عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الشعب ينتصر

الشعب ينتصر

ها هي الذكرى التاسعة لثورة الشعب في 30 يونيو تهل علينا وتذكّرنا بالأيام التاريخية التي عشناها، والتي انتفض فيها الشعب كله بالملايين الهادرة تعلنها قوية مدوية، لا لحكم الإخوان، ويسقط يسقط حكم المرشد، ثورة مجيدة لم يتوقعها أحد ولم يصدق أحد أن هذا الشعب قادر على أن يقوم بثورتين شعبيتين تاريخيتين في أقل من ثلاث سنوات، الأولى كانت ضد نظام شاخ وهرم وضعف، وتزاوجت فيه السلطة مع الثروة، والثانية كانت تصحيحًا لمسار الثورة الأولى التي سُرقت وسطا عليها الإخوان والتيار الإسلامي كله، لتحويل مصر من دولة قوية ذات سيادة إلى ولاية إسلامية في دولة الخلافة المزعومة. 



لم يكن الإخوان ولا أي قوى سياسية أخرى داخلية أو خارجية، تتوقع أن يفعلها المصريون، كانوا يسخرون من قدرة هذا الشعب على الإطاحة بهم، وكان قادتهم ومواليهم يقولون لنا (أنتم فاكرين إن فيه ثورة تانية ممكن تقوم في البلد دي وإحنا موجودين في الحكم)!

ولأن الجيش حامي الشعب، يأتمر بأمره، وكما كان منحازاً لثورته في 25 يناير 2011 انحاز أيضاً بكل قوة وصلابة لثورته في 30 يونيو، ونزل على إرادة الملايين الهادرة بإسقاط دولة الإخوان الفاشية إلى غير رجعة، واقتلعهم من جذورهم بعد أن رفعوا السلاح ضد المصريين، الذين كانوا يقولون لهم إما نحكمكم أو نقتلكم، ونسوا أو تناسوا أن هناك قائداً عظيما للقوات المسلحة اسمه الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وضع رأسه على كفيه، وأبى إلا أن ينحاز وأن يدافع عن هذا الشعب ضد عنف الإخوان. 

إن أعظم ما كان في ثورة  30 يونيو أنها قامت لتجهض تماماً أحلام الدولة الدينية التي كان تيار الإسلام السياسى في مصر والعالم كله يحلم بها، والدولة الدينية كما نعلم هي أخطر وأسوأ أنواع أنظمة الحكم، حتى الديكتاتورية منها، لأن الدولة الدينية الحاكم فيها يكفر من يختلف معه، وهذا وضح تماماً فيما حدث بعد ثورة يناير، إذ أخذ المروجون للإسلام السياسى والإخوان، ومن هم على شاكلتهم بالتأثير على كل القرارات السياسية والقوانين المنظمة للانتخابات، وغيرها بالحرام والحلال، ومن مع الدين ومن ضد الدين، وضحكوا على البسطاء بهذا الأسلوب لتحقيق مصالحهم، والقفز على السلطة، ولذا يحسب لهذا الشعب وقواته المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، أنه أنهى تماماً مشروع الدولة الدينية، وإلا كانت مصر قد تحولت إلى النموذج الإيرانى أو النموذج الأفغاني تحت حكم طالبان، أو النموذج التركي على أقل تقدير، وهذه ليست مصر المعروف شعبها بوسطيته الدينية المعتدلة، والذي يرفض التطرف والعنف، وهو ما جعله يلفظ سريعاً الإخوان وحكمهم الفاشي ودولتهم الدينية الغاشمة الظلامية.

وأخيراً  تأتي ذكرى ثورة 30 يونيو التاسعة لتؤكد أن الشعب كان على حق في ثورته، وأن قواته المسلحة أيضاً كانت على حق بانحيازها ونزولها على إرادة الشعب، لندخل مرحلة جديدة من العمل الوطني والبناء والتنمية، انتصارا لدولة ٣٠ يونيو، وعلى طريق الجمهورية الجديدة. 

         

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز