عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. عادل القليعي يكتب : نعم ماضون في طريقنا

د عادل القليعي
د عادل القليعي

دوما وأبدا يجددها ويكررها فخامة الرئيس وفي كل مناسبة، وهاهو يقولها في تهنئة القارة الإفريقية الجميلة بعيدها، ونحن نرددها خلفك يا سعادة الرئيس نحو تنمية مستدامة نهوضا ببلدنا الحبيب مصر الغالية، ونعاهدك ووعد الأحرار دين في رقابهم، نعاهدك ونبايعك على المضي قدما في مسيرتنا تحت إمرة قائد حكيم محنك لديه خبرة رائعة في قيادة دفة سفينتنا إلى أن يصل بنا وبها إلى بر الأمان، ولم لا، وقد أخذ على عاتقه حمل وتحمل الأمانة، والأمانة هنا المسؤولية والمسؤولية تكليف من الله، والمناصب تكليف وليست تشريف، وكان من الممكن أن يتركها ويتخلى عن حملها، لكن آثر على نفسه تحمل هذه المهمة الشاقة التي تنوء من حملها الجبال، قائلا بلدنا سنبنيها بأيدنا نحن أبنائها المخلصين، وسنصلح ما أفسده المفسدون المآرقون الذين اتخذوا الدين ستارا لهم مستغلين ضعاف النفوس الذين هللوا لهم وصفقوا ألا لعنة الله على الظالمين، ألا لعنة الله على الماكرين (ومكروا مكرا كبارا)، (ويمكرون ويمكر الله، والله خيرا الماكرين)، (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)، نعم أيها القائد سر على بركة الله تعالى ونحن خلفك ولن يترك الله عملك ولن يترنا أعمالنا. نعم أمضي في طريقك وأتمم ما بدأته وتسلح بالإيمان بالله وبالإيمان بقضيتنا الرئيسة حب الوطن الذي هو اشتقاق من حب الله تعالى، فحب الوطن عباده وفرض عين على كل من عاش تحت سماءه وأكل من خيره واجعل دوما شعارك (ولنصبرن على ما آذيتمونا)، ولنضع الأنبياء عليهم السلام جميعا قدوة لنا كم صبروا على أقوامهم ، كم أوذوا، كم أضطهدوا حتى بلغوا العلى وبلغوا مرادهم وحققوا الخير المنشود.



 

أنظروا إلى حال المصلحون في كل زمان ومكان، كم من محن امتحنوا بها، كم من رزايا وابتلاءات ابتلوا بها، فصبروا واحتسبوا واعتمدوا وتوكلوا على الله، ووصل إلى غاياتهم، ليست مآرب شخصية أو أهداف فردية، وإنما إصلاح مجتمعاتهم التي يعيشون فيها ويحيون لها شعارهم (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله. قلتها في خطاباتك المتكررة وفي كل المناسبات، طريقنا صعب، مشوارنا طويل، هل ستصبرون؟!

 

نعم سنصبر ونتخندق معكم يا قادتنا كل في مكانه، الضباط والجنود وما أدراك ما هم أدوا الأمانة على أكمل وجه ضحوا بأنفسهم من أجل رفعة هذا البلد وحماية حدودها وأمنه الداخلي والحدوسات ولا يزالون يبذلون الغالي والنفيس لا يرهبهم إرهاب الغدرة الغدارين الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، وسيعلمون أى منقلب ينقلبون.

 

نعم سيادة الرئيس ماضون قدما نحو التنمية المستدامة كل في مكانه، الطبيب في مشفاه، المهندس في مصنعه، المعلم في مدرستها وأكاديميته، أستاذ الجامعة،علماء الدين في مساجدهم، في كنائسهم، في اديرتهم، كل عليه دور ينبغي عليه أن يؤده على أكمل وجه لا رقيب عليه اللهم إلا حبه للوطن، ضميره الفردي الذي يشكل الضمير الكلي، بمعنى حتى لو أراد أن يتكاسل لن يستطيع ذلك، حتى إن أراد أن يتواكل لن يفلح، لماذا؟! لأنه سينظر حوله وسيشعر بالخزي إذا ما وجد الآخرون في جد ونشاط، يحركهم حبهم لبلدهم الطيب أهله.

 

نعم فخامة الرئيس نسير معك مشتبهين مستحضرين روح أكتوبر وأبطالها ، فكما كانت أكتوبر فتح ونصر من الله، فكل الشهور أكتوبر كل الأعوام أكتوبر من أجل النهوض بهذا البلد وإتمام مشروعاته وتحقيق الحلم الذي لاحت بشائره في الأفق، حلم بناء جمهورية جديدة ننعم فيها جميعا بحياة كريمة يستحقها هذا الشعب ولم لا، وهو شعب مصر التي كرمها الله تعالى في القرآن الكريم (أدخلوا مصر إن شاءالله آمنين)، (وطور سينين)، مصر العروبة، مصر رمانة ميزان الأمة العربية وقلبها النابض وشرايينها التي تضخ الخير كله ليس للعرب فقط بل للعالم كله.

 

نعم إنها مصر استراحة الفلاسفة قديما ومسرى الأنبياء، نعم إنها مصر عشق الأولياء، إنها مصر التي مهما كتبنا عنها فقد يجف المداد من محابر الأقلام في الكتابة عنها، لكن لا ولن يجف عطاؤها أبدا نحن على العهد (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)

وأنتم أيها الشعب البطل الصابر المحتسب لا تهنوا ولا تحزنوا ومثلما يقول المثل الشعبي (فات الكثير وبقي القليل)، فاصبروا وصابروا ورابطوا وقفوا صفا واحدا خلف قيادتكم، ولا تسمعوا المغرضين أعداء النجاح، وأغلقوا في وجوههم الأبواب ولا تعطوهم فرصة للنيل منكم ومن همتكم.

 

هذه مقالتي أكتبها وأنا على يقين أن الله تعالى لن يخذلنا ولن يخذل قادتنا في سبيلهم الذي سلكوه.

 

ليس من عادتي أن امدح أحدا فأنا مفكر حر مستنير وكلمتنا نقولها لوجه الله، لا يحركنا دافع اللهم إلا حب الوطن، فالذي لا يرى من الغربال فهو أعمى ونحن مبصرون مستبصرون بفضل الله تعالى، فالذي لا يرى كم هذه المشروعات التنموية العمالقة فهو إما وإما، إما أعمى بصر،  وإما أعمى بصيرة ونعوذ بالله من الحالين.

حفظ الله مصر وشعبها وقادتها.

 

أستاذ الفلسفة الاسلامية ٱداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز