عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"حفظ الأسرار.. فانتهكوا خصوصياته بعد وفاته"

"حفظ الأسرار.. فانتهكوا خصوصياته بعد وفاته"

المفترض أن الرسالة الإعلامية تحافظ على أصالة المجتمع وتعكس أخلاقياته وثقافته من خلال أسس ومعايير لا تتعارض مع مواثيق وأخلاقيات المهنة الإعلامية المبنية على المبادئ والقيم.



 

رغم أنَّ أخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي تتضمن العديد من النقاط المهمة من ضمنها التشديد على عدم الخوض في خصوصيات أحد لا من قريب أو بعيد.

 

إلّا أنه للأسف هناك أيادي تريد العبث في مفهوم ومضمون الرسالة والمادة الإعلامية بحجة الحداثة والتطوير، ما أدى إلى أن أصبحت المادة الإعلامية المتداولة من قبل البعض ليس لها علاقة بمفهوم الصحافة أو الإعلام، حيث اهتمت هذه الفئة بتضخيم صغائر الأمور وتنجيم أشخاص وإقحامهم داخل دائرة الضوء. فضلا على اقتحام الخصوصيات وتحويلها إلى مادة إعلامية تنشر للرأي العام، رغم أن ذلك لا يضيف شيء للصحفي أو المتلقي بشكل عام.

 

الفنان الراحل سمير صبري بطبيعة عمله كان له علاقات متشعبة بشخصيات شهيرة سواء داخل الوسط الفني أو خارجه، من خلال تاريخه المهني في تقديم البرامج التلفزيونية.

 

كان "صبري" يمتلك مبدأ لا يحيد عنه وصرح به في العديد من مقابلاته الإعلامية وهو رفضه التام الحديث عن الأمور الشخصية لأي فنان أو فنانة وأنه ضد الخوض في هذه المسائل الشخصية ونشرها على الملأ، مؤكدا أن حياة الفنان الشخصية خط أحمر لا يمكن لأي شخص أن يخترقها دون إذن أو موافقة.

 

ورغم حرصه الشديد وهو على قيد الحياة على عدم المساس أو اختراق الحياة الخاصة لأحد لكن ما إن توفى إلّا وبدأ الكثيرون في اختراق خصوصياته والتحدث عن قصة ابنه، هل لديه ابن من سيدة إنجليزية؟ هل تزوجها عرفيا وهو في عمر ١٩ عام؟ هل له ولد من فنانة مشهورة؟ هل ابنه اسمه جلال على اسم والده أو حسن أو علي؟ وغيرها من أسئلة شغلت اهتمام بعض الأقلام والشخصيات الذين تركوا كل شيء عن مسيرته الفنية العامرة بمواقف وأعمال متميزة على مدار تاريخه، واهتموا بقصة الابن الذي لا يعرفه أحد.

 

في اعتقادي أن ليس هذا الخبر الذي يستحق أن يشغل هذه المساحة ربما كان من الأفضل عرض مسيرته وإنجازاته واستعراض أهم محطات "صبري" التي تضمنت العديد من الأعمال الفنية المتنوعة، بداية من لقاءاته مع نجوم الفن الجميل مرورا بجيل الوسط ووصولا إلى الجيل الفني الجديد من خلال برامجه التي بلغت "١١ برنامجا إذاعيا" و"٦ برامج تليفزيونية" بالإضافة إلى "١٤٣ فيلما" و"٣٧ مسلسلا تلفزيونيا" و"٣ مسرحيات" و"٢ فوازير"، بالإضافة إلى أسلوبه المتميز وبراعته في التحدث بأكثر من لغة مما أهله إلى محاورة نجوم عالميين.

 

الجدير بالإشارة أن جنازة الراحل سمير صبري شهدت العديد من المواقف الغريبة التي كان من المفترض ألّا تظهر، لكنها أصبحت الحدث الأكثر شهرة على بعض القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تستغل الموقف من أجل الوصول إلى مبتغاها من إثارة وضجة لكي تحقق "التريند" منها موقف فنانة تدعو على فنانة ومذيعة لرفضهما ركوبها أتوبيس الفنانين المشاركين بالعزاء في الإسكندرية، وموقف غريب آخر لصحفي يطرح سؤال على فنانة ورد فعلها الأكثر غرابة، وغيرها من مواقف لا تستحق كل هذا الاهتمام و"الهري الإعلامي"، ومواقف كثيرة حدثت وسوف تحدث في تغطية جنازات وأفراح الشخصيات المشهورة.

 

الأمر الذي يدفعني إلى أن أطرح عدد من الأسئلة ومنها: ما وجه الإفادة من تكليف الصحفيين بتغطية جنازات الفنانين أو ذويهم؟

 

هل تغطية الحفلات الخاصة للنجوم ونشرها للعامة.. لها قيمة أو ثقل إعلامي.. وهل تفيد الجمهور؟

ما الفائدة من البث المباشر الذي يخترق الخصوصيات، وينشر حدث صغير ويعطيه حجم أكبر من قيمته؟

في النهاية أتمنى وجود رقابة شديدة وقوية لمواجهة هذا الإعلام الدخيل الذي لا يتناسب مع رسالة الإعلام ولا يتوافق مع مجتمع له عادات وتقاليد، وعلينا أن ننبذ الأشخاص الذين يستغلون هذا النوع من الإعلام بهدف البحث عن الشهرة و"التريند".

 

أخيرا وليس آخرا.. كفوا عن الخوض في أعراض الناس.. راعوا أن للميت حرمته.. كما تدين تدان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز