عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هؤلاء أعادوا لنا الثقة في رجال الدين

هؤلاء أعادوا لنا الثقة في رجال الدين

منذ اندلاع ثورة ٢٥ يناير و ما تلاها من أحداث ، شهدت الخريطة السياسية عدة تغيرات ، ولاحظنا اهتمام فئات كثيرة في المجتمع بمناقشة وتحليل الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد .



حيث ظهر على الساحة السياسية وقت ذاك عدد من رجال الدين " ليس الكل " يتبعون تيارات إسلامية مختلفة ، منهم من ارتدى ثوب " الواعظ " ، و منهم من قام بتنصيب نفسه " داعيا إسلاميا " يشرع و يفتي من أجل الوصول إلى مبتغاه . بذلك تحول دور رجل الدين إلى خبير سياسي و استراتيجي ، على حساب تفقيه و تعليم المسلمين أمور دينهم .

كان لظهور التيارات السياسية الإسلامية منذ ٢٥ يناير حتى نهاية حكم جماعة الإخوان ، النصيب الأكبر في انعدام و فقدان الثقة و التخوف من أخذ آراء بعض رجال الدين ، و سؤالهم في الأمور الدينية خاصة في الحقبة الزمنية التي أشرت لها مسبقا . يرجع السبب في ذلك إلى انحراف بعض رجال الدين عن مسارهم الأساسي و الوظيفي  .

هناك من استغلوا الحالة السياسية التي مررنا بها و أعتلوا  منابر المساجد و حولوها إلى منصات إعلامية ، و منهم من  خرج علينا من القنوات الإعلامية المختلفة " قنوات فضائية ، صحف ، مواقع إلكترونية ، مواقع التواصل  الاجتماعي ، وغيرها من قنوات تواصلية " ، و قاموا بخلط الدين بالسياسة وفقا لما يخدم  أهوائهم و اتجاهاتهم ، حيث كانت تصريحاتهم  تحمل في ظاهرها الشكل الديني و في باطنها الشكل السياسي بهدف تحقيق و تنفيذ خطط و سياسات تخدم مصالح فئة معينة .

برغم كل ما حدث ، إلّا أن بعد انقضاء عصر الفتن وزمن خلط الدين بالسياسة و غيرها من تصرفات ليس لها علاقة بسماحة و يسر الدين الإسلامي . بدأت الثقة تعود مرة أخرى تدريجيا من المواطن إلى رجل الدين ، خاصة بعد ظهور نماذج من علماء الأزهر و رجال الدين المعتدلين ، و ذلك من خلال برامج تتناول الأمور الدينية بشكل بسيط و ميسر وبطريقة تصل من خلالها الرسالة إلى كل فئات المجتمع دون تعقيد أو صعوبة ، بالإضافة إلى عدم إتاحة الفرصة لتأويل أقوالهم أو تحريفها بالشكل الذي يسئ أو يخالف الدين الإسلامي .

من هذه البرامج " الدنيا بخير" ، و " لعلهم يفقهون " ، و " مصر أرض المجددين" ، و " قلوب عامرة " ، وغيرها من البرامج الدينية التي تناقش قضايا المجتمع و الشباب والأمور المتعلقة بالدين الإسلامي ، على الاختلاف الفقهي والمذهبي ، فضلا عن أنها تركز على تجديد الخطاب الديني و تهدف إلى الارتقاء بوعي المسلمين من خلال تقديم قضايا و أخلاقيات المجتمع  المصري بأسلوب عصري و حديث .

و من أشهر مقدمي تلك البرامج أو من تم استضافتهم بها ، كوكبة من علماء الدين الأجلاء  منهم على سبيل المثال لا للحصر ، الإمام الأكبر الدكتور " أحمد الطيب " شيخ الأزهر الشريف ، و الدكتور " علي جمعة " مفتي الديار المصرية السابق ، و الشيخ " خالد الجندي " عضو  المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، و مدرس بوزارة الأوقاف المصرية ، و الشيخ "رمضان عبد المعز "  إمام المركز الإسلامي بنيويورك و أمام و خطيب بوزارة الأوقاف ، و الشيخ " رمضان عبد الرازق "عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف ، و الشيخ  " رمضان عفيفي " ، و الشيخ  " أشرف الفيل " أحد علماء الأزهر الشريف ، و الشيخ " عويضة عثمان" أمين الفتوى بدار الإفتاء  المصرية ، و الدكتورة " نادية عمارة " الداعية الإسلامية و إحدى طالبات الشيخ الشعراوي ، و عدد من الشيوخ  و العلماء الأجلاء .

في الختام أريد أن اشدد على أهمية و مكانة رجال الدين العلمية و الدينية و مدى تأثيرهم و تشكيلهم لوعي الكثيرين  من أفراد المجتمع ، و قد شهد العالم الإسلامي رموز من هؤلاء العلماء الذين آثروا العالم بعلمهم المستنير ، على سبيل المثال لا الحصر الشيخ الراحل  "محمد متولي الشعراوي " إمام الدعاة ، الذي يعد من أشهر مفسري القرآن الكريم بالعالم الإسلامي ، حيث أستخدم طرق مبسطة و سهلة  في تفسير القرآن الكريم ، مما ساهم في استقطاب شريحة كبيرة من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي . و كذلك الشيخ الراحل " محمد طنطاوي " شيخ الأزهر الشريف الأسبق ، و غيرهم من الشيوخ ، و الأئمة ، و علماء الدين الذين برزوا و انتشروا في العالم الإسلامي .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز