أوكرانيا وتعزيز أمن الطاقة والدفاع والغذاء تتصدر أجندة الاتحاد الأوروبي بدءًا من يوليو

أكدت الحكومة التشيكية، أن المسألة الأوكرانية ستكون على رأس أولويات أجندة عملها، اعتبارا من الثامن من شهر يوليو القادم، وهو التاريخ الذي ستتولى فيه جمهورية التشيك الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر. 

 

وجاء فى بيان صادر عن الحكومة التشيكية أن القضية الأوكرانية ستكون هى البند الأول والأهم في أجندة رئاسة التشيك للاتحاد الأوروبي، وذلك على عدة محاور فى مقدمتها حل مشكلة ملايين اللاجئين الأوكران فى بلدان الاتحاد الأوروبي، وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الروسية فى أوكرانيا. كما ستتصدر قضايا أمن الطاقة وتعزيز القدرات الدفاعية لدول الاتحاد الأوروبي اجندة اولويات عمل جمهورية التشيك كرئيسة للاتحاد الأوروبي بدءا من يوليو القادم وحتى نهاية العام سواء على مستوى الأمن الرقمي والدفاع الفضائى وكذلك تعزيز المناعة الدفاعية التقليدية لدول الاتحاد، وإلى جانب ذلك سيتم إعطاء اهتمام خاص بتعزيز مناعة اقتصاديات تكتل الاتحاد الأوروبي فى مواجهة الأزمات الكبرى. 

 

كما سيكون تعزيز الحالة الديمقراطية فى الدول حديثة الانضمام إلى الاتحاد الاوروبى ضمن قضايا العمل الرئيسية التي ستتبناها جمهورية التشيك، خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي. 

وقال بيتر فيالا رئيس وزراء التشيك في تصريحات إعلامية اعقبت صدور إعلان خارطة أولويات عمل بلاده خلال رئاستها القادمة للاتحاد الأوروبي أن "الغزو الروسى لاوكرانيا قد تسبب فى اهتزاز كثير من الثوابت المؤكدة لدى الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي" وأضاف، "لقد بين العدوان الروسي على أوكرانيا مواطن انكشاف وضعف خطيرين فى بنية الاتحاد الأوروبي، وبات متعينا على الجميع معالجتها وفق مقتربات جديدة ومبادرات أكثر ديناميكية عن ذى قبل من اهمها أن يكف الاتحاد الاوروبى عن ممارسة دور المراقب الذي يعتمد على الآخرين لإنجاز اهدافه ...... ". 

وتقرر ان تدشن جمهورية التشيك رئاستها الجديدة للاتحاد الأوروبي باجتماع موسع يعقد فى الثامن من الشهر القادم فى مدينة ليتومسيل التشيكية تلتقى فيه حكومة التشيك وقادة مفوضية الاتحاد الاوروبى، وسيكون عقد هذا اللقاء تحت شعار "أوروبا القوية هى هدفنا .. إعادة الفكر و اعادة البناء واستعادة القوة " وهو الشعار الذي كتب رئيس الوزراء التشيكى حروفه كعنوان للمرحلة القادمة.

  وشرح رئيس الحكومة التشيكية فى مقابلة تليفزيونية بثت اليوم مغزى هذا "العنوان الكبير " الذي سيكون شعار لقاء الثامن من يوليو القادم ، وقال ان براج تعتبر " الاعتداء الروسى على اوكرانيا " هو محصلة لأوجه الضعف الكامنة فى منظومة الاتحاد الاوروبى" و أضاف " ان الفعل الروسى قد اوضح بجلاء مدى هشاشة منظومة قيم الحرية والديمقراطية و ضرورة العمل على تعزيز صلابتها و حمايتها من المعتدين ". 

و استطرد بيتر فيالا رئيس وزراء التشيك قائلا " من الآن فصاعدا ستكون مسألة تعزيز الديمقراطية فى الدول الحديثة الانضمام الى الاتحاد الاوروبى واجبا و مهمة عمل يومية بالنسبة لنا ، و سيكون الدفاع عن الحريات و تعزيزها فى تلك الدول محورا لعملنا اليومى ....... " .  و تعد جمهورية التشيك هى احدى دول الكتلة الشرقية التي انضمت الى الاتحاد الاوروبى ، و سيمثلها فى رئاسة الاتحاد الاوروبى الدورية فى يوليو القادم و حتى نهاية العام الجارى ميكولاس بيك وزير الشؤون الاوروبية فى الحكومة التشيكية و الذي صرح اليوم بأن توسيع مظلة الانضمام الى الاتحاد الاوروبى ستكون من شواغله المهمة الى جانب المسألة الأوكرانية .

واضاف بيك – الرئيس القادم للاتحاد الوروبى – ان بلاده ستقترح الغاء شرط " الموافقة الاجماعية " لتقرير قبول انضمام اعضاء جدد الى الاتحاد الاوروبى و استبدال هذا الشرط بموافقة " أغلبية " دول الاحاد التي تتمتع بحق التصويت على قراراته الاستراتيجية ، مؤكدا انه بدون هذا التغيير لن تتسع مظلة الاتحاد الاوروبى لتشمل دولا " معادية لروسيا " .  و اعتبر وزير الشؤون الاوروبية فى الحكومة التشيكية – والذي سيكون رئيسا للاتحاد الاوروبى مطلع الشهر القادم – ان تطوير سياسة الاتحاد الاوروبى الخارجية هى مطلب ضرورى لتعزيز مناعة الاتحاد و تقويه اليات العمل المشترك فيه . 

و نوه المسؤول التشيكى الى ضرورة " الاخذ بيد اوكرانيا صوب مسار الانضمام الى الاتحاد الاوروبى " وانهاء ما وصفه " بالتحرشات الروسية الدائمة لاوكرانيا " وقال ان الغزو الروسى لاوكرانيا فى فبراير الماضى قد دمر ركائزا اساسية فى الاقتصاد الاوروبى فى مقدمتها ركيزة أمن الطاقة و سلاسل الإمداد و التوريد فى وقت بدأت فيه اقتصاديات الاتحاد الاوروبى التقاط انفاسها بعد صراع خانق مع جائحة الكورونا .  ويقول المراقبون ان مسألة تعزيز مستوى " الأمن الغذائى لمواطني دول الاتحاد الاوروبى " ستتصدر اجندة اعمال الاتحاد فى المرحلة القادمة ، و إلى جانب ذلك قضايا تتعلق بمسألة " أمن الدواء " و " أمن احتياجات الاقتصاد الاوروبى من السلع و المواد الاولية " اللازمة لانعاش حركة الصناعة و الاقتصاد فى دول الاتحاد .  وقال مقربون من دوائر المستشار الالمانى اولف شولتز انه يجرى اتصالات مسبقة للتمهيد لاجتماعات تدشين رئاسة التشيك للاتحاد الاوروبى فى يوليو القادم ، و اوضحوا فى تصريحات تناقلتها وسائل الاعلام الالمانية ان محور اتصالات المستشار الالمانى مع القادة الاوروبيين تتركز على " اعلان رسالة تضامن اوروبية عملية " لأوكرانيا من خلال انشاء صندوق تضامن مع اوكرانيا تموله دول الاتحاد الاوروبى و مؤسسات التمويل الدولية ذات الصلة .  وفيما يتعلق بأمن الطاقة .. ستطرح جمهورية التشيك افكارا لايجاد " الية شراء اوروبية جماعية للطاقة " و بالنسبة للملف الأمنى ستطرح جمهورية التشيك فى اجتماعات يوليو القادم افكارا لتعزيز شبكات الامداد و التوريد لمدخلات الانتاج المتصل بالاتصالات و تكنولوجيا المعلومات ، و افكارا اخرى لتعزيز ملف " الأمن الرقمى المشترك " للاتحاد الاوروبى .  ويقول المراقبون ان التشيك ستحاول خلال رئاستها للاتحاد الاوروبى تسويق رؤيتها الخاصة بعلاقات الاتحاد و علاقاته الخارجية بما يجعله الاتحاد الاوروبى " اكثر انفتاحا على دول من خارجه لكنها تشاركه قيمه الديمقراطية و مبادىء احترام الحرية " .  و يعد هذا الطرح التشيكى مغايرا عن رؤية فرنسا – الرئيس الحالى للاتحاد الاوروبى – لهذا الامر ، اذ تفضل فرنسا نوعا من " الاستقلال النوعى " للاتحاد الاوروبى ، وتجدر الاشارة الى السويد التي ستلى جمهورية التشيك فى رئاسة الاتحاد الاوروبى مطلع العام القادم تمتلك تصورا متطابقا مع الرؤية التشيكية لتعزيز انفتاح الاتحاد الاوروبى على البلدان الديمقراطية فى خارج القارة الأوروبية .  و برغم عدم اتفاق كافة الشركاء الاوروبيين عليها .. يرى الخبراء انه من الناحية العملية قد تشهد الاثنا عشر شهرا القادمة تطبيقا عمليا لتلك الرؤية التشيكية و السويدية فيما يتعلق بعلاقات الاتحاد الاوروبى الخارجية و احداث انفتاح اكبر فيها ، و يقول المراقبون ان هذا قد يفتح مجددا باب التفاوض المجمد لابرام اتفاقات للتجارة الحرة بين الاتحاد الاوروبى و دولا " ديمقراطية " من خارجه كنيوزيلاندا و استراليا و المكسيك و دولا اخرى فى امريكا اللاتينية .  و فى هذا الصدد يقول وزير الشؤون الخارجية التشيكى الذي سيصير رئيسا للاتحاد الاوروبى مطلع يوليو القادم انه اذا كان الاوربيون قد " فقدوا فرصة للانفتاح على روسيا ، فمن الواجب عليهم معادلة ذلك بالانفتاح على مناطق و بلدان اخرى فى العالم و خلق فرص جديدة ..... " .  و بالإضافة الى ذلك ستضع جمهورية التشيك على أجندة العمل الأوروبى المشترك خلال العام القادم قضايا حساسة منها خلق ضمانات تعزيز التنوع الاعلامى و حريات التغطية الاخبارية ، وكذلك ستثير قضايا اخرى تتعلق بسيادة القانون و إخضاع المتورطين فى جرائم حرب للمساءلة القانونية ومحاسبتهم على جرائمهم.