عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العشوائية الكروية

العشوائية الكروية

تعلمنا دائمًا في كل مجالات الحياة، أن المدخلات الصحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة، وأن المقدمات الناجحة تؤدي دائماً إلى نتائج ناجحة، وهذا الكلام ليس بعيداً عن المنظومة الكروية والرياضية التي تسيطر عليها العشوائية منذ فترة طويلة، ولذا فإننا بمجرد أن ننهزم في مباراة، أو نخرج من بطولة، نسارع بتعليق شماعات الفشل والسقوط إلى المدرب المتواضع المجامل في اختياراته، لابد أن يرحل، وإلى اللاعبين المتخاذلين الذين لا يصلحون لتمثيل المنتخب، فنطالب بتسريحهم وإلى الاتحاد الفاشل، فنطالب بإقالته، وننسى أن كل ذلك نتائج لمنظومة عشوائية، تفتقد السيستم، أي الإدارة العلمية الصحيحة، وأن هذه المسألة تتكرر وستتكرر مع كل فشل، وكل هزيمة، مثل هزيمة إثيوبيا المذلة الأخيرة. 



والحقيقة أنه يجب علينا أن نطالب بتصحيح المنظومة الكروية من القاعدة، بداية من اللاعبين والأندية والاتحادات واللوائح والقوانين المنظمة للعبة، وللرياضة ككل، التي تطورت وتقدمت في كل الدول إلا نحن. 

ولعل أول عناصر اللعبة التي يجب أن تمتد إليها يد الإصلاح هي المسابقات الرسمية المحلية، الدوري والكأس، وللأسف فإن مسابقة الدوري المصري حسب تصنيف الفيفا هي رابع أضعف مسابقة دوري في العالم، وبالطبع لم يكلف أحد من المسؤولين عن اللعبة، أو حتى في وزارة الشباب والرياضة نفسه في البحث عن الأسباب، ومن أهمها غياب أو انعدام المنافسة، وعدم تكافؤ الفرص، فليس من المعقول أن تنحصر المنافسة بين الأهلي والزمالك، وبقية الأندية كومبارس، والبطولة الحقيقية التي تحققها الأندية هي مجرد الفوز على الأهلى أو الزمالك في مباراة أو أكثر، وهناك فرق شاسع بين تلك الأندية وبين الأهلي والزمالك، بل هناك فرق شاسع أيضًا بين عدد بطولات الأهلي، وعدد بطولات الزمالك، يتعدى الثلاثين بطولة، ما جعل الدوري كأنه بطولة النادي الواحد، وهذه مسؤولية المنظومة والقائمين عليها، فكيف يمكن لدوري بهذا الضعف أن يخرج منتخبًا قويًا، وهذا يقودنا إلى العنصر الثاني من عناصر اللعبة التي تحتاج لإصلاح جذري، وهي انحسار الأندية الشعبية والجماهيرية العريقة لصالح أندية الشركات وأندية أخرى دخلت المسابقات في غفلة من الزمن، أندية هبطت على المسابقات كالباراشوت، تدمر منظومة الكرة باستثمارات مليونية تنفق على شراء لاعبين من هنا وهناك، وتفرّغ الأندية الجماهيرية من مواهبها الحقيقية، والغريب أنها اتخذت أسماء غير مصرية، والأصح لإصلاح المنظومة أن تدخل هذه الشركات بأموالها واستثماراتها لترعى الأندية الشعبية صاحبة الجماهيرية، كما يحدث في كل بلاد العالم المتقدمة كرويا، لكنها للأسف مصالح ومناصب وعمولات وسمسرة، وفي النهاية أندية تُضاف للمنظومة بلا روح وبلا جماهير وبلا طموح حتى في الفوز ببطولة محلية أو قارية، والسؤال ماذا أضافت هذه الأندية لمنظومة وقاعدة كرة القدم المصرية؟! 

هذا بالطبع يأخذنا إلى العنصر المهم وهو اللاعب، للأسف نضبت الملاعب المصرية من اللاعبين الموهوبين، نتيجة إهمال قطاعات الناشئين في كل الأندية حتى الأهلي والزمالك، والإسماعيلي المورد الأعظم للمواهب الكروية في مصر، وهذا الإهمال جاء متعمدًا من قبل الأندية، عملًا بالمثل "شراء العبد ولا تربيته"، والنتيجة أنه ليس لدينا قاعدة ناشئين حقيقية، والدليل أن كل منتخبات الناشئين المصرية تخرج صفر اليدين من كل البطولات الإفريقية على مدار السنوات العشرين الماضية، والأمر الثاني أنه لابد من إعادة النظر في عدد اللاعبين المحترفين الأجانب، والذي يجب ألا يزيد على اثنين فقط، خاصة أن إفريقيا ليست مليئة بالمواهب الفذة، وأن دولًا تخطف المواهب وهم في سن صغيرة جداً ولا يبقى إلا الرديف، وتابعوا مسيرة المحترفين الأجانب في العشر سنوات الأخيرة. 

أما العنصر الأخير في المنظومة، فهو الإدارة واللوائح والقوانين المنظمة، وهذا العنصر هو الأهم، وهو الذي يدير عناصر اللعبة كلها ونجاحه يعني نجاح المنظومة كلها، والحل كله يأتي من ضرورة تعديل القانون واللوائح المنظمة التي من شأنها أن تفرز كفاءات قادرة على الإدارة الصحيحة، وضرب الفساد والبيزنس الذي ينخر في منظومة الكرة، وعلى العشوائية في التخطيط والإدارة، إما هذا وإما سنظل ندور في حلقة مفرغة، وأحمد "زي الحاج أحمد علام"، "زي مجاهد" "زي أبوريدة" وكوبر "زي البدري" "زى كيروش" "زى إيهاب" وشوبير "زي زاهر" "زي شلبي" ومنصور "زي دياب" "زي عامر"، منظومة فشل مستمرة، ولا عزاء للكرة المصرية. 

            

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز