عاجل
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤتمر المناخ في مصر
البنك الاهلي

مدير جهاز شئون البيئة بالشرقية: التغيرات المناخية غول يهاجم البشرية

بيئة الشرقية
بيئة الشرقية

تستضيف مصر بمدينة شرم الشيخ من 6 إلي 18 نوفمبر 2022 مؤتمر الأطراف لإتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ Cop 27، في إطار ما يواجهه العالم منذ سنوات عدة من تحديات لمواجهة أزمة التغيرات المناخية بسبب إنبعاث غازات الاحتباس الحراري علي الغلاف الجوي، الناتجة في الأساس عن الثورة الصناعية، الأمر الذي يؤثر سلبًا علي كافة مناحي الحياة ويؤدي إلي كوارث طبيعية تمس الكرة الأرضية، ويهدف هذا المؤتمر إلي تحقيق التنمية المستدامة، من خلال الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.



 

قال الدكتور مجدي الحصري، مدير الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بمحافظتي الشرقية والإسماعيلية لـ"بوابة روزاليوسف"، بدأ العالم يسمع عن التغيرات المناخية من بلد تسمي كيوتو باليابان عام 1992 كانت آنذاك مظاهر بدايتها لم تظهر مخاطرها كما هي عليه الآن، ولم يتوقع العالم أن تتفاقم الأزمة بهذا القدر، فبدأت بالاستعداد لاتخاذ خطوات جادة في قمة باريس عام 2015، وكان الهدف هو القدرة علي توفير 100 مليار دولار لمواجهة مخاطر وآثار تلك التغيرات المناخية التي حدثت.

وأوضح مدير جهاز شؤون البيئة بالشرقية، تعتبر التغيرات المناخية عبارة عن مظاهر تطرأ علي الكرة الأرضية جديدة علي بعض المناطق نتيجة زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ومع تزايد تلك الانبعاثات تحدث تأثير يسمي بالصوبة" Green Out Effect" وتظهر علي شكل أشعة، مجرد دخولها علي الكرة الأرضية لا تخرج نهائيًا بسبب تركيز الغلاف الجوي الذي يتوقف إنعكاسه علي تلك الأشعة فتحرك الكرة الأرضية مايزيد من الشعور بإرتفاع درجة الحرارة.

وتابع : أدت ظاهرة انبعاث غازات الاحتباس الحراري إلي العديد من الخسائر حول العالم منذ 1970 إلي 2021 والتي بلغت نحو 3.6 تريليون دولار خلال تلك الفترة ، ومن 2021 وحتي اليوم حدث أكثر من 10 كوارث طبيعية من التغيرات المناخية وصلت خسائرها إلي 400 مليار دولار، فأصبحت هذه التغيرات بمثابة حياة أو موت بسبب تأثيرها علي حياة الإنسان، لافتًا إلي أن عدد الوفيات وصل إلي 350 ألف مواطن سنويًا للأعمار أعلي من 65 عاما بعد الثورة الصناعية من 1970.

واستكمل الدكتور مجدي الحصري، أنه من المتوقع معاناة 325 مليون مواطن من الفقر، نتيجة التغيرات المناخية التي تسببت في العديد من الكوارث الطبيعية مثل التصحر والجفاف وإختفاء بعض الزراعات وتغير طبيعة وخصائص التربة ما يؤدي إلي تهديد الأمن الغذائي ويعرض بعض المواطنين إلي الهجرة الاجبارية، بسبب أن المناطق التي يعيشون فيها أصبحت غير صالحة للحياة.

في عام 2015، بدأ العالم في اتخاذ خطوات جادة في إتفاقية باريس في محورين، توفير 100 مليار دولار من الدول الصناعية الكبري كدعم لخفض الانبعاثات الحرارية، أو التكيف مع التغيرات المناخية من أجل القدرة في الحفاظ على عدم زيادة درجة حرارة الأرض عن 1.5 درجة بحلول عام 2050، وأن تأثير مصر في الانبعاثات الحرارية علي مستوي العالم بنسبة قليلة تصل إلي 0.6%.

وأشار "الحصري" إلي أن مصر إتخذت خطوات جادة لمواجهة هذه التغيرات من خلال عمل أضخم محطة طاقة شمسية في محافظة أسوان، وهي الأكبر علي مستوي العالم لتوفير الطاقة بنسبة كبيرة، كما أنها تعمل علي تقليل الانبعاثات الحرارية وعدم الاعتماد علي الوقود الأحفوري، لافتًا أنها ستتوسع بحلول 2030.

تم إنشاء المجلس الوطني للتغيرات المناخية بقرار رقم 1129 لسنة 2019 من رئيس مجلس الوزراء، ومن أهم أهدافه، رسم السياسات العامة للدولة للتعامل مع التغيرات المناخية، ربط السياسات والاستراتيجيات بالخطط الوطنية الخاصة بتغيير المناخ باستراتيجيات التنمية المستدامة، رفع وعي المسؤولين ومتخذي القرار والجمهور وبناء القدرات المؤسسية والفردية للتعامل مع المتغيرات المناخية.

وفي السياق ذاته، قال مدير جهاز شؤون البيئة بالشرقية، إن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وافق علي عمل الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، بهدف تحقيق نمو اقتصادي منخفض الانبعاثات في مختلف القطاعات عن طريق زيادة استخدام الطاقة المتجددة مثل "استخدام الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي في محطات الغاز التي توجد علي مستوي الجمهورية وخفض الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري وتقليل استخدامه قدر المستطاع"، تبني سياسات التنمية المستدامة في كافة القطاعات، والقدرة على المرونة والتكيف مثل"حماية المواطنين من الآثار السلبية للتغيرات المناخية كمكافحة تمدد الشواطئ في محافظتي الإسكندرية وكفر الشيخ ووضع حواجز لمنع تآكلها، وتبطين الترع، وتقليل استهلاك المياه للحفاظ على الموارد الطبيعية والمساحات الخضراء" وتحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال المناخ، وتحديد أدوار أصحاب المصلحة سواء المواطنين أو أصحاب المنشآت والمصانع والتكاتف من أجل تقليل الانبعاثات الحرارية.

ولفت الدكتور مجدي الحصري إلي دور جهاز شؤون البيئة في نشر الوعي البيئي بأنه يتمثل في القيام بعمل مجموعة من الحوارات الوطنية بالتعاون مع جميع الهيئات والوزارات والكليات التي لها دور في المساعدة لتقليل هذه الانبعاثات، ومنها مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة، وتمت مناقشة كيفية التخلص الآمن من النفايات الطبية بطريقة تعمل علي تقليل الانبعاثات الكربونية، وتدريب القائمين علي محارق المخلفات للتعامل الجيد أو استخدام البدائل كأفران التعقيم، بالإضافة إلى عمل حوار وطني بكلية الزراعة وكانت من أهم توصياته زراعة المحاصيل التي تستهلك مياه بكميات قليلة وإنتاجية عالية، مثل الأرز والقمح، وزراعة محاصيل زراعية تتناسب مع التغيرات المناخية، والعمل علي عدة أبحاث لاستنباط نباتات جديدة ملائمة لطبيعة الأرض مع التغيرات المناخية.

أكد "الحصري" أن جهاز شؤون البيئة بمحافظة الشرقية يستهدف عقد 55 حوارا وطنيا، تم إنجاز 14، و41 جار العمل عليهم تباعًا، مشيرًا إلي أن تلك الحوارات الوطنية أسفرت عن عدة توصيات وهي، أن تكون جامعة الزقازيق منشآت خضراء متوافقة بيئيًا كاسلوب من أساليب التكيف مع التغيرات المناخية، الحد من استخدام البلاستيك من أجل الحد من الانبعاثات الكربونية كأحد حلول لقضية التغيرات المناخية والحفاظ علي كوكب الأرض من التلوث، التوسع في زراعة الأشجار وزيادة ثقافة التشجير داخل الجامعة، ضرورة التوعية بقضايا التغيرات والحفاظ علي الموارد الطبيعية للبيئة وتغيير سلوكيات المواطن نحوها.

وأشار مدير الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بمحافظتي الشرقية والإسماعيلية، إلي أهمية مؤتمر الأطراف لإتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ Cop 27 المقرر استضافته في نوفمبر 2022 بشرم الشيخ، أن له أكثر من محور، منها استفادة مصر اقتصاديًا ومعرفة العالم باستقرار الأوضاع الاقتصادية المصرية، ما يعمل علي الترويج للسياحة وجذب للاستثمارات مع الدول الأخري، وأن مصر لها استراتيجية وطنية ومجلس وطني واهتمام من القيادة السياسية بالحفاظ علي البيئة بما يعود بالنفع علي المواطن المصري.

واختتم الدكتور مجدي الحصري حديثه، بأن من ضمن التحديات التي تواجهها الدول، الرغبة في الإنتاج والنمو الصناعي، ووجود بعض الدول لا تمتلك القدرة المالية للتكيف مع البيئة أو منع الانبعاثات مما يجعلها تضطر لزيادة الإنتاج والصناعات حتي تتمكن من تغطية الفقر ولكن هذه الخطوة ستزيد من الانبعاثات، فلابد أن يكون لديها القدرة علي الربط بين الاقتصاد والبيئة، بما لا يؤثر علي البيئة في الحصول علي نمو جيد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز