عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

رسالة دكتوراه حول اغتيال الشيخ الذهبي ودعاة السبعينيات والجماعات المتطرفة

الدكتوراه بمرتبة الشرف للباحث عمرو عبد المنعم
الدكتوراه بمرتبة الشرف للباحث عمرو عبد المنعم

حصل الزميل عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من كلية الآداب بجامعة طنطا، حول رسالة بعنوان "موقف الجماعات الإسلامية المتطرفة من قضية التجديد الديني اغتيال الشيخ الذهبي نموذجاً 1971-1981م". 



 

وشهدت القاعة حضور د. كمال حبيب ود. ناجح إبراهيم، وحرص الباحث على وضع صورة الشيخ الذهبي أمامه على المنصة.

 

السبعينيات.. حقبة اشتعال الشرق بنار العنف

 

وقال الباحث عمرو عبد المنعم عن أهمية موضوع  الرسالة إنها امتداد لدور مدرسة التاريخ المصرية في تجديد الخطاب الديني، بعيدا عن محاولات إشاعة الخوف وحفيظة الرأي العام من مسألة التجديد كأنها محاولة لتدخل الغرب وإزاحة الدين الإسلامي من مشهد الحياة المصرية، وهذا غير صحيح؛ فالحق أن الدين بعيدا عن ثوابت العقيدة الإسلامية، يحوي أيضا تفاعلا مع العصر، وتغيرا في الفتوى بتغير الوقت ومشكلاته. 

 

وأضاف أن حقبة السبعينيات شكلت واسطة العقد للقرن العشرين وكانت حرب أكتوبر بمثابة النصر الذي أزاح مصر عن واقع "اللا سلم ولا حرب"، وظهرت موجات الهجرة والنزوح إلى دول النفط، وقيام الثورة الخومينية الإيرانية فبراير 1979م، واتفاقية كامب ديفيد مارس 1979م، دخول السوفييت افغانستان ديسمبر 1979م، بداية الحرب الأفغانية، وتحول أفغانستان بعدها إلى حاضنة الجماعات الإرهابية الباحثة عن القوة والنفوذ، وما جعل العالم كله يرتج من عمليات تنظيم القاعدة الإرهابية وغيرها من المنظمات التي تتبنى العنف باسم الدين.  

 

فصول الدراسة

 

وتكونت الرسالة من خمسة فصول، وتناول الفصل الأول "التجديد الديني ورواده في السبعينيات.. إسلام المركز"، ويتناول المؤسسات الدينية الرسمية وروادها وبينهم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، الشيخ محمد الغزالي. 

وتعرض الفصل الثاني: لـ"مشروعات التجديد خارج إطار المؤسسات والجماعات الدينية.. إسلام الأطراف"، ويتناول رواده ومنهم: د. محمد عمارة والمستشار طارق البشري ود. أحمد كمال أبو المجد، وناقش الباحث مشروعاتهم متعرضًا لها بالنقد.

 

ثم تعرض الباحث إلى رموز التطرف الديني في تلك الحقبة أمثال صالح سرية وشكري مصطفى ومحمد عبد السلام فرج وناقش جذور وسرديات أفكارهم وأطلق على عملياتهم الإرهابية: الاقتحامات الثلاثة المتوازية التي صنعت تاريخ ما يسمى التطرف الديني (اقتحام الفنية العسكرية، وذبح ثلاثة عشر من قياداتها وطلابها علي الطريقة الداعشية، واقتحام منزل الراحل الشيخ محمد حسين الذهبي واغتياله ، واقتحام المنصة واغتيال الراحل محمد أنور السادات).

 

وأفرد الباحث مبحثا خاصا في هذا الفصل عن سيسيولوجيا مساجد السبعينيات ورواده (كشك والمحلاوي حافظ سلامة ورفاعي سرور وغيرهم)، وأطلق عليها صرخات منابر التطرف ودورها في العالم الإسلامي. 

 

أما الفصل الثالث، فقد تناول فيه الباحث عمرو عبد المنعم  مفكري مصر الليبراليين وموقفهم من قضية التجديد فى سبعينيات القرن العشرين، من  خلال ندوات حوارية ووثائق بحثية مهمة، ومن أبرز هؤلاء:  توفيق الحكيم، وحسين فوزي، ونجيب محفوظ، وفي هذا الفصل استعرض الباحث آراء الشيخ الراحل محمد حسين الذهبي التجديدية، والتي أودت بحياته، وكيف كان يسيّر وزارة الأوقاف المصرية، وموقفه من مجددي القرن العشرين. 

 

وتناول الفصل الرابع "السبعينيات.. جيل التنظيم الجهادي السري"، وفيه أوضح كيف ظهرت جماعة الفنية العسكرية بقيادة صالح سرية ثم جماعة المسلمين المعروفة إعلاميا بالتكفير والهجرة بقيادة شكري مصطفى، ثم تنظيم الجهاد وتفاصيل عمليات الاقتحامات الثلاثة (الفنية، الذهبي والسادات)، وهنا ظهر الجيل الثاني من متبني العنف من الإخوان، في السبعينيات، بعد ظهور الجيل الأول في الأربعينيات، وكيف كانت أحلام عودة الخلافة الإسلامية تسيطر على اتباع هذه الجماعات وتتخيلها أفكاراً تجديدية لإحياء الامة الإسلامية من جديد. 

 

وفي الفصل الخامس والأخير، تناول الباحث "موقف المؤسسات الدينية من قضايا التطرف والعنف الديني بالسبعينيات،" وتمثلت تلك المؤسسات في دار الإفتاء المصرية في عهد الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، ووزارة الأوقاف متمثلة في الراحل الشهيد محمد حسين الذهبي، ومشيخة الأزهر الشريف ممثلة في الشيخ موسى شاهين لاشين. 

 

نتائج الرسالة

 

وتوصل الباحث في رسالته إلى عدد من النتائج منها: 

1. ما طرحته جماعات الإسلام السياسي وقتها هو تبديد وليس تجديدا، فقد عاد هؤلاء إلى النص بشكل مباشر متجاوزا كل من عمل علي فهمة ومحاولة تفسيره منذ الصحابة حتى اغتيال الشيخ الذهبي، وأهدر هؤلاء كل هذا النظر وهذا الجهد، ونظر  هؤلاء إلى أنفسهم  على أنهم مجددون وصنعوا قاموسا لغويا خاصا بهم، ولم يكونوا متخصصين في الشريعة ولا اللغة، ومعظمهم خريجو كليات زراعة وهندسة، وقد تلبسوا وهم التجديد وما هو بتجديد فقد كان تجديدا في مواجهة الأمة وليس من أجلها. 

2. كان تجديد المؤسسة الدينية متميزا، رغم المعوقات التي كانت مكبلة بها هذه المؤسسات. 

3. مواجهة الدولة للفتنة الطائفية، التي تعدى أثرها في بعض المناطق مثل المرج وعين شمس والزاوية الحمراء لعمليات عنف لم تشهدها الدولة المصرية منذ  ثورة 1919م، وهنا ظهر التناغم بين مؤسسات الدولة والمجتمع، فعندما يكون بين الدولة والمؤسسة الدينية نوعا من التوافق وعدم النزاع، فإن ذلك يؤدي إلى فتح أبواب التجديد داخل هذه المؤسسة وتعظيم هيبتها ومكانتها لدى المواطن العادي. 

4.  خطورة وجود التنظيمات القديمة مثل تنظيم الإخوان المسلمين، على وجه الخصوص، ومحاولة اختطافه للقوى الاجتماعية والسياسية الجديدة في حقبة السبعينيات، خاصة الطلاب وإدخالهم في النفق السري والعوالم الخفية التي لم يكونوا يعرفونهما من قبل، ما أدى إلى بذر بذور العنف في المستقبل ولبناء عالم موازٍ للدولة وتبني أفكار لها طابع تنظيمي سري وليست أفكارا للجماعة والوطنية. 

 

توصيات الرسالة 

 

وأوصت الرسالة بعد هذه الرحلة الكبيرة عبر سنوات السبعينيات بعدد من التوصيات منها: 

1. وجوب دراسة حركات التطرف والإرهاب وإيجاد كرسي دراسي لها في جميع الجامعات المصرية والعربية ومراكز الأبحاث المتخصصة والمؤسسات الدينية العلمية لمعرفة تتطورها، والوقوف على أبعادها الفكرية. 

2. إمداد المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية ومراكز الأبحاث العلمية بتاريخ سيسيولوجيا الفرق الدينية المتطرفة ومجالات مكافحة الإرهاب والتطرف الديني والتكنولوجي، والاعتماد على الباحثين المتخصصين، من أجل رفعة وصالح هذا الوطن. 

3. دعم الجهود الرامية إلى وضع مدونة سلوك لمكافحة التطرف والإرهاب، لأن مصطلح الإرهاب مصطلح مطاط، لذلك فوضع مدونة خاصة بالدولة لتأكيد التوافق العام المجتمعي والدولي عليها تحمي السلم الداخلي والأمن العالمي. 

 

وأخيرا تكونت لجنة المناقشة من الأساتذة: الدكتور محمد رفعت الإمام عميد كلية الآداب جامعة دمنهور "رئيساً"، الدكتور إبراهيم عبد العال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة طنطا "مشرفاً"، الدكتور أحمد سالم أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة طنطا "مشرفًا"، والدكتور محمد فياض أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة طنطا "مناقشاً".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز