السمكة الذهبية لـ"بوابة روزاليوسف": أصبحت فخورة بأنني مستخدمة كرسيا متحركا
الشرقية_ مي الإزمازي
استطاعت بإرادتها وعزيمتها وإصرارها وقدرتها الفائقه أن تحطم قيودًا ظنت أنها حاجز بين أحلام باتت تراودها،حادث أليم، وليالٍ عجاف مرت بها علي مدار عام، لم تكن تدري تلك الفتاة وهي في السابعة عشر ربيعًا أن ذلك الحادث سيغير حياتها ويخلق منها بطلة لا تعرف للمستحيل سبيلا، تركت نظرات المجتمع جانبًا وواجهته بكرسيٍ متحرك، وقلب راضٍ بإرادة المولى عز وجل وبوجه بشوش دخلت قلوب الجميع، تحدت كل الصعاب، حجزت لها مقعدًا بالنواب واقتحمت عالم السياسة واقتنصت الذهبية مرات عديدة فلقبوها بالسمكة الذهبية، إنها النائبة الدكتورة هند حازم حبيب، من مدينة الزقازيق تخرجت من كلية آداب إعلام جامعة الزقازيق، وعضو لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، وبطلة "السباحة، والبوتشا".
قالت النائبة هند حازم حبيب، في تصريحات لـ”بوابة روزاليوسف” إنها تعرضت لحادث سير في السابعة عشرة من عمرها، كانت حينها في المرحلة الثانوية، أثناء ذهابها لشراء بعض الأدوية لوالدتها التي كانت تخضع في ذلك الحين لإجراء عملية جراحية بأحد المستشفيات بالقاهرة، ما أدى إلى حدوث كسر في الفقرات العنقية السادسة والسابعة نتج عنه إصابتها بشلل رباعي، ظلت على أثرها تجوب بين الأطباء والمستشفيات لإجراء عدة عمليات لمدة عام.
وفي السياق نفسه، قالت إنها مكثت في المنزل لفترة طويلة رافضة الخروج حتى شجعها أحد أقاربها لمواجهة المجتمع مستقلة الكرسي المتحرك حتى أصبحت فخورة بأنها مستخدمة لكرسي متحرك، وبعد مرور عام على الحادث استكملت دراستها بالمرحلة الثانوية التي كانت قد أجلتها، وحصلت علي مجموع أهلها للالتحاق بكلية آداب إعلام والتي كانت ترغب بها، وبعد التخرج بـ3 سنوات تم تعيينها "مدخل بيانات" بمحكمة الزقازيق.
وتابعت : وفي عام 2015 كانت بدايتي مع الرياضة، التحقت بإحدي المؤسسات التي تعمل في دمج “القادرون باختلاف”، خضعت لتجربة أكثر من رياضة ولكن لم يستهوني من بينهم غير السباحة، فقررت تعلمها، ولم أكن أتوقع أن أحبها وقررت تعلمها واتخذتها هواية لي، واشتركت بأول بطولة وحققت بها ميدالية فضية ثم توالت بعد ذلك البطولات وحققت مراكز متقدمة حتى بدأت حصد الميداليات الذهبية، وفي آخر بطولة عام 2020 حصلت علي كأس مصر باسم المؤسسة التي تنتمي لها.
وأشارت "حبيب" إلى أنها تم ترشيحها في القائمة الوطنية كممثل لمقعد ذوي الهمم بـ7 محافظات هي "الشرقية، الدقهلية، الإسماعيلية، السويس، دمياط، جنوب سيناء ، شمال سيناء" من أجل توصيل أصواتهم ومعاناتهم ومشكلاتهم والعمل علي حلها من جذورها.
وعن رياضة البوتشا أوضحت أنها يتم ممارستها منذ عام 1994 في الأولمبياد ومنشأها الأصلي إيطاليا، ودخلت مصر وبدأت ممارستها فعليا في عام 2018 ، وهي لعبه خاصة بمرضي الشلل الدماغي وإعاقات أخري بالجسد، وهي عبارة عن كرة إسفنجیة بغطاء من الجلد محیطها لا يتعدي 270 مللیمترا ووزنها 275 جرامًا وتسمي "الكرة الجاك" وكل لاعب يحاول أن تقترب كراته الـ 6 الزرقاء أو الحمراء من تلك الكرة، وهي لعبة فردیة وزوجیة وجماعیة، وبها 4 أشواط، وتأخذ 4 مستویات تتعلق بالتصنیف الطبي لكل لاعب.
وأشارت الدكتورة هند حازم حبيب، إلى أنها بدأت ممارسة لعبة البوتشا مع بدايتها في مصر دون منتخب في عام 2018، وقبل موعد البطولة في العام الجاري بعدة أشهر تم التواصل معها لإجراء بعض التمارين استعدادًا للمشاركة ببطولة محليه، ثم صعدت من خلالها للعب بالمنتخب وظلت بالتدريب لمدة شهرين داخل معسكر مغلق، لافته أنها كانت أول بطولة دولية لها والأولي للمنتخب المصري وحصدت خلال الأيام القليلة الماضية الميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية للبوتشيا بجو هانسبرج بجنوب إفريقيا.
واستكملت النائبة هند حازم حبيب، عضو مجلس النواب، أنها على دراية بمشاكل ذوي القدرات الخاصة باعتبارها ممثلا عن مقعد ذوي الهمم ودورها كنائبة، وتقدمت بطلب إحاطة بمجلس النواب ومناقشة قانون رقم 10 لسنه 2018 الخاص بذوي الإعاقة بضرورة تفعيله والذي يهدف إلي حمايتهم والدفاع عن حقوقهم والحصول عليها وأن الدولة تكثف جهودها في الاهتمام بذوي الإعاقة والعمل علي تحقيق رغباتهم، لافته أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية هو أول من سلط الضوء علي ذوي الهمم ورعايتهم لحصولهم علي حقوقهم كاملة.
واختتمت النائبة الدكتورة هند حازم حبيب حديثها، بأن لحظة الحادث بالرغم من أنها كانت الأصعب في حياتها إلا لحظة ميلادها من جديد ونقطة التحول الفارقه في حياتها لان لو لم يكن الحادث الأليم لم أكن أنا اليوم، لافته أن أحد المدربين هو من أطلق عليها لقب "السمكة الذهبية"بسبب إنعكاس أشعة الشمس علي لون بشرتها أثناء السباحة فتضفي عليها اللون البرونزي، وهو الإسم الذي تداولته وسائل الإعلام المختلفه وأصبح راسخًا في عقول الجميع.