عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تخطيط مدينة القيروان

د. إبراهيم مرجونة
د. إبراهيم مرجونة

من أشهر آثار عقبة الإنشائية تخطيط وبناء مدينة القيروان، والقيروان، كما قال الأزهري: لفظ معرب، وهو بالفارسية كاروان (الجميل أو اللطيف)، وقد ورد في كلام العرب قديما. وتُعتبر من أقدم وأهم المدن الإسلامية، بل هي المدينة الإسلامية الأولى في بلاد المغرب، واستمرّ في بنائها قرابة خمس سنوات، فبنى بها عقبة الأبنية والأسواق، وبلغت مساحتها 13,600 ذراع، وأصبحت قاعدة انطلاق الفتوح ناحية المغربين الأوسط والأقصى، وبتمام بناء المدينة أمن المسلمون واطمأنوا في إفريقية، وثبت الإسلام فيها، وأقبل الأفارقة والبربر والسودان على السكن في القيروان، واعتنقوا الإسلام وامتزجوا مع العرب بمرور الوقت.



 

وأصبحت القيروان بعد وفاة عقبة أول المراكز العلمية في المغرب العربي، ولقد قصدها أبناء المغرب وغيرها من البلاد المجاورة. وسكن بالمدينة العديد من التابعين، ومنها خرجت علوم المذهب المالكي، وإلى أئمتها كل عالم ينتسب وكان قاضي القيروان يمثل أعلى منصب ديني في عموم البلاد المغربية.

 

في سنة 50هـ، بدأت إفريقيا الإسلامية عهدا جديدا مع عقبة بن نافع، المتمرس بشؤون إفريقيا منذ حداثة سنّه، وعلم أن السبيل الوحيد للمحافظة على إفريقيا ونشر الإسلام بين أهلها، هو إنشاء مدينة تكون محط رحال المسلمين، ومنها تنطلق جيوشهم فأسس مدينة القيروان وبنى جامعها، وابتدأ بتخطيط دار الإمارة، ثم عمد إلى موضع المسجد الأعظم فاخْتَطَّه، ولكنه لم يحدث فيه بناء.

 

لم يكن عقبة بن نافع قائدًا عسكريًا محضًا فقط، بل كان صاحب عقلية مبدعة وفكر استراتيجي فذ، وهو يصح أن يطلق عليه خبير بشؤون المغرب والشمال الإفريقي، ومن خلال حملاته الجهادية المستمرة على الشمال الإفريقي، أدرك أهمية بناء مدينة إسلامية في هذه البقاع، وذلك لعدة أسباب:

أسباب بناء مدينة القيروان:

 

تثبيت أقدام المسلمين والدعوة الإسلامية وبناء مدينة إسلامية خير علاج لظاهرة الخروج من الإسلام بعد الدخول فيه التي كانت منتشرة في إفريقيا.

 

ضرورة تكوين قاعدة حربية ثابتة في مواجهة التهديدات الرومية المتوقعة بعد فتح الشمال الإفريقي من أسباب تراجع المسلمين عن إفريقية هو طول خط المواصلات بينهم وبين أقرب مرتكز لهم وهو “الفسطاط”، وخير وسيلة للاستقرار بالمغرب هي في الاحتفاظ بجيش دائم وذلك يستدعي إنشاء مدينة جديدة.

 

أن تكون هذه المدينة دار عزة ومنعة للمسلمين الفاتحين، ذلك لأنهم تفرقوا في البلاد كحاميات على المدن المفتوحة، وهذا التفرق قد يورث الضعف والوهن مع مرور الوقت خاصة لو دهم عدو كبير العدد هذه البلاد.

 

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية

كلية الآداب بدمنهور

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز