عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مصر والصين
البنك الاهلي

سفير بكين بالقاهرة: الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 8 سنوات على التوالي

السفير الصيني بالقاهرة
السفير الصيني بالقاهرة

 أكد سفير الصين بالقاهرة لياو ليتشيانج، اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع مصر ودعمها من أجل تحقيق رؤيتها للتنمية 2030، وقال إن "مصر تعد دولة نامية وناشئة مهمة وشريكا استراتيجيا للصين التي تولي اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون معها وتدعم دور مصر في تحقيق رؤية 2030 للتنمية العالمية".



 

وأضاف سفير الصين أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي والكلمة التي ألقاها في جلسة الحوار رفيع المستوى للتنمية العالمية للأسواق الناشئة في إطار قمة تجمع دول "بريكس" تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينج، ستحدث زخما جديدا لتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي ودفع التنمية والتعاون بين دول العالم، مشيرا إلى أن مشاركة الرئيس السيسي في إطار"بريكس بلس" تعد الثانية له حيث شارك لأول مرة عام 2017.

 

ووصف السفير الصيني -خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد، مصر بأنها "دولة عربية وإفريقية مهمة للصين" وتعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة ثماني سنوات على التوالي وقد بلغ التبادل التجاري بين البلدين 20 مليار دولارعام 2021 بزيادة تقدر بـ 37 % على أساس سنوي.

وأوضح أن التعاون الثنائي يشمل تنفيذ مشروعات مهمة من بينها القطار الكهربائي في مدينة العاشر من رمضان، ومجمع المباني في مدينة العلمين، لافتا إلى أنه تم استكمال البناء الخرساني للبرج الأيقوني في العاصمة الإدارية الجديدة. وأشار إلى استمرار العمل في منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني – المصري "تيدا" بالسويس والتي خلقت 40 ألف فرصة عمل للسكان المحليين، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين أصبحت نموذجا يحتذي به.

 

وذكر السفير الصيني أن الرئيس السيسي زار بكين في فبراير الماضي وشارك في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، فضلا عن زيارة وزير خارجية الصين وانج لي، إلى مصر مرتين في العامين الماضيين واتفقا مع وزير الخارجية سامح شكري على إقامة لجنة مشتركة للتعاون.

وأضاف أن مشاركة مصر في قمة "بريكس" الـ 14 تحت رئاسة الصين تبعث رسالة مهمة للعالم عن التضامن ودعم اقتصادها من بين الأسواق الناشئة والدفع نحو تعزيز التعاون التنموي في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، معتبرا أن اللقاء الافتراضي بين الرئيس السيسي، والرئيس الصيني شي جين بينج، يدفع مستوى الشراكة الاستراتيجية لمستوى أعلى ويعزز الشراكة التنموية العالمية. وعن انضمام مصر لعضوية البريكس، قال إن مصر تعد سوقا ناشئة ودولة نامية نجحت في تحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات التي ظهرت في ظل جائحة كوفيد -19، مؤكدا أن الاقتصاد المصري أثبت قدرته على المرونة والصلابة في مواجهة الصدمات والتحديات.

 

وأوضح أن الصين تدعم توسيع عضوية "تجمع بريكس" وكذلك "بريكس بلس " للأٍسواق الناشئة وأنها تدفع نحو إجراء المناقشات المعقمة مع الدول الأعضاء حول توسيع عضوية التجمع والتعاون مع دول الناشئة، مشيرا إلى أن بكين تعمل على تنفيذ التوافقات وإعلان بكين الصادر عن قمة بريكس الرابعة عشر وأن الرئيس الصيني أكد ضرورة إشراك المزيد من الدول في المجتمع العالمي. وأكد أهمية انضمام مصر للبنك التنمية الجديد في أواخر العام الماضي مما يؤكد على تطوير اقتصادها الذي حقق إنجازات كثيرة تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أشاد بالتعاون مع تجمع البريكس.

 

ونوه إلى أن وزير الخارجية سامح شكري شارك الشهر الماضي في جلسة حوار رفيع المستوى لوزراء خارجية دول البريكس والأسواق الناشئة وألقى كلمة مهمة، لافتا إلى أن الصين أول من عملت على توسيع التعاون مع الأسواق الناشئة من خلال مبادرة "بريكس بلس"..  وإلى التفاصيل الكاملة للمؤتمر الصحفي للسفير الصيني بالقاهرة

 

 

- ترأس الرئيس الصيني شي جين بينج مؤخرا القمة الـ 14 لدول البريكس وجلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية وحضر الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال لدول البريكس.. هل يمكن لسعادة السفير تسليط الضوء على أحوال هذه الاجتماعات؟

 

 تعد هذه السنة” العام الصيني“للبريكس، حيث استضافت الصين بصفتها رئيسة دورية لدول البريكس في الأسبوع الماضي باعتباره أسبوع البريكس 3 نشاطات مهمة على التوالي وهي منتدى الأعمال لدول البريكس والقمة الـ 14 لدول البريكس وجلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية على التوالي، بما يوحد التوافق الواسع النطاق لتعميق تعاون البريكس ويضخ قوة قوية على تعزيز التعافي الاقتصادي العالمي على نحو مستقر.

 أود الإشارة بشكل خاص إلى أنه هذه هي المرة الثالثة التي استضافت الصين فيها قمة دول البريكس بعد استضافة القمة لمرتين في مدينة سانيا ومدينة شيامن، وهذه القمة تعد أهم نشاط دبلوماسي في الصين قبل المؤتمر الوطني الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني، وتكتسب أهمية بالغة للحفاظ على الإنصاف والعدالة الدوليين معا وإعادة النهوض بقضية التنمية العالمية والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

حضر الرئيس الصيني شي جين بينج الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال لدول البريكس عبر الفيديو في يوم 22 يونيو الجاري وألقى كلمة رئيسية تحت عنوان ”مواكبة العصر وخلق مستقبل مشرق “، حيث أكد على ضرورة بذل جهود مشتركة للحفاظ على السلام والاستقرار في العالم عبر التضامن والتعاون، وضرورة بذل جهود مشتركة لتعزيز التنمية المستدامة في العالم عبر التآزر والتساند، وضرورة بذل جهود مشتركة لتحقيق التعاون والكسب المشترك بروح الفريق الواحد، وضرورة بذل جهود مشتركة لتوسيع الانفتاح والاندماج عبر التسامح والشمول، مع الأمل أن يكون رجال الأعمال دافعين للتنمية المنفتحة وروادا للتنمية المبتكرة وممارسين للتنمية المشتركة، بما يوفر قوة وطاقة لتعاون البريكس، بما يجعل الشعوب تستفيد من مزيد من نتائج التنمية بشكل أكثر إنصافا. إن كلمة  الرئيس شي جين بينج أجابت على نحو معمق على سؤال العصر المتمثل في ” إلى أين يتجه العالم “، بما ينقل الثقة إلى العالم المضطرب ويضخ القوة عليه، فتلقت تفاعلا حارا من قبل الضيوف المشاركين.

كما حضر الجلسة الافتتاحية رئيس جنوب إفريقيا رامافوزا والرئيس البرازيلي بولسونارو والرئيس الروسي بوتين ورئيس الوزراء الهندي مودي وألقوا كلمات. وحضر المنتدى حوالي 1000 شخص من بينهم وزراء الاقتصاد والتجارة لدول البريكس وسفرائهم وممثلون من مجتمع الأعمال. وأصدر الاجتماع مبادرة بكين لمجتمع أعمال البريكس.

 

وترأس الرئيس شي جين بينج في يوم 23 عبر الفيديو القمة الـ14 لدول البريكس وألقى كلمة مهمة تحت عنوان إقامة علاقات الشراكة العالية الجودة وإطلاق مسيرة جديدة لتعاون البريكس، حيث طرح أهمية بذل جهود مشتركة لإقامة علاقات الشراكة العالية الجودة والأكثر شمولا وكثافة وعملية واستيعابا، والعمل سويا على إطلاق مسيرة جديدة لتعاون البريكس والتمسك بالتآزر والتساند للحفاظ على السلام والأمن في العالم، التمسك بالتنمية عبر التعاون، والعمل سويا على مواجهة المخاطر والتحديات، والتمسك بالريادة والابتكار لتفعيل إمكانيات التعاون وتحفيز حيويته، والتمسك بالانفتاح والشمولة، وحشد الحكمة والقوة الجماعية، الأمر الذي تلقى الإشادة العالية والتجاوب الإيجابي من قبل القادة المشاركين.

تبادل قادة الدول الخمس وجهات النظر على نحو معمق في إطار الموضوع الرئيسي المتمثل في” إقامة علاقات الشراكة العالية الجودة والعمل سويا على فتح عصر جديد للتنمية العالمية“حول تعاون دول البركيس في شتى المجالات والقضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك وتوصلوا إلى الكثير من التوافقات المهمة. تبنت وأصدرت القمة ” إعلان بكين للقمة الـ 14 لدول البريكس“.

وترأس الرئيس شي جين بينج في يوم 24 عبر الفيديو جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية وألقى كلمة مهمة تحت عنوان” قامة علاقات الشراكة العالية الجودة والعمل سويا على فتح عصر جديد للتنمية العالمية “، حيث طرح المبادرة ذات النقاط الأربع حول خلق معادلة تنمية تتسم بالنفع للجميع والتوازن والتناسق والشمول والتعاون والكسب المشترك والازدهار المشترك، ألا وهي: أولا، يتعين علينا بذل جهود مشتركة لبلورة التوافق الدولي حول تعزيز التنمية.ثانيا، يتعين علينا بذل جهود مشتركة لتهيئة بيئة دولية مواتية للتنمية. ثالثا، يتعين علينا بذل جهود مشتركة لإيجاد طاقة جديدة للتنمية العالمية.رابعا، يتعين علينا بذل جهود مشتركة لبناء علاقات الشراكة للتنمية العالمية. أصدرت جلسة الحوار البيان الرئاسي لتوضيح التوافقات السياسية لكافة الأطراف المشاركة حول التنمية العالمية وطرح إجراءات التعاون الفعالة بشأن مجالات ذات الأولوية لمبادرة التنمية العالمية.

حضر جلسة الحوار الكثير من القادة من الدول التي تتولى الرئاسة الدورية لمنظمات إقليمية مهمة والأسواق الناشئة والدول النامية المهمة بما فيها مصر بالإضافة إلى قادة دول البركيس الخمس، فيتمتع الحوار بالتمثيل الواسع والتأثير الدولي.

أجرى 18 من القادة المشاركين نقاشا معمقا حول المواضيع مثل الإسراع بالتعافي الاقتصادي العالمي وتعميق التعاون العملي وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية وبناء علاقات الشراكة التنموية العالمية في عصر جديد، وذلك في إطار العنوان الرئيسي المتمثل في” إقامة علاقات الشراكة التنموية العالمية في عصر جديد والعمل يدا بيد على تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة “، بما يطلق صوت العصر العالي لتحقيق التنمية والازدهار المشترك.

 

-    ما هي أهمية وتأثيرات القمة الـ 14 لدول البريكس وجلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية ومنتدى الأعمال لدول البريكس؟

 

يدخل العالم في الوقت الراهن إلى مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول، حيث تتشابك وتتفاعل آثار التغيرات غير المسبوقة في العالم منذ مائة سنة وجائحة القرن، وتتعثر عملية التعافي الاقتصادي العالمي، وتزداد خطورة التحديات الأمنية، وتتعرض قضية التنمية العالمية لـ"الرياح المعاكسة والتيار المعاكس". ويزداد نداء دول العالم إلى الإنصاف والعدالة الدوليين قوة، وتزداد رغبة الشعوب في التعاون التنموي إلحاحا. قاد فخامة الرئيس شي جين بينج اجتماعات البريكس للتوصل إلى سلسلة من النتائج المبدعة والرائدة والمؤسسية انطلاقا من الحرص على رفاهية البشرية جمعاء، بما يجسد بشكل كامل الإحساس بالمسؤولية التاريخية والرؤية العالمية لدى زعيم بلد كبير، ويقدم مساهمات صينية جديدة للسلام والتنمية في العالم.

أولا، الدفاع عن الإنصاف والعدالة والوقوف إلى جانب الحق للحفاظ على السلام العالمي. تعمق فخامة الرئيس شي جين بينج في زيادة توضيح المفاهيم والأهمية الواقعية لمبادرة الأمن العالمي في قمة دول البريكس هذه، حيث أكد على ضرورة تمسك دول العالم بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام والتمسك باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها والتمسك بالالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والتمسك بالاهتمام بالشواغل الأمنية المشروعة لكافة الدول والتمسك بإيجاد حلول سلمية للخلافات والنزاعات بين الدول عبر الحوار والتشاور والتمسك بصيانة الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية في آن واحد. وأشار الرئيس شي جين بينج بوضوح إلى ضرورة نبذ المجتمع الدولي اللعبة الصفرية والرفض المشترك للهيمنة وسياسة القوة وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية المتسمة بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون والكسب المشترك والإدراك بوعي المشاركة في السراء والضراء في مجتمع واحد. إن كلمة الرئيس شي جين بينج جدية وواضحة تعبر عن التطلعات المشتركة للدول النامية إلى الحب للأمن والأمان والرفض للهيمنة وسياسة القوة، بما يطلق صوت العدالة والسلام للعصر.

ثانيا، التركيز على المواضيع التنموية وإرشاد التعاون التنموي الدولي.

ألقى الرئيس شي جين بينج في عام 2021 مبادرة التنمية العالمية، وقد تلقت هذه المبادرة لغاية الآن تجاوبا من قبل أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، وانضمت أكثر من 50 دولة بما فيها مصر إلى مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية. يرمز انعقاد جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية إلى بدء تنفيذ مبادرة التنمية العالمية على أرض الواقع. 

أعلن الرئيس شي جين بينج في الجلسة الإجراءات المهمة لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية مثل إنشاء "صندوق التنمية العالمية وتعاون الجنوب الجنوب" وزيادة الاستثمار في صندوق الصين-الأمم المتحدة للسلام والتنمية وإنشاء مركز تعزيز التنمية العالمية وإصدار تقرير التنمية العالمية وإنشاء شبكة المعارف للتنمية العالمية، بما يقدم مساهمات صينية في تعبئة الموارد التنموية العالمية والإسراع بتنفيذ أجندة 2030 للتنمية العالمية.

كما أصدرت الجلسة قائمة الإنجازات التي تشمل 32 إجراءا يغطي 8 مجالات كالحد من الفقر والأمن الغذائي ومكافحة الوباء واللقاحات والتمويل التنموي وتغير المناخ والتنمية الخضراء والتصنيع والاقتصاد الرقمي والترابط والتواصل في العصر الرقمي، وتحتوي على إنشاء تحالف الشراكة الدولية للحد من الفقر والتنمية وإطلاق حملة خاصة لتعزيز إنتاج الأغذية وإنشاء تحالف التعاون الدولي لابتكار وتطوير اللقاحات والدفع بإقامة علاقات الشراكة التعاونية العالمية للطاقة النظيفة وإنشاء الشبكة العالمية للإدارة المستدامة للغابات وعقد المنتدى الدولي للتنمية العالمية وتوفير 100 ألف فرصة دراسية للدول النامية.

 

ثالثا، تعزيز التعاون والكسب المشترك لإيجاد الحلول لتحسين نظام الحوكمة العالمية. إن تعزيز الحوكمة العالمية والدفع بإصلاح نظام الحوكمة لأمر يتفق مع رغبة الشعب ويتماشى مع الاتجاه العام في ظل تغير ميزان القوى الدولية وتزايد التحديات العالمية. أشار فخامة الرئيس شي جين بينج على نحو معمق إلى أنه الذي يعاكس تيار التاريخ ويحاول قطع طريق الآخرين سيجد طريقه مسدودا في نهاية المطاف، فضلا عن ضرورة تمسك بالانفتاح والشمول، وإزالة جميع الحواجز التي تعرقل تطور القوى الإنتاجية، وقيادة التطور السليم للعولمة، والحفاظ على نظام التجارة المتعددة الأطراف الذي تكون منظمة التجارة العالمية مركزا له، وإزالة الحواجز التجارية والاستثمارية والتقنية، والدفع ببناء اقتصاد عالمي منفتح، والتمسك بالتشاور والتعاون والنفع للجميع، وتعزيز حوكمة الاقتصاد العالمي، وزيادة تمثيل الأسواق الناشئة والدول النامية ورفع أصواتها، وضمان مساواة الدول أمام الحقوق والقواعد والفرص. 

 

وفيما يخص التحديات التي تواجه الانتعاش الاقتصاد العالمي، أشار الرئيس شي جين بينج إلى أنه لا يمكن تجاوز الأزمة الاقتصادية إلاّ بالتضامن والتعاون بروح الفريق الواحد، فيتعين على جميع الأطراف توحيد الأفكار والجهود وتعزيز التنسيق حول السياسات الاقتصادية الكلية لتجنب تباطؤ أو انقطاع عملية التعافي الاقتصادي العالمي. ويجب على الدول المتقدمة الرئيسية أن تنتهج سياسات اقتصادية مسؤولة تفاديا للتداعيات السلبية الناتجة عن سياساتها المعنية على الدول الأخرى أو تشكيل صدمات كبيرة على الدول النامية. إن كلمة الرئيس شي جينبيغ عبرت عن تطلعات الدول النامية الغفيرة، ووضحت اتجاه إصلاح نظام الحوكمة العالمية وحشدت الزخم لانتعاش الاقتصاد العالمي. رابعا، مواكبة تيار العصر للمساهمة في تعميق تعاون دول البريكس.

 وتحت تخطيط وقيادة الرئيس شي جين بينج، حقق عام البريكس الصيني نتائج مثمرة وبارزة. وبفضل الدعم الإيجابي من جميع الأطراف، استضافت الصين بصفتها رئيسة دورية لدول البريكس منذ بداية السنة الجارية أكثر من 90 اجتماعا ونشاطا بمستويات مختلفة بنجاح والذي يشمل مجالات الأمن السياسي والاقتصاد والتجارة ورأس المال والتواصل الإنساني والثقافي والتنمية المستدامة والصحة العامة، بما يدفع تعاون البريكس لإحراز تقدمات مهمة في الكثير من المجالات. ستستضيف الصين طوال هذه السنة 170 نشاطا مختلفا في شتى المجالات وقد جذبت هذه النشاطات مشاركة أكثر من 50 دولة غير الأعضاء في البركيس، مما عزز تأثيرات البريكس باستمرار. 

كما أبدعت الصين في هذه السنة في عقد أول جلسة الحوار على مستوى وزراء الخارجية في إطار صيغة البريكس بلس لتعميق بناء آليات البريكس. ستتوصل نشاطات البريكس في السنة الجارية إلى 37 إنجازا مهما للوصول إلى المستوى القياسي الجديد لتعاون البريكس من حيث العدد والجودة، خاصة أن كلمة الرئيس شي جين بينج في القمة الـ 14 لدول البريكس وضحت اتجاه تطوير آليات البريكس ورسمت خطط ترقية تعاون البريكس وفتحت آفاق لدور ومساهمة أكبر لدول البريكس في الشؤون الدولية، الأمر الذي تلقى الإشادة العالية والتجاوب الإيجابي من قبل القادة الحضور، فتمثل قمة دول البريكس هذه علامة فارقة لمتابعة عمل الماضي وشق طريق للمستقبل.

خامسا، التمسك بالإصلاح والانفتاح لضخ القوة الصينية على الانتعاش الاقتصادي العالمي. في الفترة الأخيرة، تفشت جائحة كورونا بصورة متكررة وتطورت الأوضاع الدولية على نحو معمد مع ظهور العوامل غير المتوقعة، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة للاقتصاد الصيني أيضا. أصبحت كيفية الصين بصفتها محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي العالمي لتسوية المخاطر والتحديات والدفع بالتنمية العالية الجودة قضية تتلقى الاهتمام الواسع النطاق من قبل المجتمع الدولي.

عرض  الرئيس شي جين بينج الظروف الاقتصادية الصينية وسياساتها ومفاهيمها وأشار إلى أنه في وجه البيئة التنموية المعقدة والقاتمة في داخل البلاد وخارجها، ظلت الصين تتمسك بالتوفيق بين مكافحة الجائحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتتعامل بقوة مع التحديات المختلفة. تتمسك الصين بمبدأ الشعب أولا والحياة أولا، وتقوم بتحصين خط الدفاع ضد الجائحة وتحافظ على الإنجازات في مكافحة الجائحة وحماية سلامة أبناء الشعب وصحتهم بأكبر قدر ممكن ونجحت في الحفاظ على استقرار الأساسيات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بأكبر قدر ممكن. ستعزز الصين التحكم في السياسات الكلية، وتتخذ إجراءات أكثر فعالية، وتعمل جاهدة على تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا العام. كما ستواصل الصين رفع مستوى الانفتاح على الخارج، وبناء نظام اقتصادي جديد ومنفتح وعلى مستوى أعلى، وهي ستواصل تطوير بيئة تجارية تقوم على قواعد السوق والقانون والمعايير الدولية. وترحب ترحيبا حارا بكافة الأطراف في الصين للاستثمار ومزاولة الأعمال وتقاسم فرص التنمية. إن كلمة الرئيس شي جين بينج ملهمة ومشجعة توضح القواعد الداحلية والتوجه الحتمي للاقتصاد الصيني وتعرض الإمكانية الكامنة الهائلة والصلابة القوية للتنمية الصينية وتعزز ثقة الدول الأجنبية بمستقبل الاقتصاد الصيني.

 

-    حضر الرئيس السيسي عبر الفيديو جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية وألقى كلمة.. كيف تنظرون إلى أهمية مشاركة الجانب المصري في هذه الجلسة؟

 

 أشاد الجانب الصيني عاليا بمشاركة فخامة الرئيس السيسي في جلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية وإلقاء كلمة. 

وقال الرئيس السيسي في الكلمة إنه يتشرف بالمشاركة في قمة تجمع البريكس للمرة الثانية بناء على دعوة أخيه الرئيس شي جين بينج. 

وتجاوب الرئيس السيسي بشكل إيجابي مع كلمة الرئيس شي جين بينج، حيث أشاد بالمكانة المتنامية لتجمع البريكس على الساحة الدولية وثقله في المحافل الدولية السياسية منها والاقتصادية ودوره البارز في تعزيز التعاون بين دول الجنوب، وقال إن الجانب المصري يعرب عن خالص تقديره لمبادرة التنمية العالمية التي طرحتها الصين بهدف إعادة التركيز على قضايا التنمية من خلال تنشيط التعاون التنموي الدولي. كما أعرب الرئيس السيسي عن تقديره وسعادته بانضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد في عام 2021، ورأى أنه يمكن لهذا البنك من خلال أدواتها المالية في زيادة التفاعل بين دول البريكس وغيرها من الدول النامية غير الأعضاء في التجمع.

 ويعد انضمام مصر إلى عضوية البنك في هذا التوقيت دليلا على قوة ومرونة الاقتصاد المصري وقدرته على تحمل الصدمات وتجاوز التحديات.

كما أشاد الرئيس السيسي حرص تجمع البريكس على تبنى رؤية مشتركة تجاه القضايا السياسية والاقتصادية ذات الاهتمام للدول النامية، خاصة فيما يتعلق باستشراف آفاق التعاون التنموي ودعم تمويل التنمية. أكد الرئيس السيسي على ضرورة ألا تأتي الجهود المنصبة نحو معالجة تداعيات الأزمة الاقتصادية الحالية على حساب دعم تحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية وأقل نموا. يتعين على المجتمع الدولي بأسره أن ينخرط بشكل أكثر فعالية وإيجابية في جهود تمكين الدول النامية من تحقيق التنمية والحصول على التمويل اللازم لذلك. تتطلع مصر إلى تعزيز أواصر التعاون مع تجمع البريكس والاستفادة من خبراته في مختلف المجالات المرتبطة بتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، بما يحقق آمال وتطلعات شعوب العالم نحو مستقبل أفضل.

 فيما يتعلق بتغير المناخ، قال الرئيس السيسي إن مصر بصفتها الرئيس القادم للقمة العالمية للمناخ "COP27" ستبذل كل جهد ممكن لتحقيق التوافق بين كافة الأطراف المعنية بعمل المناخ الدولي، خاصة ما يتعلق بجهود خفض الانبعاثات وبدعم وتعزيز جهود الدول النامية والأقل نموًا في التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ والحد من تداعياته السلبية، ومعالجة الخسائر والأضرار، بما يساهم في تنفيذ التعهدات والالتزامات السابقة وتحويلها إلى واقع ملموس.

وتعد مصر سوقا ناشئا ودولة نامية كبيرة وشريكا استراتيجيا شاملا للصين. يولي الجانب الصيني اهتماما بالغا بدور مصر المهم في تعزيز قضية التنمية العالمية خاصة تنفيذ أجندة 2030 للتنمية العالمية. حضر الرئيس السيسي جلسة الحوار بين الأسواق الناشئة والدول النامية التي أبدعت الصين في إقامتها خلال توليها الرئاسة الدورية لتجمع البريكس في عام 2017 بناء على دعوة الرئيس شي جين بينج، مما بعث للخارج برسالة إيجابية حول التضامن والتعاون والسعي المشترك وراء التنمية بين الأسواق الناشئة والدول النامية.

إن حضور الرئيس السيسي عبر الفيديو لجلسة الحوار رفيعة المستوى للتنمية العالمية سيضخ بكل تأكيد زخما جديدا على تعزيز التعافي الاقتصادي العالمي ودفع التعاون التنموية الدولي. كما أن الاجتماع بين رئيسي البلدين عبر الفيديو سيساهم بكل تأكيد في الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر إلى مستوى أعلى والمساهمة في الحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية والإسراع بتنفيذ أجندة 2030 للتنمية العالمية وإقامة الشراكة التنموية العالمية المتميزة بالتضامن والمساواة والتوازن والنفع للجميع في عصر جديد.

 أرى أن الجميع قد لاحظوا الرسالة الإيجابية التي بعثتها القمة الـ 14 لدول البريكس بشأن توسيع العضوية.   

- ما هي الإنجازات المحققة على مدى 16 سنة مضت على إنشاء آلية تعاون البريكس؟.. وما هو دورها في تعزيز التنمية الاقتصادية للدول النامية والتعافي الاقتصادي العالمي؟

 

تمثل مساحة دول البركيس 26% من إجمالي مساحات العالم ونسمتها 42% من إجمالي نسمة العالم واقتصاداتها 25% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، فهي تمثل التيار التاريخي المتمثل في الصعود الجماعي للدول النامية الكبرى. قد مضت 16 سنة على تدشين تعاون البريكس، حيث تم إنشاء بنك التنمية الجديد واحتياطي الطوارئ ونمط تعاون بريكس بلس وإقامة شراكة الثورة الصناعية الجديدة على التوالي وبدأ يدخل تعاون البريكس إلى مرحلة التنمية العالية الجودة وقد أصبحت قوة إيجابية ومستقرة وبناءة على الساحة الدولية ومنصة تعاون الجنوبي الجنوبي أكثر تأثيرا. يقول الصينيون إنه" لا يصقل الذهب الخالص إلا بالنار". ظلت مجموعة البريكس كسفينة كبيرة تركب الرياح والأمواج وتبحر بشجاعة إلى الأمام رغم الأمواج الهائجة والرياح القوية والأمطار الغزيرة، مما كرّس قيما يجب التمسك بها في الدنيا لتبادل التشجيع والتعاون والكسب المشترك.

على مدى 16 سنة الماضية، تشكل نمط تعاون البريكس المدفوع بالعجلات الثلاث التي تشمل التعاون الاقتصادي والأمن السياسي والتواصل الإنساني والثقافي، وأصبح منصة تعاون مهمة لتعزيز حق الكلام للأسواق الناشئة. 

ظل التعاون الاقتصادي أساس تعاون البريكس، بلغ حجم إجمالي الناتج المحلي لدول البريكس في عام 2021 24.5 تريليون دولار يشكل 23% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. تأسست آلية تعاون بنوك دول البريكس في عام 2010، بما يوفر مساهمات مهمة في تسهيل التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار بين دول البريكس وخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

 الأمن السياسي مفتاح تعاون البريكس 

 

وتعزز دول البريكس التواصل والتنسيق فيما بينها حول القضايا الدولية والإقليمية المهمة، وتلعب دورا فريدا وإيجابيا للسلام والاستقرار في العالم. يعد التواصل الإنساني والثقافي نقطة نمو جديدة. يتطور التعاون بين البرلمانات والأحزاب والشباب والمؤسسات الفكرية والحكومات المحلية لدول البريكس باستمرار وتتطود الأسس الشعبية لتعاون البريكس يوما بعد يوم.

كما ذكرت أن العالم يدخل في الوقت الراهن إلى مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول في ظل تشابك وتفاعل آثار التغيرات غير المسبوقة في العالم منذ مائة سنة وجائحة القرن، مما يشكل صدمة شديدة لدول العالم خاصة الأسواق الناشئة والدول النامية.

 وتكتسب آلية تعاون البريكس على هذه الخلفية أهمية خاصة وبالغة لتعميق التعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية والدفع بالانتعاش الاقتصادي العالمي بعد الجائحة. أولا، يساهم في الدفع بتنفيذ مبادرة الأمن العالمي على أرض الواقع وتنفيذ التعددية الحقيقية والدفع ببناء الإطار الأمني الإقليمي المتوازن والفعال والمستدام. ثانيا، يساهم في الدفع بتنفيذ مبادرة التنمية العالمية اتساعا وعمقا وبناء اقتصاد عالمي منفتح وإعادة النهوض بقضية التنمية العالمية، تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة معا لكي تستفيد المزيد من الدول النامية من الإنجازات التنموية. ثالثا، يساهم في تعزيز التنسيق فيما يخص الإجراءات الوقائية ودفع تطور الحوكمة الصحية العالمية نحو الاتجاه لصالح الدول النامية والإسراع ببناء مجتمع الصحة المشتركة للبشرية. رابعا، يساهم في حشد القوة الإيجابية للحوكمة العالمية والدعوة إلى مفهوم الحوكمة العالمية المستمة بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وتعزيز التضامن والتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية وتعزيز حق الكلام للدول النامية والأسواق الناشئة في الحوكمة العالمية.

-    تعمل مصر منذ مدة طويلة على الانضمام إلى دول البريكس.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟

 

 

ربطت آلية البريكس مستقبلها وثيقا بمستقبل الأسواق الناشئة والدول النامية الغفيرة منذ إنشائها. لقد حقق بنك التنمية الجديد أول توسيع العضوية، بما يوفر دعما ماليا للمزيد من الدول النامية في تنميتها، ويعزز أيضا حق الكلام والتأثيرات للبنوك في النظام المالي الدولي. في وجه التشابك والتفاعل بين التغيرات الكبرى وجائحة كورونا والقضايا الدولية الساخنة، تتفق دول البركيس بإجماع على ضرورة تعزيز التعاون مع الأسواق الناشئة والدول النامية الأخرى وزيادة رفع تمثيل آلية البريكس وإعلاء صوت البريكس في القضايا الدولية والإقليمية المهمة والعمل يدا بيدا لمواجهة التحديات والحفاظ على المصالح المشتركة والفضاء التنموي للأسواق الناشئة ودول النامية.   كرئيسة دورية للبريكس لهذا العام، تدعم الصين بنشاط دول البريكس في إطلاق عملية توسيع العضوية وتوسيع تعاون "بريكس بلس".

 وطرح الرئيس شي جين بينج مفهوم تعاون "بريكس بلس" قبل 5 سنوات. وخلال السنوات الخمس الماضية، تمعق وتوسع نمط "بريكس بلس" باستمرار، وقد أصبح نموذجا للتعاون بين الجنوب الجنوب وتقوية الذات بالتضامن.

 تزداد ضرورة فتح دول البريكس أبوابها من أجل التنمية وفتح ذراعيها لتعزيز التعاون في ظل الظروف الجديدة. وافق قادة الدول الخمس على مواصلة إجراء تعاون "بريكس بلس" والدفع يعملية توسيع عضوية البريكس في القمة الأخيرة، وتتمثل التوافقات بهذا الخصوص في إعلان بكين للقمة الـ 14 لدول البريكس. وجهنا دعوة في مايو الماضي لأول مرة إلى الدول مثل مصر لحضور اجتماع الحوار بين وزراء خارجية دول البريكس، وحضر معالي الوزير شكري هذا الاجتماع وألقى كلمة، الأمر الذي يكتسب أهمية بالغة لزيادة إثراء ورفع قيمة البريكس وتوسيع التعاون بين دول البريكس والأسواق الناشئة والدول النامية.

 أرى أن هذا يدل بشكل كامل على أن تعاون البريكس منفتح وشامل، وأن دول البريكس تعمل على تعميق التعاون مع الأسواق الناشئة والدول النامية. مجموعة البريكس ليست ناديا حصريا، ولا "دائرة ضيقة" تقصي الآخرين، بل هي عائلة كبيرة يتبادل الشركاء فيها الدعم والمساعدة للسعي إلى التعاون والكسب المشترك.

 أصبحت مصر في نهاية السنة الماضية عضو بنك التنمية الجديد، الأمر الذي يجسد الاهتمام البالغ لدول البركيس بمصر. تطور الاقتصاد المصري في السنوات الأخيرة بزخم قوي وعملت الحكومة المصرية تحت قيادة فخامة الرئيس السيسي على التوفيق بين مكافحة الوباء واستئناف الإنتاج والتشغيل بصورة فعالة وأظهر الاقتصاد المصري صلابتها القوية على الرغم من التداعيات الناجمة عن الوباء. يحرص الجانب الصيني على توسيع نمط "بريكس بلس" في إطار آلية البريكس والعمل مع الدول النامية الغفيرة بما فيها مصر على تعزيز التضامن بين الأسواق الناشئة والدول النامية من أجل النهضة وخلق شراكة واسعة ودفع تطور العلاقات الدولية نحو اتجاه أكثر ديمقراطيا والاقتصاد العالمي أكثر نفعا للجميع والحوكمة العالمية أكثر عدلا. سيدفع الجانب الصيني أطراف البريكس لمواصلة إجراء المناقشات المعمقة حول توسيع العضوية ووضع الإجراءات والمعايير بشأنها على أساس مبدأ الإجماع، متطلعا إلى انضمام المزيد من الشركاء ذوي الرؤية المشتركة إلى أسرة البريكس الكبيرة.

كيف تقيمون تنمية العلاقات المصرية الصينية تحت قيادة فخامة الرئيس السيسي والرئيس شي جين بينج؟

 

الصين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وأكبر دولة نامية في العالم، ومصر دولة عربية وإفريقية كبيرة واقتصاد ناشئ. أهم سبب للتنمية الشاملة والمعمقة والمستقرة للعلاقات الصينية المصرية يعود إلى التخطيط الاستراتيجي والقيادة الشخصية لرئيسي البلدين، التي تضخ أقوى قوة محركة على العلاقات الصينية المصرية وتحقق طفرة كبيرة في تنمية العلاقات الصينية المصرية. في السنوات الأخيرة، تحت قيادة الرئيس شي جين بينج والرئيس عبد الفتاح السيسي، ازدادت الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين متانة وحقق التعاون العملي نتائج مثمرة خاصة في مجال مكافحة الوباء، وقد أصبحت العلاقات الصينية المصرية نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين وبين الدول العربية والإفريقية والدول النامية، فيبرز الطابع الاستراتيجي الشامل للعلاقات الصينية المصرية. 

يحافظ الجانبان الصيني والمصري على التواصل الرفيع المستوى المكثف. 

زار الرئيس السيسي في فبراير الماضي الصين لحضور حفل الافتتاح لأولمبياد بكين الشتوي تعبيرا عن دعم مصر للصين بخطوات ملموسة. سجل رئيسا البلدين في اللقاء بينهما تقييما عاليا للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وعبرا عن الرغبة الشديدة في تعميق التعاون المتبادل المنفعة، الأمر الذي يضخ قوة قوية على العلاقات الثنائية. وزار مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانج يي مصر مرتين في السنتين الماضيتين.

 والتقى مستشار الدولة وانغ يي بالوزير شكري على هامش حضوره لاجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في مارس الماضي، حيث تبادل الوزيران وجهات النظر على نحو معمق بشأن تنفيذ توافقات رئيسي البلدين وتعميق التعاون الثنائي.  يتقدم التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر إلى الأمام على الرغم من التحديات.

وظلت الصين أكبر شريك تجاري لمصر لـ 8 سنوات بالتوالي، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 20 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة 37% على أساس سنوي. لقد أنجزت الشركة الصينية بناء الهيكل الخرساني للبرج الأيقوني في CBD العاصمة الإدارية الجديدة، وتنفذ الشركات الصينية بسلس المشروعات الكبرى مثل القطار الكهربائي الخاص بمدينة العاشر من رمضان ومجمع المباني الشاهقة في مدينة العلمين الجديدة، وقد وفرت منطقة سويس تايدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر 40 ألف فرصة عمل للسكان المحليين. وتنفذ الشركات الصينية العاملة في مصر مسؤوليتها الاجتماعية بنشاط ونظمت غرفة التجارة الصينية في مصر الفعاليات الخيرية الرمضانية لـ 8 سنوات المتتالية وتبرعت بأكثر من 10 آلاف من الكرتونة الخيرية الرمضانية لأكثر من 40 ألف أسرة مصرية فقيرة.  

ويسجل التعاون الصيني المصري في مجال مكافحة الوباء فصولا جديدة من الصداقة. قد أهدت الصين لمصر 4 دفعات من مواد مكافحة الوباء و4 دفعات من اللقاحات منذ اندلاع الجائحة، وساعدت مصر على إنشاء خط إنتاج الكمامات وتعاونت معها في إنشاء أول خط إنتاج مشترك للقاح المضاد لكوفيد-19. كما قد بدأ بناء مجمع التبريد المميكن لحفظ اللقاحات الذي أهدته سينوفاك الصينية، علما أن هذا المجمع سيكون أكبر مركز لحفظ اللقاحات في إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، ستهدي الصين لمصر 60 مليون جرعة من اللقاح لمساعدتها على تحقيق هدف تطعيم 70% من المواطنين بحلول منتصف السنة الجارية.   يحقق التعاون في مجال إعداد الأكفاء نتائج مثمرة. ساهمت ورشات لوبان والكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية بجامعة قناة السويس في تربية كثير من الموهوبين الشباب للمصر. 

وتم تنظيم ثلاث دورات من ملتقى التوظيف للشركات الصينية العاملة في مصر في جامعة قناة السويس من شأنها توفير 1300 فرصة عمل للشباب المصريين.  

تصادف هذه السنة الذكرى الـ 66 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر. يعمل الشعب المصري تحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسي على استكشاف الطريق التنموي الذي يتناسب مع ظروف مصر الوطنية بنشاط ويتقدم إلى الأمام باستمرار في مسيرة بناء الجمهورية الجديدة. تكون الصين على استعداد للعمل مع مصر على تنفيذ التوافقات بين رئيسي البلدين وترسيخ الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر 2030"، وتوسيع التعاون العملي وتكثيف التنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، ومواصلة تبادل الدعم في القضايا التي تخص المصالح الجوهرية للجانب الآخر، والعمل سويا على الدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية ودمقرطة العلاقات الدولية. 

 

-أصبح "الحزام والطريق" أهم منصة للتعاون العملي بين الصين ودول الشرق الأوسط. فكيف تنظرون إلى أفق التعاون بين الجانبين في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية؟

تقع الشرق الأوسط في منطقة التلاقي لطريقي الحرير البري والبحري، وتعد دول الشرق الأوسط شريكا مهما للصين في بناء "الحزام والطريق". على مدى 9 سنوات منذ طرح الرئيس شيجين بينج مبادرة "الحزام والطريق"، تعمل الصين ودول الشرق الأوسط على تكريس روح طريق الحرير وتدعيم التنمية والنهضة، مما سجل صفحة جديدة من التشارك في بناء "الحزام والطريق" في الشرق الأوسط.  قد وقعت الصين وثائق التعاون بشأن "الحزام والطريق"مع 20 دولة في الشرق الأوسط، وتوصلت إلى الخطط المفصلة للتعاون مع الدول العديدة، ودفعت تنفيذ عدد من المشروعات المهمة بخطوات متزنة، مما خلق عددا كبيرا من فرص العمل للمجتمعات المحلية. ويتعمق التعاون بين الجانبين في المجالات التقليدية مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة، وتظهر نقاط جديدة للنمو في مجالات مكافحة الجائحة والصحة العامة والاقتصاد الرقمي والجيل الخامس للاتصالات والطيران والفضاء وإلخ. أعربت دول الشرق الأوسط عن استعدادها للتعاون مع الجانب الصيني في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية وتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك على مستوى أعلى. تعد مصر شريكا طبيعيا للتشارك في بناء الحزام والطريق، ومن أوائل الدول التي انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق، وتتطابق رؤية مصر 2030 مع مبادرة الحزام والطريق بدرجة عالية. تقدمت المشروعات في إطار بناء الحزام والطريق بين الصين ومصر بسلس وحققت إنجازات مثمرة تشمل البنية التحتية والزراعة ومشروعات تحسين معيشة الشعب منذ طرح المبادرة. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل سويا مع الجانب المصري على مواصلة زيادة مقومات جديدة للتعاون بين الجانبين، وخلق نقاط بارزة جديدة في إطار"الحزام والطريق". 

أولا، تعميق المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية. ستواصل الصين الدفع بالمواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر 2030" وإجراء التعاون حول تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، واستكشاف سبل إقامة المزيد من آليات التعاون مثل آلية التنسيق في إطار البرامج التسعة لمتتدى التعاون الصيني الإفريقي وتوظيف دور الإرشاد والتفقيس لتواصل السياسات ودعم مصر في رفع قدرتها على التنمية المستقلة وتحويل التقارب الفكري إلى النتائج الملموسة وتحقيق تكامل المزايا وتعزيز التنمية المشتركة. ثانيا، إثراء مقومات التعاون في مجال الابتكار. من الضروري انتهاز فرصة التحول والتنمية في مصر ومساعي الصين لإقامة المعادلة الجديدة للتنمية، وتفعيل إمكانيات التعاون بين الجانبين في المجالات التقليدية، وإطلاق الحيوية للتعاون بينهما في الابتكار، وتوسيع التعاون في الصحة العامة والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون وغيرها من مجالات التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة، والمشاركة النشطة في وضع المعايير في المجالات الناشئة. تدعم الصين بنشاط مصر في استضافة COP27، مستعدة لتعزيز التعاون الأخضر مع مصر وبذل جهود كبيرة في تطوير الطاقات الشمسية والريحية وغيرها من الطاقات المتجددة ثالثا، رفع مستوى تحرير وتسهيل التجارة والمالية. من الضروري تعزيز الاندماج العميق بين سوقي الجانبين، والتشجيع على الاستثمار المتبادل وتعزيز التعاون المالي، وزيادة حجم التسويات بالعملة الصينية وتوسيع حجم تبادل العملات المحلية بين الجانبين، ورفع مستوى التنوع في التمويل، والعمل المشترك على مواجهة تحديات السيولة. يجب على الجانبين الصيني والمصري مواصلة توثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية والدفع بتنفيذ مشروعات التعاون ذات الأولوية كمشروع تطوير محور قناة السويس، وتشجيع شركات البلدين على توسيع التعاون المتبادل المنفعة. تحرص الصين على مواصلة تعزيز التنمية المتوازنة والصحية للتجارة الثنائية مع مصر وستوفر السوق الصيني ذات الإمكانيات الهائلة فرص أكبر لتصدير المنتجات الزراعية المصرية.

- توصل الجانبان الصيني والعربي إلى توافق بشأن عقد القمة الصينية العربية الأولى في السعودية هذا العام. كالمندوب الصيني لدى جامعة الدول العربية، كيف تقيمون العلاقات الصينية العربية في الوقت الحالي؟ 

تضرب جذور الصداقة بين الأمتين الصينية والعربية باعتبارهما حضارتين عريقتين في أعماق التاريخ. على مر السنوات الطوال، تم توارث روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح وقبول الآخر والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. 

وفي وجه "الأمواج العاتية" مثل تغيرات القرن للمعادلة العالمية والجائحة الكبرى، تتزايد العلاقات الصينية العربية نقاوة وصمودا ولمعانا كذهب خالص، وهي تشكل قدوة يحتذى بها للتضامن والتعاون بين الدول النامية.

يتكثف التواصل الرفيع المستوى بين الجانبين. يبقى الرئيس شي جين بينج على تواصل مكثف مع القادة العرب. خلال أولمبياد بكين الشتوي، قام الرئيس السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم وولي عهد أبو ظبي بالإمارات آنذاك الشيخ محمد بزيارة الصين خصيصا لحضور مراسم الافتتاح. التقى مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأمين عام جامعة الدول العربية أبو الغيط في يوليو 2021 خلال زيارته إلى مصر، حيث أصدر الجانبان البيان المشترك بين وزارة الخارجية لجمهورية الصين الشعبية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الأمر الذي يكتسب أهمية مهمة لإرشاد التعاون الصيني العربي.  

يتبادل الجانبان الدعم القوي للجانب الآخر. توفر الدول العربية الدعم الثابت للصين في المسائل المتعلقة بشينجيانج وتايوان وهونغ كونغ وحقوق الإنسان وغيرها من ما يهم المصالح الحيوية للصين، وبالمقابل، تقدم الصين دعما ثابتا للجانب العربي في القضايا الهامة التي تتعلق بسيادته وأمنه. يشيد الجانب الصيني عاليا بما يقوم به مجلس وزراء الخارجية العرب من تبنى قرار بشأن تعزيز العلاقات مع الصين على مدى السنوات العديدة والمتتالية، الأمر الذي يظهر بشكل كامل المستوى العالي لعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين والتوافقات الواسعة النطاق بينهما في كيفية تسوية القضايا الإقليمية. طرح مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في السنة الماضية مبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وغيرها من المبادرات والدعوات نيابة عن الجانب الصيني لدعم مساعي دول الشرق الأوسط لإحلال السلام عبر الوحدة وتحقيق الاستقرار عبر تقوية الذات وتدعيم التنمية عبر التعاون، الأمر الذي يتلقى الاعتراف والتقدير الواسع النطاق من قبل الدول العربية. 

تساند الجانبين الصيني والعربي في كافة الظروف يدفئ قلوب الناس. يبقى الجانبان على التآزر والتساند لمكافحة الجائحة، والتعاون الريادي بينهما يحقق إنجازات مرموقة في مجالات تطوير اللقاحات والإنتاج المشترك لها وتطوير الأدوية، الأمر الذي رفع الصداقة الصينية العربية إلى مستوى جديد. أهدت الصين دفعة واحدة من اللقاح و3 دفعات من مواد مكافحة الوباء إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وأهدت الصين ومصر بشكل مشترك نصف مليون جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 إلى قطاع غزة. 

 يتعمق التعاون بين الجانبين على أساس المنفعة المتبادلة والكسب المشترك. بلغ التبادل التجاري الصيني العربي ما يقارب 330 مليار دولار في عام 2021، بزيادة قدرها 37% على أساس سنوي، وتبقى الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية. واستوردت الصين 264 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، وهو ما يمثل نصف واردات الصين من النفط الخام.أصدر الجانبان الصيني والعربي "مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات"، مما جعل الدول العربية أول منطقة على مستوى العالم تصدر مبادرة أمن البيانات مع الصين. 

في الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي عام 2020، اتفق الجانبان على بذل جهود مشتركة لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وعقد القمة الصينية العربية الأولى باستضافة السعودية. إن عقد القمة الصينية العربية الأولى خيار استراتيجي من الجانبين لتعزيز التضامن والتعاون بينهما في ظل الأوضاع الراهنة، وستكون هذه القمة حدثا مفصلي في تاريخ العلاقات الصينية العربية. تتطلع الصين إلى العمل مع الجانب العربي على إنجاح القمة، وسيتم خلالها التباحث حول أفق تطور العلاقات ورسم الخطوط العريضة للتعاون في المستقبل، وبلورة التوافقات وتنسيق الخطوات حول القضايا الدولية والإقليمية الهامة بما يعزز السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط والعالم، ويسهم في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك بما يعزز الوحدة بين الدول النامية ويقدم مساهمة صينية عربية في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

يذكر أن مجموعة "بريكس" تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا، ويبلغ إجمالي عدد السكان فيها 2.83 مليار نسمة، ما يشكل 42% من سكان العالم، وتحتل دول بريكس 26 % من مساحة الأراضي في العالم، وتسهم بحوالي 22 % من إجمالي الناتج العالمي وتمتلك احتياطيا نقديا يفوق 4 تريليونات دولار.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز