عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. إيمان ضاهر تكتب: الأدب والشعر.. هدايا الروح وسخاء العقل

د. إيمان ضاهر
د. إيمان ضاهر

الأدب والشعر، زهور أبدية تتفتح تلقائيًا مع كل لمسة فتحملها معك في كل مكان.. منذ طفولتي الناعمة والأدب ثراء حياتي، سفري وترحالي من عالم ماض وعالم قادم، وكبرت مع هذا الوعي السخي، بمعية الموسوعة الضخمة من قصص وملاحم ومعلقات، تروي الحياة بأجزاء مختلفة من الثقافات والحضارات الواسعة، لتطوير الفكر بالقراءة المَلحة والمعرفة المستنيرة، واخترقت أماكن ومجتمعات لا يمكن ابتكارها إلا بالخيال، قبل أن أعيشها حقيقة.



ولا يزال الأدب والشعر أمتي وموطني وملجأي، وقد أينع الثمر في مهنتي ومناهج يومياتي.

وأتخيل نفسي في كون يفتقد الأدب والشعر، فكم من الوقت عساي الصمود؟ وأدرك تلقائيًا: لن أحيا يومًا أكثر، ولماذا؟ 

لأن عالم الشعر والأدب يحملنا على أجنحته المثيرة، نطوف بحرية بقاع الدنيا، فيهتز الإنسان بما يصنع، ويتوسع فهمنا للعالم، ويتطور تعاطفنا، وتتجسد المعضلات الوجودية وتنمو الفضائل الأخلاقية، ويعلمنا كيف نحدد ماهية الحياة؟

ويجيبنا الأدب أن الحياة رواية وقصيدة، ملحمة إنسانية نفسرها على هوانا، وأنه يختبئ وراء هذا العالم النفيس جواهر خالدة، نعيشها في الملحمات والمعلقات والروايات والدواوين والمعاجم، تسبق التاريخ بحسنها وصراط جمالها، فتعمر.. وتخلد، كملحمة عنترة بن شداد، وامرئ القيس، وزهير بن ابي سلمى، ملحمة جلجامش، والفردوس المفقود، وألف ليلة وليلة، وغيرهم من الكتاب، الأرواح العظيمة.

ولا بد لنا أن نذكر الشاعر الرائع هوميروس في الإلياذة والأوديسة، أعظم المعجزات الأدبية على الإطلاق، هي لا تشيخ وتتحدى الزمن بعظمة.

فكيف يستمر هذا الدفق الدائم الذي نحيا بين ثناياه؟

والجواب، لأن التحفة الأدبية والشعرية، تحيا وتصل بالحياة كل من يلمسها ويراها لتبقى كقرن العطاء الأسطوري.

وكل قارئ منا يعيش عن طريق تأمل الأدب، وتذوق الشعر، مدين للفكر بدين أبدي، أنها

القيم الشامخة، صفحات مفتوحة، ندخلها، ونعاود الدخول وأكاليل المعرفة تتوج رؤوسنا.

وعرش الأدب والشعر، لغة ملكة، فهنيئا لكل من انتمى إلى اللغة العربية، العظيمة، الفخمة، الممشوقة بضلوع الوعي، والجمال والعبقرية، المرصعة بالفكر الخالد، حيث سطع سحر الشرق، وأيقظ الإلهام في فؤاد الغرب، المتعطش والحالم بهذا الدرب، فتعلم وعلم العالم بأسره من الفكر الإسلامي، من مذاهبه، ومدارسه، لتقودني الذكرى الحميدة لبديع الزمان الهمزاني، وأبو حيان التوحيدي، وابن سلام، وابن قتيبة، إلى حازم القرطجاني، وغيرهم من مبدعي اللغة الهائلة، الشاملة، المدهشة والمؤنسة، اللغة العربية.

ولا بد لي أن أعرج على كبار شعراء لغة الضاد، كالمتنبي وابن الرومي، الجاحظ، والفرذدق، إلخ.. ثم حافظ إبراهيم، وقاسم أمين، والأخطل الصغير، وجبران، وطه حسين، وعباس محمود العقاد، ونوبل الأدب الكبير نجيب محفوظ.. إلخ.. القائمة بأسماء عظماء الشعر والأدب العرب، طويلة وبأسماء جليلة ولا تتكرر، وأتخيلهم قابعين في إحدى زوايا الدنيا، وبين أياديهم مخططاتهم ومسوداتهم، وسيظلون يتسللون إلى التاريخ الذي خلد ذكراهم إلى الأبد، هؤلاء نظروا إلى الدنيا من خلال عيون الخيال، وهي خالدة ولا تموت.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز