عام؟!

 

 

مع الإيمان أن ذلك قدرها، ولكن كان من الممكن إنقاذها، حيث أكد شهود العيان أن القاتل بدأ بطعنها عدة طعنات، وللأسف لم تظهر النخوة أو الشهامة لدى أحد من الواقفين، ولم يتدخلوا لمنع وقوع الجريمة، رغم إمكانية ذلك، واستمرت الجريمة حتى نحرت المجني عليها. 

 

 

كان هناك عدد كبير من الطلاب وأفراد أمن الجامعة، وعمال محلات بمحيط الواقعة.. الكل لم تظهر شهامته.. ولو كانوا تكتلوا جميعًا بشهامة المصريين المعروفة، دون خوف، لكانوا سيطروا على ذلك المجرم. 

 

 

وما يزيد الأمر سوءًا، ليس فقط عدم التدخل، قد يكون للواقفين بعض العذر، أنهم كانوا في حالة ذهول من الموقف، ولكن للأسف ظهرت كمية فيديوهات مصورة ومسجلة للجريمة تثبت تباري الواقفين في تصويرها، كأنهم يشاهدون فيلمًا سينمائيًا يجرى تصويره، دون مبالاة بما يحدث للمجني عليها!

 

 

وعلى ذلك، لم تعد القضية غياب الشهامة وعدم محاولة التدخل للمساعدة فقط، ولكن انتشرت ظاهرة غريبة بدأت مع موجة التطور التكنولوجي، تتمثل في أن وقت الكارثة أيا كان نوعها، جريمة قتل، حادث سيارة، حادث غرق، حريق.. يقوم البعض بإمساك هواتفهم المحمولة ويبدؤون بتصوير الكارثة بدلًا من الجري لتقديم المساعدة ومحاولة إنقاذ المصاب أو المجني عليه.

 

 

أولستم تتفقون معي، أن هناك حاجة لعودة المصري الشهم، بمواقفه الإنسانية التي تربى عليها الجميع، وما زالت فينا ونتمسك بها ويحسدنا عليها آخرون يعيشون في مجتمعات لا تعرف شيئا عن القيم والعادات والتقاليد، وأن تختفي تلك الظاهرة السيئة من السلبية واللامبالاة في عدم مساعدة الآخرين.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز